|
|
|
|
|
«استعينوا على أموركم بالمشاورة..» الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بفضل «الشورى» انتصر المسلمون الأوائل وأصبحوا سادة عصرهم.. وبإهمالنا لـ«الشورى» هزمنا وأصبحنا في آخر القافلة.. في حين أننا الأمة الوحيدة في التاريخ الذي جاء مبدأ «الشورى» كجزء من تعاليم دينها وقيمها الراقية، ولعظم أهميتها –الشورى- قرنت بالصلاة حيث قال تعالى:( وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) كما وإن تخصيص سورة من القرآن الحكيم باسم «الشورى» لهو تأكيد آخر مقصود لإظهار أهمية هذا المبدأ وعظمته في تشكيل وقيام الحكومة الإسلامية الواقعية.. أما تأكيدات رسول الله(صلى الله عليه وآله) - عملاً وقولاً- لهذا المبدأ الحيوي فقد فاقت الكثير من المجالات الأخرى، مع أنه لا ينطق إلا عن الوحي، يقول ابن عباس لما نزل قوله تعالى:( وشاورهم في الأمر) قال الرسول(صلى الله عليه وآله):«أما أن الله ورسوله لغنيان عنها، ولكن جعلها رحمة لأمته فمن استشار منهم لم يعدم رشداً ومن تركها لم يعدم غيّاً». وفي مكان آخر يقول(صلى الله عليه وآله) :«ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله رشد أمرهم»، ويقول(صلى الله عليه وآله) أيضاً:«استعينوا على أموركم بالمشاورة.. إثنان خير من واحد.. وثلاثة خير من إثنان.. وأربعة خير من ثلاثة.. وعليكم بالجمعة فإن الله لن يجمع أمة إلا على هدى»... وإذا أردنا ترجمة صادقة وأمينة لكلمة «الشورى» في عصرنا هذا لقلنا أنها تعني: حق الشعب في انتخاب حكامه.. وحق محاسبتهم نيابياً وإعلامياً.. وحق عزلهم دستورياً.. التزام الحاكم برأي الأغلبية.. جماعية القيادة وعدم استئثار فرد أو فئة معينة أو طبقة بالحكم.. حية إبداء الرأي والحافة وانعدام الرقابة.. حرية تشكيل التجمعات والاجتماعات.. وأخيراً حرية المعارضة للحاكم بما للكلمة من معنى.. وغير ذلك استبداد وتفرد.. |
|
|