شباط 2000م |
مجلة النبأ ـ العـد د 42 |
ذو القعدة 1420 |
على أمل اللقاء |
||||||||||||||
حيدر الجراح |
هل شادت له الغربة وطناً أم هو الذي شاد للغربة وطناً من خلود يحجّ له الغرباء؟ ترنو بعينيك بعيداً.. تقرأ غدك المهدور.. برودة الأصقاع.. وسمٌّ يلوب في الأحشاء.. كانت أوجاعك، هي أوجاع الأب والأبناء.. توارثتها مع ميراث آخر من علم علوي.. وسمت محمدي يتلفع بالنبوة.. خرج إلى أرض أخرى.. في قلبه خوف، من حذر يترقب.. كل أرض وطأتها أقدامه تخضّر تحتها جنائن ورد.. تتفجّر ينابيع عسل مصفى.. وماء.. هل سرقت الريح، وسرقت قوافل الوحل والطين خطوه؟ هل استباحت همهمات الحقد والكره، بين جدران القصور، نبضه؟ نحو سماء إرتدت لون الرماد.. سافر.. في زوّادته قلق.. ومحبة.. وضوء ينير للسالكين دروبهم.. وشّحوه بالسوار.. * * * لساكن طوس.. سلام.. للقبة الشامخة.. للضريح الطهور.. لرائحة المكان والبخور.. لابتهالات الزائرين.. ودموع الغرباء.. للأجساد المتعبة من صيام وصلاة.. للوجوه المتوضأة بقُبل النور والخشوع.. للأيادي المرفوعة تتوجه إلى الله.. للشفاه المتضرعة تمتمات دعاء.. للعيون على إتساعها.. تترقرق بانكسار الحضور الرضوي والدموع.. لساكن طوس.. للطبيب المحمدي.. للغريب سيد الغرباء.. لعبق من كوثر.. للضريح تساكنه طمأنينة الله.. وتبارك الخطو لزائر يستريح بين جدار ومحراب.. ما لا يعد ولا يحصى من تحية وسلام.. |