|
الشعور بالنقص .. الاسباب .. والوقاية |
2 - 2 |
كريم
المحروس |
أسباب
عقدة الإحساس بالنقص |
هناك أسباب ودوافع
كثيرة تجعل الإنسان غير سوي في
علاقته مع نفسه. ولكن الابتعاد
عن المنهج الرباني الذي تمثل في
تعاليم القران الكريم والسنة
النبوية الشريفة هو مفتاح سر
الكثير من العقد النفسية. فالنفس البشرية ليست
بحاجة إلى توفير متطلباتها
المادية وحاجاتها فحسب، بل ان
الانشداد إلى الخالق الواحد عبر
التزام اوامره ونواهيه هو
الركيزة الاساس. وقد يقع عالم النفس
في مطبات كثيرة خلال مراحل
تشخيصه للعقد النفسية، بسبب
جهله وعدم اعتنائه بما يدور في
النفس البشرية من كوامن فطرية
تشد الانسان إلى اشباعها. وهنا لا بد من
الاشارة إلى ان غير الملتزمين
بالشريعة الاسلامية من
المتخصصين في علم النفس، يشخصون
بين فترة واخرى عوامل متداخلة
ومتشابكة في نشوء عقدة نفسية ما،
ولكنهم يجهلون العلة الاساس،
فيسعون إلى بذل جهود جبارة
لملاحقة هذه العوامل ومعالجة كل
واحدة منها على انفراد. واخيرا
يصلون إلى ان عدم استقرار
واطمئنان النفس وتوترها عامل
رئيسي في نشوء اغلب العقد
النفسية، ثم يرجعون الحل إلى
انتماء او اتجاه روحي يتوجب على
المعقد نفسيا اللجوء اليه. |
وهنا نحاول ان نسلط
الاضواء على اهم اسباب ودوافع
عقدة الاحساس بالنقص: |
1-
التربية غير السوية: |
كثير من علماء النفس
يؤكدون على ان التربية الخاطئة
لها تاثير خطير في التكوين
النفسي للانسان وتوجيه شخصيته
باتجاه غير سليم. فاذا كانت
التربية هذه قائمة على التوتر
والانفعال الدائم او المتكرر،
فانها تصوغ نفس الانسان صياغة
مضطربة، لتصبح بعد ذلك محلا
للعقد بمختلف انماطها. ولكن
علماء النفس لا يحددون الاتجاه
السليم القائم على قيم ومثل
ربانية، بل يتجهون اتجاها عقليا
صرفا من خلال تتبع مظاهر العقد
النفسية، ومن ثم يضعون الحلول
المناسبة. ولكنك تجد ان المريض لا
يقدر على ايجاد حل باعتماده على
ذاته بل هو بحاجة ماسة إلى
ملازمة الطبيب النفسي، يتشبث به
إلى حد العبادة في بعض الاحيان،
او لا يجد في ذاته كمالا الا
باضافة دور دائم للطبيب المختص. وقيل ان اهم عوامل
النجاح لحل العقد النفسية يأتي
بالدرجة الاولى بالاعتماد على
ذات الانسان قبل كل شيء. من هنا
تجد القليل جدا من الاخصائيين
النفسانيين يؤكدون على اهمية
بناء الذات وفق منهج قائم على
قيم ومثل مشرعة من ارادة جبارة
هي علة تامة في خلق وحركة كافة
الموجودات. فانسان الغرب يربى
تربية اسرية قائمة على الذوق
السليم. فالنظافة على سبيل
المثال عامل من عوامل الصفاء
النفسي وهي امر متعلق بالذوق.
ولكنك ترى ان المخالف للنظافة في
الغرب، مخالف للذوق السليم فقط.
بينما تجد الانسان المسلم يلتزم
النظافة ليس لكونها احد مظاهر
الذوق السليم فحسب، بل لان
الالتزامات والتكاليف الشرعية
امرت بها او حثت عليها او حببتها
إلى النفس البشرية، وهي جزء من
الايمان كما ورد في الحديث
الشريف :)النظافة من الإيمان(. فاستناد الانسان إلى
ارادة الهية جبارة، لا بد وان
تنتهي به إلى حيث الصفاء النفسي
والروحي بدرجة اعظم من استناده
إلى ارادة معالجة قد تتمثل في
الطبيب النفساني. فالتربية عامل مهم في صياغة نفس الانسان او خلوه من عقدة الاحساس بالنقص. وقد رصدت بعض الامور
التربوية التي تؤدي إلى بروز هذه
العقدة الخطرة، من بينها: ا- الحرمان من رعاية الام
او الاب. ب- شعور الطفل بانه غير
مرغوب فيه او منبوذ. ج- افراط الابوين في
التسامح والصفح عن الابناء. د- الافراط في رعاية
الاطفال والاهتمام الزائد. هـ- صراحة الآباء وميلهم
إلى الاستبداد بابنائهم. و- طموح الاباء الزائد. ز- اتجاهات الوالدين
المتضاربة(1). هذه الأمور تشكل في
مجموعها ظروفا تحيط بالانسان
حال عيشه في كنف عائلته، حيث
يشارك الابناء الوالدين ايضا في
خلق هذه الظروف. فالكبار يشكلون
بالنسبة للطفل مصادر رعاية وعطف
وحماية. وقد يشارك الاب ابناءه
في نبذ احد الاخوة باناء على
هفوة ارتكبها. بينما يفرط الاب
في الرعاية والصفح عن احد
ابنائه، ويعتدل في علاقته مع
بقية الابناء. هذه الامور تشكل
في غالبيتها منعطفات خطرة في ذهن
الاطفال، وتجعل منهم محلا للعقد
النفسية بشتى الوانها واطيافها. ويرى الدكتور مصطفى
غالب في موسوعته النفسية جزء )علم
النفس التربويٍ في الصفحة (40): )ان النمو النفسي ظاهرة
معقدة كل التعقيد، لان السلوك في
معناه العلمي ليس الامر سهل
عزله، بل هو سلوك كلي كتلي معقد
يخضع لعوامل يرثها الانسان كما
يخضع لعوامل احتكاك ببيئته
الخارجية، والواقع ان سلوك
الانسان الراشد في موقف معين ان
هو الا دليل على نمو كلي معقد خضع
له الانسان لحظة تكوينه إلى
اللحظة التي سلك فيها هذا النمط
المعين من السلوك(. وقد )عرف البيت المفكك
منذ زمن على انه نقطة رئيسية في
انعدام التكيف. وهناك عوامل تؤدي
إلى تفكك البيت : الطلاق،
الانفصال، الغياب الكثير عن
المنزل بسبب العمل، توظيف الام،
وفاة احد الوالدين.. الخ(. فقد اثبتت الدراسات
المختلفة ان المراهقين الذين
يعيشون في بيوت مفككة كانوا
يعانون من المشكلات العاطفية
والسلوكية والصحية والاجتماعية
بدرجة اكثر من المراهقين الذين
كانوا يعيشون في بيوت عادية.
ولقد ثبت كذلك ان غالبية
المطرودين من المدرسة بسبب سوء
التكيف، كانوا من بين ابناء
البيوت المفككة، واتضح ان
الاطفال الذين انفصل ابواهم او
طلقا، ظهر عندهم ميل شديد للغضب
ورغبة في الانطواء، كما كانوا
اقل حساسية للقبول الاجتماعي،
واقل قدرة على ضبط النفس واكثر ضيقا) (2). وتتجه بعض الاسر إلى
اطلاق صفات ممجوجة غير محببة
للطفل، او فيها تصغير اوتحقير له.
وقد نهى الله سبحانه عن ذلك: ففي سورة الحجرات في
الآية الحادية عشر جاء : )ولا
تنابزوا بالالقاب(. وحذر الامام علي)عليه
السلام( من النبذ الاجتماعي
والتحقير بقوله :)الافراط في
الملامة يشب نيران اللجاج((3). وسئل النبي)صلى الله و
عليه و آله و سلم(: يا رسول الله
ما حق ابني هذا ؟ قال: )تحسن اسمه وادبه
وتضعه موضعا حسنا((4). ونبه الامام الباقر)عليه
السلام( خطورة الافراط في الحب
وبر الاطفال اذ قال :) شر الاباء
من دعاه البر إلى الافراط((5). وروي عن ام المفضل زوجة
العباس بن عبد المطلب مرضعة
الامام الحسين )عليه السلام(: )اخذ مني رسول الله صلى
الله عليه واله حسينا ايام رضاعه
فحمله، فاراق ماءا على ثوبه
فاخذته بعنف حتى بكى. فقال )صلى الله و عليه و
آله و سلم( مهلا ام الفضل ان هذه
الاراقة الماء يطهرها، فاي شيء
يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين؟((6). ويصاب الانسان بعقدة
الاحساس بالنقص بسبب فقده لحنان
ورعاية والده او والدته بعد ان
فارق بينهما الموت فضلا عن عدم
سعي اقربائه لاحتضانه. فيقارن
اليتيم المميز بين مستويات
المعيشة وطبيعتها، وقد يتفاخر
بعض الاطفال لبراءتهم بوجود
ابائهم او امهاتهم بينهم، بينما
فقد هو احد والديه. ولذلك اكد
الاسلام على اهمية احتضان الطفل
اليتيم. ففي سورة الضحى جاء :)فاما
اليتيم فلا تقهر(. وفي )الطفل بين الوراثة
والتربية( ج1 ص 233، عن الرسول
الاكرم)صلى الله و عليه و آله و
سلم( قال:)خير بيوتكم بيت فيه
يتيم يحسن اليه وشر بيوتكم بيت
ساء إليه(. وعن الامام امير
المؤمنين علي)عليه السلام(:)الله
الله في الايتام فلا تغبوا
افواههم ولا يضيعوا بحضرتكم(. وهناك بعض
الاسباب الاخرى التي لا تقل
اهمية. منها: ا- مواجهة الطفل لنجاح
يتبعه سلسلة من الاخفاقات. ب- تعريضه لاهداف اعلى
مما يلائم سنه. ج- مقارنة خاطئة بينه
وبين من هم احسن منه، صادرة من
قبل والديه أو الناس(7). د- حرمانه من إظهار
قدراته كالرسم او الركض او
الالعاب. |
2- القيود
الاجتماعية: |
ويورد علماء النفس عددا
من هذه القيود التي من بينها : ا- الحرمان من المال. ب- الحرمان من الجاه
والمكنة الاجتماعية. ج- الحرمان من ابداء
الرأي في الاسرة بحرية.. كالرأي
في الوالدين او الناس. ء - الحرمان من الكمال
الجسمي. هذه تعتبر تحديات
يواجهها الانسان في ظروف مختلفة.
وليس من العيب ان يقيد الإنسان
بفقر قد يكون مدقعا. فقد تمر الشعوب في فترة
من الفترات التاريخية، تنضب
فيها الموارد الزراعية او
الصناعية لاسباب مختلفة،
كانحباس المطر وجفاف العيون
ومصادرها. وربما تكون لاسباب
اخرى كالكساد واضطراب الاوضاع
السياسية وغيرها. فالارزاق ليست
ملك احد من البشر كما انها ليست
آلة تحركها القوى البشرية. ففي الحديث الشريف:)المال
مال الله والناس عياله(. ولكن على قدر حركة
الانسان وسعيه ونيته السليمة،
يصل إلى رزقه المقدر له، كما في
قوله تعالى :)وان ليس للانسان الا
ما سعى((8). وكما ان الفقر قد يكون
عاملا في نمو الاحساس بالنقص
نتيجة ارادة الانسان الضعيفة او
استسلامه للتحديات، كذلك الغنى
قد يؤدي بالانسان إلى الكبر
والطغيان ليمنع به المال عن
الناس وهو عامل يضاف إلى قائمة
الفقر ايضا. كما ورد في الآية
الكريمة:)ان الانسان ليطغى ان
رآه استغنى( (9). ويأتي الاسلام ليمارس
العدالة الاجتماعية ويفرض في
مال الغني حقا شرعيا، فيعالج
بذلك الفقر في المجتمع الذي قد
تترتب عليه أمراض نفسية تحرف
المجتمع وتودي به إلى الهلكة. فالفقير حينما ينظر إلى
حاله ثم يقيسه بما لدى الغني من
مال ليس له فيه حق، ذلك يولد
شعورا بالنقص والضعف. ويترتب على
ذلك ايضا طبقية اجتماعية تؤثر في
العلاقة بين ابناء المجتمع
الواحد. فعن الصادق)عليه السلام(:)من
حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله
حاقدا ماقتا حتى يرجع عن محقرته
اياه((10). وعنه )عليه السلام(:)من
لقي فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف
سلامه على الغنى لقي الله عز وجل
يوم القيامة وهو عليه غضبان((11). وقال الرسول)صلى الله و
عليه و آله و سلم(:)الا ومن استخف
بفقير مسلم فقد استخف بحق الله،
والله يستخف به يوم القيامة الا
ان يتوب((12). في هذه الاحاديث
والروايات اشارة واضحة إلى ان
تحقير الفقير او تمييزه سلبا في
الوسط الاجتماعي، يؤدي إلى غضب
الله. اي ان النتائج ليست منعكسة
على المجتمع فحسب، بل ان الباري
عز وجل له دخل مباشر في هذا
السلوك الذي لا راد له الا
التوبة. ويقترن احيانا الفقر
بالسمعة والراي، وذلك في اوساط
المجتمعات المريضة. فالغني هو
صاحب الصيت وهو مقياس السمعة
الحسنة. وتجده ذا رأي نافذ ويؤخذ
على محمل الجد، بينما الفقير لا
سمعة له ولا رأي. ويصنع الاسلام مجتمعا
نقيضا للطبقية الناتجة عن
المادية وحركتها الجشعة.
فالمقياس عند الله سبحانه
وتعالى التقوى، وبها ترفع
السمعة الطيبة، وبها ينمو ويقبل
الراي السديد، لان التقوى تقام
بها المجتمعات على اسس متينة
برغم الاختلاف في الحالة
المادية. فعنه سبحانه وتعالى:)انا
خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم
شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان
اكرمكم عند الله اتقاكم(
(13). واما عن صعيد العلاقة
في الاسرة الواحدة، فالاسلام
يؤكد على الروابط الاسرية بشد
الاب إلى الابن والعكس صحيح،
فراي الاب مطاع ما دام على الحق:)وان
جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك
به علم فلا تطعهما((14). لكنه من جهة أخرى يقول:)فلا
تقل لهما اف ولا تنهرهما، وقل
لهما قولا كريما((15). اي ان الانسان له حق
ابداء الراي في العائلة وان يقول
القول الكريم، وأيضاً له حق
الموقف إن اتجهت العائلة باتجاه
مناقض للايمان بالله سبحانه
وتعالى. وحذر الاسلام من تمييز
ذوي العاهات والامراض عن
المجتمع. فالمرض بعاهة او نقص في
جسم الانسان، يجعلانه حساسا
تجاه من حوله قد يؤدي به إلى
التفكير الدائم احيانا في
الانعزال عن المجتمع الذي يعتبر
النقص الجسمي او العاهة امرا لا
يستحق صاحبه بسببه ان يخالط من
حوله، ذلك يجعل من المصاب فريسة
الاحساس بالنقص وربما التمرد
على المجتمع ومحاربته، للتعويض
عن ذلك النقص. فعن الرسول )صلى الله و
عليه و آله و سلم(:)لا تديموا
النظر إلى اهل البلاء
والمجذومين فان ذلك يحزنهم((16). وعن الصادق )عليه
السلام(: )اسماع الأصم من غير
تضجر صدقة هنيئة((17).
وعنه أيضا:)من نظر إلى ذي عاهة،
او من قد مثل به، او صاحب بلاء
فليقل سرا في نفسه من غير ان
يسمعه، الحمد لله الذي عافاني((18). |
3- هيمنة
النظام السياسي المتخلف : |
الانظمة السياسية
المتخلفة تسعى دائما لاشعار
مواطنيها بالضعف والنقص ـ سواء
امام ما يتوجب على السلطات توفيره
لمواطنيها او في حالة سعي
المواطنين في سبيل الحصول على
حقوقهم. فطبع الانظمة المتخلفة
تذهب إلى خلق هالة ضخمة
لامكاناتها المادية وآلة البطش
التي تمتلكها. وقد يرى المواطن
نفسه بحاجة تامة لهذه السلطات
لانها مصدر رزقه وامنه. وهذا امر
يضعف عند المواطن ثقتة بقدرته
على تحقيق امنه او طموحه او جلب
رزقة او حتى الدفاع عن وطنه. وتمارس بعض السلطات
بطشا جبارا لاقناع المواطنين
على عدم مقدرتهم وضعفهم لنيل
مبتغاهم. فلا تجد تجمعا سياسيا
الا وقد مورست بحقه اقسى انوع
القمع بقصد ايصاله لقناعة بعدم
جدوائية في التغيير ان لم تكن
هنالك ارادة تغيير يتبناها
النظام نفسه. ويشير القران في بعض
آياته إلى القصة المشهورة في
مجتمع فرعون وموقف نبينا موسى)عليه
السلام(. )ان فرعون علا في الارض
وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة
منهم يذبح ابنائهم ويستحي
نسائهم، انه كان من المفسدين((19). وقد يسعى النظام
السياسي المستبد أو المتخلف إلى
اسلوب اخر داعم لممارسات القمع،
فتجده يهيمن على ثقافة البلاد
ويوجهها باتجاه مصالحه، فيبث
الفكر الاستسلامي وفكر الخضوع
والخنوع وربما تأليه السلطات،
وقد يكتب هذا الفكر في احيان
كثيرة في اطر دستورية او قانونية
قد تفيد بان الملك او الامير او
الرئيس او الملك فوق كل اعتبار
تشريعي او قانوني. وحين تتجه إلى رصد عدد
القوانين التي تصب في خانة ابراز
هيبة السلطات، والقوانين التي
تصب في صالح الناس. تجد ان مفهوم
القانون محدد في جهة واحدة هي
تعظيم السلطات واضعاف المواطنين.
وقد يدعم ذلك ايضا بمناهج دراسية
تؤكد شرعية السلطات في كافة
ممارساتها. هذا السلوك لا ينمي
انتماء للوطن، كما لا يبني
مجتمعا او افرادا اقوياء
يمتلكون زمام امورهم ويسيرون
حياتهم وفق ما يعتقدون بل وفق ما
يعتقد النظام السياسي. ولذلك اكد القران على
نظام حكم اسلامي فيه كرامة
المجتمع وحريته وسلامته من
الامراض والعقد النفسية:)ومن لم
يحكم بما انزل الله فأولئك هم
الفاسقون((20). )ومن لم يحكم بما انزل
الله فأولئك هم الكافرون((21). وهناك مثال من واقع
المجتمعات التي تعيش حالة من
الاحساس بالنقص ولكنها تعوضها
بسلوكيات غير عقلانية. فقد ذكر
احمد سوسة في كتابه )العرب
واليهود في التاريخ( ص 173: تعاليم التلمود التي
استغرقت حوالي اثنا عشر مجلدا،
واستمر الحاخامات في تاليفها
لمدة حوالى الف عام، ما كانت
لتحمل روح الود للمجتمع البشري.. واضاف كتاب )التعصب(
لدحام الكيال ص11 نقلا )عن العقد
النفسية (: زعمت كتبهم مثلا ان
رئيسهم سال ربه قائلا :)لماذا
خلقت غير شعبك المختار؟. فاجاب
الرب: لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا
دمائهم، وتحرقوا اخضرهم وتلوثوا
طاهرهم، وتهدموا عامرهم(. فالمجتمع اليهودي يعيش
عقدة الاحساس بالنقص، لذلك سعت
تعاليمهم إلى تمييزهم على غيرهم
من المجتمعات. وكذلك الغرب الذي كان
يعيش تخلف القرون الوسطى،
استفاد من علوم المسلمين ايما
استفادة، حتىحطم بها اغلال
التخلف والقهر. ولذلك يكره بعض
المتعصبين من ابناء الغرب
ماضيهم فضلا عن انهم يكرهون
المسلمين، لان التاريخ
والمسلمين يذكرانهم بتخلفهم،
كما يذكرهم بفضل المسلمين الذين
يأبى الغرب اليوم ان يحفظ لهم
امتنانا. |
الوقاية
والعلاج |
من الصعوبة بمكان ان
يدعي عالم نفس انه استطاع ان يضع
حلولا علمية لعقدة الاحساس
بالنقص، ذلك ان العقد النفسية لا
يمكن التعامل معها بطريقة
التعالم مع الظواهر العلمية
المادية الاخرى. لان العقد
النفسية لا تخضع لقانون علمي
ثابت. ففي علم الطبيعة مثلا يمكن
للعالم الطبيعي ان يدرك العلل ثم
يتكهن بأسباب او حلول ثابتة،
والتي على اثرها يتجلى له الأمر
فيضع قانونا عاما ينطبق على جميع
مصاديقه. وإرادة الانسان كما هو
مشهور، انها تحقق المعجزات. وقد
وردت بعض التفاسير حول "الامانة"
انها تعني الارادة. ففي الاية
الشريفة:) انا عرضنا الامانة على
السموات والارض والجبال فابين
ان يحملنها واشفقن منها وحملها
الانسان انه كان ظلوما جهولا(. فليس هناك مجالا
للمقارنة بين الانسان وعالم
الطبيعة. فالطبيعة لا تمتلك
ارادة ولا عقلا. وقد عظم سبحانه
وتعالى العقل والارادة، وهي من
الامور التي ندرك وجودها من خلال
مظاهرها عند الانسان. ومع ذلك
يختلف موقف الانسان من الحادثة
الواحدة في ارادته وعقله. فان الشعور بالفقر
والحرمان والاخفاق قد يسلم
صاحبه إلى اليأس من الحياة او
الانتحار هربا من مواجهتها، وقد
يؤدي الشعور نفسه عند فرد آخر
إلى التمسك بالأمل ومضاعفة
العمل لتغيير الظروف الكئيبة
التي تكتنفه، ومرد الامر في
الحالين إلى اختلاف هذين
الفردين في مدى حظهما من سداد
الفكر، وسلامة الجسم وسعة
الثقافة، ونوع التربية، وسائر
المقومات الشخصية. وقريب من هذا
يمكن ان يقال عن الظاهرة
الاجتماعية، انها لاتخضع لمثل
الجبرية التي تخضع لها الظواهر
الطبيعية. فالفقر ظاهرة
اجتماعية قد تفرض على افراد احد
المجتمعات الاقبال على الانتحار.
بينما يتوافر هذا الفقر في بيئة
اخرى تكاد تخلو من ظاهرة
الانتحار. بل ان الفقر يختلف
تاثيره في افراد البيئة
الواحدة، يدفع احدهم إلى
الاجرام بينما يدفع الاخر إلى
الصلاح ايمانا بما قدر الله من
حظ، او استجابة لنوع سليم من
التربية يؤدي إلى الترحيب
بمواجهة التبعات(22). |
وبرغم صعوبة
تحديد وسائل الوقاية وطرائق
العلاج لعقدة الاحساس بالنقص
الا اننا هنا نشير إلى بعض اهمها
من حيث فاعليتها في الكثير من
الحالات المرضية: |
1- الوعي والتربية السليمة: |
وهو اهم العوامل
المساعدة في نجاح الانسان
بتفادي عقدة الاحساس بالنقص او
علاجها، ذلك ان عقل الانسان
بحاجة دائمة إلى اثارات وحوافز
تنير له الدرب نحو الحقيقة. فبعث
الانبياء والنص في تعيين
الاوصياء حجة القاها سبحانه
وتعالى على البشر. فالرسول
الاكرم)صلى الله و عليه و آله و
سلم( قال في هدف بعثته: )انما بعثت
لاتمم مكارم الاخلاق(. وذكر الامام علي )عليه
السلام( في بعض خطبه ان الهدف من
بعث الانبياء هو اثارة دفائن
العقول. (فبعث فيهم رسله...
ويثيروا لهم دفائن العقول)(23). أ) هدفية
خلق الانسان: فحينما يعي الانسان
الهدف من خلقه والواجبات المكلف
بها خلال مراحل حياته، فانه
سيعيش اتزانا نفسيا واستقرارا
ورضا بما قسم له من جسم ورزق ولون
وغيرها، لانه لن يجد في طريقه ما
يقلقه او يحط من قدره. ويصرح
القرآن الكريم بهدفية خلق
الانسان بقوله: )وما خلقت الجن
والانس الا ليعبدون(. فالفوز العظيم لا يراه
الانسان في الدنيا فحسب، بل ان
فوز الاخرة بعبادة ربه اعظم، وما
الدنيا الا مرحلة اختبار مؤقتة )
وعد الله المؤمنين والمؤمنات
جنات تجري من تحتها الانهار
خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات
عدن ورضوان من الله اكبر ذلك
الفوز العظيم((24). وفي آية كريمة اخرى:)بل
تؤثرون الحياة الدنيا، والاخرة
خير وابقى((25). ويقدم الاسلام كرامة
الانسان ومساعدته عند الضرورات
على التكاليف الشرعية. ففي وسائل الشيعة (الجزء
الخامس ص450). روي ان الامام
الصادق )عليه السلام( قطع طوافه
حول الكعبة لحاجة مسلم. فعن ( ابو
احمد ) قال : كنت مع ابي عبد الله )عليه
السلام( في الطواف ويده في يدي اذ
عرض لي رجل له حاجة فأومأت اليه
بيدي. فقلت له: كما انت حتى افرغ
من طوافي. فقال )عليه السلام( : ما
هذا ؟ فقلت: اصلحك الله رجل
جاء في حاجة. فقال لي: أمسلم هو؟ قلت: نعم. فقال لي: اذهب في حاجته. فقلت: اصلحك الله،
فأقطع الطواف؟ قال: نعم. قلت: وان كنت في
المفروض؟ قال: وقال أبو عبد الله )عليه
السلام(:)من مشى مع اخيه المسلم
في حاجة، كتب الله له الف الف
حسنة ومحى عنه الف الف سيئة،
ورفع له الف الف درجة (. ب)
الخلافة وتقويم الخلق: ليس من الحكمة ان يرفع
إلى سدة الخلافة شخصا لا يمتلك
مقومات نفسية وجسدية تؤهله
لادارة البلاد، فكيف بالانسان
وقد اراد الباري عز وجل منه ان
يكون خليفته في الارض، فلا بد
وان منحه القدرة الجسمية
والعقلية والنفسية لتنفيذ غرض
الخلافة والابداع فيها وفق
الزمن المتغير والظروف غير
الثابتة في حال. كما ورد في الاية
الكريمة :) وعد الذين آمنوا منكم،
وعملوا الصالحات، ليستخلفنهم في
الارض كما استخلف الذين من
قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي
ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد
خوفهم امنا((26). وفي اية كريمة اخرى: )واذكروا
اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح
وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا
آلاء الله لعلكم تفلحون((27). لقد اراد الله للانسان
ان يكون خليفته في الارض، فمنحه
القدرة العقلية على التعلم،
والمقدرة الجسدية على التنفيذ
والعمل والابداع، والارادة
الحرة لاختيار اسلوب الحياة
التي يقوده اليها فكره ودوافعه
النفسية والجسدية.. ولكي لا يحس
الانسان (بالدونية) ولا تدور في
خاطره اية فكرة عن (سلبية) دوره
في العالم، رفعت مكانته إلى اعلى
مصاف وطلب من الملائكة ان يسجدوا
له.. وتلك هي اسس تقود ولا ريب إلى
تصور دور الانسان في العالم كقوة
فاعلة، مفكرة، مريدة، منفذة،
مستقلة، مفضلة((28). ج) طاقات
الانسان الجبارة : برغم الانجاز العلمي
الهائل الذي توصل اليه الانسان
في عالم اليوم الا ان ذلك ليس
نتاج طاقة الانسان كلها، ويشير
العلم إلى ان الانسان لم يستخدم
حتى العصر الحاضر الا 10% من
قدراته. ذلك دليل واضح على عظمة
الانسان وما اودع فيه الخالق
سبحانه وتعالى من قدرات لا تحصى. وعن الإمام علي)عليه
السلام(: اتحسب انك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الاكبر فمهما بلغ الانسان من
حضارة وعطاء فانه لا ينضب. )وحتى
نوفق في جعل المصاب بعقدة الضعف
او النقص، بان يبدل ذاتيا نظرته
إلى نفسه على انه شخص ناقص،
جبان، خجول، رعديد، يجب ان نحاول
التسلل بدقة واطمئنان إلى
مرتكزات القيم الاساسية للامور،
فالجسم الصحيح الكامل يعتبر
شيئا مثاليا اذا كان موجودا
بالفعل، اما اذا لم يكن ذلك
ممكنا فمن المفروض ان لايخاف
ويقلق الشخص على نفسه... والموقف
هنا تجاه الانفعالات
والاستجابات النفسية، وازاء
القدرات والمهارات الجسمية
بالتطابق والتوافق مـــع
القدرات العقلية الخاصــة((29). والذي يهمنا هو ان ندرك انه ليس في امكان كل شخص عادي ان يعمل كل شيء.. فهذا يستطيع التصرف تجاه ايسر المشاكل الميكانيكيــــة (وغيره) لا يستطيع ان يستخدم ادوات النجار لأيسر الامور، (وثالث) لا يستطيع قول بيت واحد من الشعـــر، ولكنهم جميعا عرفوا انفسهم وحددوا امكانياتهم وحاولـــوا التفـــوق فيما هم قادرون عليه فعلا، فكان الرضا وكانت السعـــادة(30). |
2- البيت
والمجتمع السليم : |
الانسان بطبعة
اجتماعي، فلا يمكن له ان يختار
حياة فردية لا تضع اعتبارا
للمجتمع. فعلى سبيل المثال تجد
الانسان الغربي يلتزم فكرا يشجع
على الفردية المفرطة التي لا
تجتمع الا مع السلطات باعتبارها
المسؤولة عن توفير مستلزمات
حياته، بينما تجده لا يولي اهمية
لمن حوله، ولا يرى ضيرا في
استقلاله التام عن اسرته،
والتجرد عن عطاء الوالدين وبرهم. وفي الشرق لازالت
الافكار الشمولية تحرك
مجتمعاتها رغم المتغيرات
المستجدة. فالحياة يجب ان تعتمد
على المجموع، ولا استقلال للفرد
ولا كيان له الا في اطار المجموع
على عكس الفكر الغربي. من جهة اخرى يؤكد
الاسلام على اهمية حرية الفرد
ككيان مستقل، وحريته كفرد في
اطار المجموع المستقل، وحرية
المجموع كمجموع. هذا الاهتمام
الاجتماعي يجعل من الفرد له قيمة
سامية كفرد وكذلك كمجموع بحيث
يجد الانسان نفسه كقيمة اساس في
بناء المجتمع والحضارة فضلا عن
انه يجد نفسه في اطار مجتمع يضع
له قيمته التي رسمتها السنن
الالهية. هذه القيم الاجتماعية
تخرج فردا صالحا سليما وتلبي له
جميع حاجاته بما فيها الحاجات
النفسية. فلا يجد تناقضا بين
حريته الفردية والروح
الاجتماعية، ولكن كل وحدة
اجتماعية تكمـــل الاخرى. من هنا فالمنزل او
الاسرة التي تنشئ الاجيال يتوجب
عليها ان تنسجم في تربيتها
وسلوكها مع طبيعة المجتمع
الصالح كي لا يتولد التناقض بين
الاسرة والمحيط، الذي يفضي
بالشعور بالنقص. وان كانت هنالك
وجهات نظر او مواقف تدعوا الاسرة
إلى الانعزال عن المجتمع فهذه
مواقف خاطئة، لكون الانسان
مسؤولا عن المحيط ويتوجب عليه
المشاركة في الاصلاح مهما كانت
هوية المسلكيات وصلاحيتها في
الوسط الاجتماعي. فالانعزال نفسه ليس
قيمة سلوكية بل عامل اساس في نمو
العقد النفسية في الاسرة
الواحدة، ومن ثم في المجتمع
باسره. ويشير الامام علي)عليه
السلام( في وصيته للامامين الحسن
والحسين)عليه السلام( إلى ضرورة
تحمل مسؤولية المجتمع بدلا من
الانعزال الذي يولد في نهاية
المطاف ضياع الحق: )لاتتركوا
الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر فيولى عليكم شراركم ثم
تدعون فلا يستجاب لكم((31). وقد يجد الانسان بعض
الصعوبات في عملية الاختلاط
بالمجتمع، ويستسلم للآثار
السلبية التي يتركها المجتمع
على نفسه. هذا الموقف يعد مشاركة
في تفشي الامراض والعقد النفسية
في الاسرة المنعزلة، ومن ثم في
المجتمع. فقد ورد عن الرسول)صلى
الله و عليه و آله و سلم( :) المؤمن
الذي يخالط الناس ويصبر على
اذاهم افضل من الذي لا يخالط
الناس ولا يصبر على اذاهم((32). وفي البيت المثالي
هناك بعض التوصيات المهمة في
العلاقة مع الطفل لمساعدته على
تكوين شخصية قوية خالية من عقدة
الاحساس بالنقص. منها: 1-
اعطاء الطفل او
تعليمه عددا من القواعد التي
توجهه نحو ممارسة حريته في
التفكير والسلوك القويم في
مواجهة العقبات التي تعترض
طريقه، سواء المتعلقة بذاته او
بعلاقاته الاجتماعية. ويكون
الامر بمثل النظام المروري الذي
يدعو إلى الالتزام بالاشارات
المرورية كي يعيش الفرد
والمجموع تلاحما وتعاونا امنا
وسلاما مثاليا. 2-
الايمان بحق الفرد في
الحياة بكرامة وسلامة تجعل من
اولياء الامور طاقة فاعلة
لانماء كوامن وطاقات الطفل
النفسية والعقلية وحتى الجسدية.
فبمقدار الثقة التي يجدها الطفل
في قدراته وكوامنه، تجده يقف
معترضا التحديات التي تواجهه
دون ان يلجأ إلى التبرير طريقا
للتهرب من تحمل واداء المسؤولية. 3-
الاستماع إلى آراء
الطفل ودراسة مواقفه وتتبع
المسار الفكري والثقافي له،
لكشف النواقص التي يتوجب علاجها
في هذه الفترة الحرجة، مع اعطاء
الطفل فرصا لاصلاح زلاته
وهفواته. 4-
متابعة طبيعة
العلاقات التي تسير افراد
العائلة، فلا تترك للكبار فرص
الهيمنة على الصغار، لاسيما حين
لا يكون ترتيب الطفل في الولادة
في المرتبة الاولى. )فهناك فرق اساسي من
ناحية النمو النفسي بين المولود
الاول والمولود الثاني، فقد
لوحظ ان للطفل الاول مركزا خاصا
في الاسرة، فهو عندما يولد يكون
موضع الرعاية والاهتمام لانه
الطفل الوحيد... وعندما يولد
الطفل الثاني وينمو ويترعرع
ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين
من حوله فحسب، بل يجد كذلك في
الميدان اخاه الاكبر الذي سبقه
في الميلاد والذي يفوقه قوة
ويكبر عنه جسما ووزنا. وكلما
ازداد ادراك الطفل الثاني،
ويلاحظ انه اصبح في مرتبة ثانوية
في المعاملة، تتضح له الامور
التالية: نعطي له اللعب القديمة
بعد ان يكون اخوه استلمها جديدة
واستعملها. ونعطي له كذلك ملابس
اخيه القديمة بعد ان اصبحت غير
صالحة للاستعمال الا قليلا.
والذي يزيد الطين بلة، ميلاد طفل
ثالث في الاسرة، يصبح موضع رعاية
جديدة من الوالدين. فيقل تبعا
لذلك مقدار الرعاية التي كانت
توجه اليه، من هنا يأخذ الطفل
الثاني ترتيبا جديدا بين
الاخوة، ويصبح طفلا اوسطا. ان مركز الطفل الاوسط
لا يحسد عليه اذ انه يكون مهاجما
من الامام (عن طريق الاخ الاكبر)
ومن الخلف (عن طريق الاخ الصغير)(33). وورد في حديث شريف عن
الرسول الاكرم)صلى الله و عليه و
آله و سلم(: )إعدلوا بين اولادكم
كما تحبون ان يعدلوا بينكم(. ونظر)صلى الله و عليه و
آله و سلم( إلى رجل له ابنان فقبل
احدهما وترك الاخر. فقال)صلى
الله و عليه و آله و سلم(:)فهلا
ساويت بينهما؟( |
3-
العظماء قدوة واسوة: |
يرجع الكثير من الناس
في علاجهم للامراض او العقد
النفسية إلى دراسة تاريخ
العظماء وسلوكهم تجاه مجتمعاتهم
وتصرفاتهم اليومية فضلا عن
الاسباب التي جعلت منهم اناسا
متميزين عن غيرهم. وهناك ايضا
مقولات مختلفة حول العظماء
وعلاقتهم بالمجتمعات، فالبعض
يرى انهم خلقوا في حقب متخلفة عن
سلوكهم او علومهم. فلم يكونوا
الا متخصصين منفردين في جانب لم
يألفه المجتمع او لم يبذل احد
جهدا في هذه التخصصات. والبعض
الاخر يرى ان العظماء لم ينخرطوا
او يسايروا مجتمعاتهم في
تفكيرهم او سلوكهم، بمعنى انهم
لم ينشدوا إلى الظروف التي تهيمن
على هذه المجتمعات. وتتجه فئة من
المجتمعات إلى ان العظماء
يمتلكون مخا يستوعب تفكيرا
مركزا، فيزنون قوة الشخصية
وعظمتها بوزن او حجم المخ القابع
في الجمجمة. ومهما كانت هذه
التصورات البشرية التي يصل
بعضها إلى درجة خرافية، الا ان
العامل الاهم لدى المصاب بعقدة
الاحساس بالنقص هو عملية اختيار
الشخصية العظيمة التي يحاول
التطبع بسلوكها ليحل عقدته
ويتحرر من قيدها. فعملية الاختيار ليست
بالعملية السهلة، خصوصا في عالم
اليوم الذي تهيمن عليه الدعاية
والاعلام، فتختلط الحقائق
بالاوهام. وربما يختار المعقد
نفسيا احد العظماء الذين برزوا
بسبب سيطرة حالة التعويض لنقص
فيهم. فلينين وماركس وادم سميث
ومعاوية ويزيد واتاتورك وغيرهم،
قادوا مجتمعاتهم واصبحوا حكاما
وخلفاء، واسسوا نظريات في الحكم
او الثورة او التغيير. ولكنك تجد
الايام تظهر خلاف ما سطرته كتب
التاريخ. وكل قرن يمر في عمر
الانسان وتنمو فيه قدراته
العلمية والعقلية تتكشف له
حقائق جديدة لم يألفها المسار
التاريخي نفسه. وقد اثار احد الطلبة في
احدى المدارس الثانوية سؤالا
وجهه إلى مدرسيه: من اين استقى اليونان
حضارتهم وعلومهم التي اوصلتهم
إلى قمة لم يصل اليها احد؟ فكانت الاجابة متفاوتة
لدى المدرسين في المادة نفسها. فالمدرس الاول قال: ان
مصدر علومهم معجزة لم تتكرر في
التاريخ. بينما اجاب المدرس
الثاني : ان مصادر علومهم هي
الحضارة المصرية والهندية
ومؤثرات جلجامش في بلاد ما بين
النهرين. ولكن احدا من المدرسين
لم يشر إلى معطيات الانبياء
واوصيائهم منذ نزول آدم عليه
السلام إلى عالم الارض. فهذه
المعطيات التي تعبر عن تدخل الهي
مباشر في الكون وكان لها الاثر
الفاعل فيه، ويمكن القول ان
المصدر الاساس للحركة الحضارية
للانسان هي هذه المعطيات، وان
شاءت بعض الحضارات القول بانها
وليدة ذاتها. ولعل ما يميز هذه
المعطيات انها تكمل بعضها في كل
مرحلة تاريخية من مراحل الحياة،
اي ان الخبرات التاريخية في عالم
الانبياء والاوصياء متصلة، فيها
تراكم سليم لعطاءاتهم. وقد ختمت
هذه السلسلة بنبينا محمد )صلى
الله و عليه و آله و سلم(. لذلك
فالشريعة الاسلامية لم تغادر
صغيرة او كبيرة الا واحصتها. فهل يمكن ان يجد
الانسان عظيما او قدوة او مثالا
يحتذى وفيه الخلاص من كل عقد
الحياة وتحدياتها غير الانبياء
والاوصياء ومن سايرهم وناصرهم
في سبيل صناعة اطهر المواقف
واصفى الافكار والانفس؟ ويقول القرآن الكريم في
هذا الصدد:)لقد كان في قصصهم عبرة
لاولي الالباب، ما كان حديثا
يفترى، ولكن تصديق الذي بين
يديه، وتفصيل كل شيء، وهدى ورحمة
لقوم يؤمنون( (34). وفي آية اخرى:) لقد كان
لكم في رسول الله اسوة حسنة(. ولم يرحل رسول الله عن
هذا العالم الا بعد ان اتم مكارم
الاخلاق:)انما بعثت لاتتم مكارم
الاخلاق(. وقد جاء من بعده اهل
بيته يتصدرهم الامام علي)عليه
السلام( الذي عرف عنه من العظمة
والبطولة والزهد والاخلاق
الحسنة ما لم يعرف به احد غير
نبينا الاكرم)صلى الله و عليه و
آله و سلم( الذي علمه وادبه فاحسن
تعليمه وتاديبه. فأهل البيت
عليهم السلام ليسوا خلاصة عطاء
الرسالة المحمدية فحسب، بل
اجتمعت فيهم عطاءات الانبياء
والرسل )عليهم السلام(. وقال الرسول)صلى الله و
عليه و آله و سلم( في اهل بيته:)اني
مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم
بهما لن تضلوا بعدي ابدا : كتاب
الله وعترتي، اهل بيتي(. واشار القران الكريم
إلى اهل البيت )عليهم السلام(
بالاية الكريمة:)انما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس اهل البيت
ويطهركم تطهيرا( (35). ولو جئنا لدراسة الظروف
التي عاشها الرسول)صلى الله و
عليه و آله و سلم( وكذلك اهل بيته
من بعده، فأننا سنجد البلاء
العظيم الذي امتحنوا به، ولكن لم
يستطع الشيطان ان يأتي احدهم لا
من خلفه ولا من بين يديه. فكانت
المسيرة واحدة والهدف واحد،
ولكــــن عقد الحياة والبلاء
العظيم الذي جاءهم تختلف
الوانه، حتى جاء عنهم:)ما منا الا
مقتول او مسموم(. فلم تكن الظروف التي
عاشوها ممهدة ومعبدة السبل، ولم
ينالوا حقد حكام او خلفاء فحسب،
بل ان مجتمعات باكملها شاركت
الخلفاء في الحقد والاستبعاد
وتشويه السمعة وغير ذلك، الا ان
كل ذلك لم ينل من عزائمهم وما
يؤمنون به . فالامام علي)عليه
السلام( منع الخلافة التي نص
عليها. وبعد مقتله في المحراب
شتم على المنابر عقود من الزمن.
ولكنك تجده اليوم شامخا عظيما،
اماما وقدوة واسوة لمن كان يرجو
الله. وهنا لابد من التاكيد
على ان الانبياء والاوصياء
والصالحين قد اوجب سبحانه
وتعالى طاعتهم، والقاهم حجة على
العباد لكونهم مثل هذه الدنيا،
وقد طهرهم تطهيرا. فهل يكون بعد
ذلك سقراط او ارسطو او ماركس او
بني امية والعباس ومن وآلاهم
وتبعهم، قدوات لتخليصنا من
عقدنا ؟ فمشكلاتنا اليومية
سواء السياسية او الاجتماعية او
الاقتصادية او النفسية، ساهم في
تعقيدها مسارنا التاريخي وما
افرزه من شخصيات تعد من الضالين .
فتجد البعض يرى في يزيد قدوة
حسنة لو عرفت حق قدرها لكتب
تاريخها بالذهب !! ولذلك قد تتشوش صورة
التاريخ لدى البعض فيرى الباطل
حقا والحق باطلا. وهنا الخطورة
الشديدة التي تؤدي إلى لجوء بعض
افراد المجتمع إلى الهروب من
التاريخ الاسلامي ليجد قدواته
في شخصيات لا تقدر الا على صياغة
نفسها الا صياغة شاذه عن المجتمع
الاسلامي. وتأسيسا على ذلك تبرز
لنا اهمية وخطورة اختيار
العظماء كقدوات للنهوض والتغلب
على العقد النفسية. |
4-
الايحاء والاندفاعة المخلصة: |
يؤكد علماء النفس على
ان العلاج الانسب للمصاب بعقدة
الاحساس بالنقص هو الذي يتأتى
بعد اعتراف المريض باصابته
بالعقدة، ويجد في ذاته رغبة في
علاجها. ثم يسعى جاهدا لمتابعة
المظاهر والاسباب التي تزيد في
هذه العقدة وتسبب له حرجا كبيرا
في الوسط الاجتماعي. فارادة المريض واصراره
على التخلص من العقدة هي العامل
الاقوى في العلاج، ويقال ان
المشاركة الكبيرة التي تحل هذه
العقدة تكون دائما من المريض
ذاته، ويقوم الطبيب بتوجيهه
ونصحه. لذلك فالايحاء الذي مبعثه
ذات الانسان يدفعه إلى استبدال
السلوك بما هو افضل واسمى.
والانعزال قد يكون مبعثه الخوف
من الخطأ او عدم تحمل الانسان
للنقد وحساسيته المفرطة. وهنا
يكون العلاج باندفاعة مخلصة،
وهي تعمد الدخول في التجمعات
والمشاركة في اهدافها. فعن امير المؤمنين)عليه
السلام( :)اذا هبت من امر فقع فيه،
فان شدة توقيه اعظم مما تخاف منه(. فالجمعيات الخيرية
والنوادي الثقافية او الرياضية
او غيرها تساعد الانسان على
الاختلاط وعلاج ما بداخله من عقد
تتعلق بمن حوله من اناس. فمن وصايا الامام)عليه
السلام( لابنه الامام الحسن )عليه
السلام(:)احمل نفسك من اخيك عند
صرمه على الصلة، وعند صدوده، على
اللطف والمسألة، وعند جموده على
البذل، وعند تباعده على الدنو،
وعند شدته على اللين، وعند جرمه
على الاعتذار، كأنك له عبد،
وكأنه ذو نعمة عليك، واياك ان
تضع ذلك في غير موضعه، وان تفعله
بغير اهله((36). ويقول )عليه السلام(
ايضا:)خالطوا الناس مخالطة ان
عشتم معها حنوا اليكم، وان متم
معها بكوا عليكم((37). وهنا مجموعة وصايا في
الاختلاط والاجتماع(38): 1-كن بشوشا:
يقول الامام
علي )عليه السلام(:)البشاشة حبالة
المودة((39). 2- تألف قلوب الرجال:
يقول الامام علي )عليه السلام(: )قلوب
الرجال وحشية فمن تألفها اقبلت
عليه((40). 3- اعرف الاجدر بالتقرب
اليه: يقول الامام )عليه السلام(: )زهدك
في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في
زاهد فيك ذل نفس((41). 4- اغث هؤلاء ونفس عن
اولئك: يقول الامام علي )عليه
السلام(:)من كفارات الذنوب
العظام اغاثة الملهوف، والتنفيس
عن المكروب((42). 5- لكي يصلح الله ما بينك
وبين الناس: يقول الامام )عليه
السلام(:)من اصلح ما بينه وبين
الله اصلح الله ما بينه وبين
الناس((43). 6- كن متصافيا: يقول
الامام علي )عليه السلام(:)احصد
الشر من غيرك بقلعه من صدرك((44). 7 - لا تحسد: يقول الامام
علي)عليه السلام(:)صحة الجسد من
قلة الحسد((45). وعنه )عليه السلام(:)كاد
الحسد ان يغلب القدر((46). 8- عندما تقدر اعف: )ألأم
اللؤم البغي عند القدرة((47). 9- اذا ضيعك الاقرب: عن
الامام علي )عليه السلام(:)من
ضيعه الاقرب اتيح له الابعد((48). وعنه )عليه السلام(:)رب
بعيد اقرب من قريب، وقريب ابعد
من بعيد، والغريب من لم يكن له
حبيب((49). |
تلخيص
وتعقيب |
هذه بعض مظاهر واسباب
وطرق علاج عقدة الاحساس بالنقص.
ومن خلال ما انتهينا اليه، تتضح
امور، منها: 1 -
ان الحضارة او
المدنية الغربية برغم ثوراتها
ومتغيراتها نحو الافضل، الا
انها لم تقدر على وضع اسس وقواعد
للحفاظ على اتزان النفس
واطمئنانها. ومن بين الاسباب
لذلك، عدم مقدرتها على تفهم
حقيقة النفس البشرية فضلا عن
اتجاهها المادي الصرف. هذا
العامل ادى لبروز عقد شتى كان من
بينها عقدة الاحساس بالنقص. واما
علاجها فالفكر الغربي لا ينهض
الا لوضع حلول مؤقته منبعها
المادية القاصرة. 2 -
الاهتمامات العلمية
ترتكز على ثوابت، لذلك لا تمتلك
القدرة على رسم ثوابت للمشكلات
النفسية لكونها متغيرة، بحيث لا
يمكن ان تضع قاعدة لعلاج مرض او
عقدة ما. وهناك تداخل في اسباب
ومظاهر العقد النفسية بشكل عام
لذلك ليس من البساطة ان نحدد
مظاهر واسباب عقدة الاحساس
بالنقص في اطر ثابتة او محددة. 3 -
هناك اختلاف في تشخيص
وعلاج عقدة الاحساس بالنقص بين
المنهج الارضي والمنهج الالهي،
فالمنهج الاول يتجه إلى
الواقعية ويرد العلل إلى علل
مادية وضغوط الحياة ومتغيراتها
ومتطلباتها. بينما نجد المنهج
الثاني يرد الامور إلى جانبين
روحي ومادي، ويعتبر الروحي هو
العامل الاهم والذي تنعكس ظلاله
ايضا على المادي، فلا يرجع
الوقاية والعلاج إلى طرائق
مادية رغم انه يعطي مجالا
للتاكيد عليها كأمور تنهض
للمساعدة. فالعلاقة بين الانسان
وما حوله يلزم منها ان يهتدي
الانسان إلى التكاليف الشرعية
ليتمكن من النجاح في سبل التعاطي
مع الظروف المحيطة. ويرى المنهج
الالهي ان تعاطي الانسان مع
المحيط بشكل مباشر دون اللجوء
إلى القرآن والسنة الشريفة،
يترتب عليه تيه وضياع، واقل ما
ينتج عن ذلك، العقد النفسية،
ويأتي على راسها عقدة الاحساس
بالنقص. لان التعاطي المباشر
يؤدي إلى صراعات يكون اهم
اسبابها لجوء الانسان إلى تشريع
قوانين يمن بها على من هم من جنسه
بعطاءات ليست هي ملك له، فتجد
الدساتير الارضية تشرع للانسان
حريته وكرامته، بينما الحرية
والكرامة ليست عطاء بشريا بل
عطاء ربانيا. 4 -
هناك مظاهر واسباب
وطرق علاج لم نوردها في بحثنا
هذا. وتطرقنا إلى اهمها، ولعل
مسار البحث واختيار اهم الامور
المتعلقة بعقدة الاحساس بالنقص
يعطي صورة شبه متكاملة عن هذه
العقدة برغم صعوبة التجزيئ فيها.
فالكبر والتكبر على سبيل المثال
اختلف النفسانيون في ادراجه في
عقدة الاحساس بالنقص كمظهر من
مظاهرها او نتيجة من نتائجها،
حيث افردت له اهتمامات تشير إلى
كونه عقدة لا تقل خطورة عن عقدة
الاحساس بالنقص. ولعل مما يظهر التشابك
او التداخل في العقد النفسية،
حالة التعويض التي يلجأ اليها
المعقد، فهي حالة ليست مقتصرة
على تعويض المصاب بعقدة الاحساس
بالنقص وحده، بل تجد الكثير من
المعقدين يعوضون في عقدهم.
فالاخصائيون النفسانيون يرجعون
حالة التكبر إلى انها وسيلة يذهب
اليها المصاب بالنقص للتعويض عن
نقصه، بينما نجد ان المتكبر يرى
في من حوله مخلوقات ناقصة لا
ترقى إلى ما يملكه من مؤهلات
وامكانات جسدية او عقلية او
نفسية، فيسعى للبحث عن من هم
بقوته النفسية والجسدية
والعقلية ليختلط معهم او
لتصفيتهم. 5 -
المنهج الارضي يجد في
الطبيعة مصدرا لعلاج عقدة
الاحساس بالنقص، بينما يتجه المنهج
الالهي إلى ما وراء الطبيعة
لايجاد سبل العلاج. ولكن النقص
هنا يأتي في اختيار الانسان لاي
من هذين المنهجين، كما تكمن
الخطورة ايضا في دراسة الانسان
للتاريخ لاستخلاص عبر للعلاج،
دون مثول اي منهج سليم امامه
يهديه إلى الصراط المستقيم وسبل
النجاة. واذا ما تتبعنا الثقافة
النفسية لا نجدها تولي اهمية
لمبحث الاختيار كطريق اساس
ووقائي لبناء الشخصية المثالية.
وحتى في عالمنا الاسلامي لانجد
لفكرة الاختيار اهتماما مركزا،
ويشار اليها بشكل عابر برغم
معرفتنا بخطورتها. ولعل
الواقعية المفرطة وصفة التبرير
هي من اشد العوامل اثرا في توجيه
المسلمين إلى اختيار قدواتهم او
المسار التاريخي الامثل في وجهة
نظرهم. ذلك ساهم في ضياع الحق
الاسلامي وانتشار الكثير من
العقد، ولكن اخطرها عقدة
الاحساس بالنقص التي لازال
المسلمون يعانون منها، ويذهبون
للتعويض عنها بألقاء تبعات
التخلف على هيمنة الغرب حينا
والشرق حينا آخر. |
:المصادر |
(1) سيكولوجية الطفولة
والمراهق: د.مصطفى غالب 1979 ص48. (2) المصدر السابق: ص63. (3) تحف العقول: ص84. (4) مكارم الأخلاق:
الطبرسي ص114 (5)
الطفل بين
الوراثة والتربية: ج2 ص181. (6)
المصدر
السابق: ج2 ص85. (7)
العقدة
النفسية: 1978. (8) النجم: 39. (9) العلق: 6-7. (10) ميزان الحكمة: ج7 ص515. (11) المصدر السابق. (12) المصدر السابق. (13) الحجرات: 13. (14) لقمان: 15. (15) الإسراء: 23. (16) بحار الأنوار: ج16 ص122. (17) بحار الأنوار: ج16 ص123-111. (18) وسائل الشيعة: الحر
العاملي ج3 ص209. (19) القصص: 4. (20) المائدة: 47. (21) المائدة: 44. (22) أخطاء المنهج الغربي
الوافد: أنور الجندي 1982م. (23) نهج البلاغة: خطبة 1ص47. (24) التوبة: 72. (25) الأعلى: 4. (26) النور: 55. (27) الأعراف: 69. (28) التفسير الإسلامي
للتاريخ: ص192. (29) نقطة الضعف: ص27. (30) سيكولوجية المرض: د.
مختار حمزة ص47. (31) نهج البلاغة: كتاب 47. (32) ميزان الحكمة: ج6 ص302. (33) سيكولوجية الطفل
والمراهقة: ص66. (34) يوسف: 111. (35) الأحزاب: 33. (36) تحف العقول: ص54. (37) نهج البلاغة: ص470. (38) كيف تبني شخصيتك:
خليل الموسوي 1992. (39) نهج البلاغة: ص469. (40) المصدر السابق. (41) المصدر السابق. (42) نهج البلاغة: حكم
الإمام علي. (43) المصدر السابق. (44) المصدر السابق. (45) المصدر السابق. (46) شرح الغرر والدرر: ج7. (47) المصدر السابق. (48) نهج البلاغة حكم
الإمام علي. (49) المصدر السابق. |