|
ساحة بلاعب واحد |
|
يقول البعض : ان الحياة كالملعب و لعبة الحياة لا يمكن ان تكون بلاعب واحد بل لابد من وجود آخرين، حتى تجري اللعبة بشكلها الصحيح ووفق قواعد تنظم شؤونها، اما الساحة التي يخترق فيها اللاعب الوحيد قوانين اللعبة او يريد ان يستغلها لصالحه فانه يقلبها في اتجاه الفوضى والخراب. الساحة الاسلامية هي في معظم الاحيان ساحة تعمها الفوضى لان كل لاعب يريد ان يكون في اللعبة وفق قواعده هو لا قواعد اللعب والملعب، لذلك فإن هذه الساحة هي ساحة مضطربة وفي أي لحظة قابلة للانفجار، لأن هناك بعض اللاعبين الذين لا يعرفون القواعد، بل يصنعون القواعد الخاصة بما يمليه عليهم صنّاع الايديولوجيا الناشئون وهم قد يسموها ثورية او راديكالية، وعندما يصل هؤلاء إلى طريق مسدود فانهم يلجئون إلى العنف والارهاب والقضاء على من يتصورون انهم سوف يشاركونهم او يزاحمونهم في هذه اللعبة، بل انهم قد يغلقون كافة منافذ الاصلاح والترميم التي ينشدها المصلحون. و عندما يلعب هؤلاء حسب منطقهم ذي البعد الواحد فانهم يكونون بلا منطق او آذان تستمع او عيون بصيرة، او عقول متفتحة، وهؤلاء سوف يجدون انفسهم كما هم الآن بلا جماهير ولا انصار ولا مشجعين، بل سيقضون ساعاتهم خارج الساحة. والاصلاح هو طريق بقاءهم في دائرة المشاركة الايجابية، وحياتهم تصبح شرعية عندما تكون بازاء حريات الآخرين ووفق قواعد وقوانين يتفق عليها الجميع تنظم اداء الادوار وتحقق التكاملية الاجتماعية لمجتمع مستقر وآمن. |