كيف اكتشف الإمام علي (ع) الإشعاع والمرض الإشعاعي؟! |
الدكتور: أنور عبد الحق |
|
في عصرنا اليوم مهما حاول الإنسان أن يدس أنامله ليعرف ماهية الحاجات وتكوينها، لا يزال في غموض وعدم فهم لكثير من الاستفسارات التي ربما تتبادر إلى الأذهان ولا يوجد لها تفسير، والحياة الآن بوجهها المشرق من الناحية العلمية لا يمكن أن تكون كما يريدها الإنسان إذا ما درس في الماضي وما قيل من قبل القدماء والعلماء من أقوال حكيمة وأفكار نيرة حتى تدله على الطريق الذي يجب أن يسير به من أجل أن يتحقق ما يرمو إليه. فمثلاً أقوال الرسول (ص) وأقوال الأئمة الأطهار (ع) الذين أعطوا بأقوالهم بداية الطريق والمشوار لكل علم ولكل حالة من الحالات التي تصعب على الإنسان العادي أن يتوصل لها، حيث أن المتعارف عليه بالنسبة للأبحاث العلمية يجب أن يكون هناك دليل وبتعبير آخر رأس الخيط لكي يكمل على أساسه البحث أو النتيجة التي يهدف إليها الباحث العلمي، ولكن الأئمة الأطهار (ع) وضعوا لشيعتهم الأسس الأولى وحددوا نوع النتائج من خلال أقوالهم الفذة وفي هذه المقالة نتطرق إلى قول مولانا الإمام علي (ع) بإعطائه رأس الخيط للعلماء في اكتشاف الإشعاع والمرض الإشعاعي وكيف يمكن أن نتوقى أثر الإصابة والبعد عن المسبب لهذا المرض، من خلال قوله عليه السلام:«إياكم والجلوس قبيل الشمس لأنها تظهر المرض الخفي». إن أغلب الإشعاعات التي تصيب سطح الأرض هي عبارة عن إنبعاث طاقة من الفضاء الخارجي أو من ما هو موجود في باطن الأرض أو على سطحها وأغلب هذه الإشعاعات منبعثة من ضوء الشمس الذي يعتبر المصدر الأساسي وكما نعلم أن هناك إشعاعات تخترق طبقات الجو وتسبب تلف في الأحياء الموجودة على سطح الأرض، ويكون مدى تأثير الإصابة على كمية الجرعة المتعرض لها وكمية الإشعاع التي يكسبها الجسم الحي والفترة التي يتعرض لها الجسم الحي لهذا العالم المشع. أي أن ظهور حالة الإصابة بالإشعاع تعتمد على عوامل هي: نوع الإشعاع الذي يتعرض له الجسم الحي. مدى طول الفترة التي يتعرش لها الجسم الحي. مدى الطول الموجي للإشعاع المسبب للحالة. إذن إن المرض الإشعاعي ميزه الإمام بالجلوس قبيل الشمس وحدد أن الشمس هي المصدر الإشعاعي فكثرة الجلوس والتعرض للأشعة ربما يزيد من قابلية احتمال الإصابة بالمرض الإشعاعي، هناك إشارة بتحديد المصدر ولو استعرضنا مصادر الإشعاع سوف تكون أشعة الشمس هي إحدى المصادر الطبيعية والإمام حدد هذا المصدر العام لأن الإنسان أكثر عرضة لأشعة الشمس كمصدر دون المصادر الأخرى. ولأن نبين ماهية المرض الإشعاعي وكيف يمكن التعرف عليه وما هي أعراضه وطرق الوقاية منه نستعرضها وكما يلي: |
|||
يتعرض جسم الكائن الحي إلى نوعين من الإشعاع؛ الأول خارجي من الإشعاعات الكونية المنبعثة نتيجة لحدوث اختلال في دخول أشعة من الفضاء المحيط أو من أشعة الشمس أو من انفجار نووي أو من مادة مشعة موجودة في الهواء أو التربة أو من الجسم المحيط على سطح الجسم والثاني داخلي أي من الداخل وذلك عند دخول مادة مشعة جسم الكائن الحي أو خليط من الإثنين (أي خارجي وداخلي). وعندما تزيد الجرع الإشعاعية عن الحد الأقصى المسموح به يحدث ما يسمى بالمرض الإشعاعي أو المرض الخفي. |
|||
يكون إما حاداً أو مزمناً كما يلي: خفيفاً (جرعة الإشعاع من 150-250راد). متوسطاً (جرعة الإشعاع من 250-400راد). شديداً (جرعة الإشعاع من 400-750راد). شديداً جداً (أكثر من 750 راد)، و «الراد»: وحدة تعرض الجسم لكمية الإشعاع. اما العلامات الخارجية وتشمل: حمى، نقص شهية، كآبة، إسهال مدمم، نقص شديد في كريات الدم البيضاء اللمفاوية، نزف دموي على الأغشية المخاطية والجلد، التهاب الرئة مع النزف الدموي، تضخم العقد اللمفاوية، وكذلك حالة القرع Alopecia. |
|||
نلاحظ نقص عدد كريات الدم البيضاء 43 % مع تغييرات تنكسية فيها، ويقل عدد كريات الدم الحمراء والأقراص الدموية. |
|||
الابتعاد عن المسبب، الراحة المستمرة، إعطاء فيتامين B كجرعة علاجية ووقائية كما يعطى المدرّات للتخلص من المواد المشعة داخل أنسجة الجسم. |
|||