حتى الآن.. ليس هناك في مدرسة
السياسة الإعلامية الغربية، ما يبيّن وجود
نوايا طبيعية اتجاه المجتمعات الأخرى. ومن
النباهة استخلاص العبر من إحداثيات الظاهرة
الإعلامية المعاصرة بشكل عام، والغربية منها
على وجه التشخيص، إذ جرى العرف اللاواعي في
أغلب أجهزة الإعلام العربية والإسلامية على
فتح باب الاستقبال للعديد من الأطروحات
الغربية، دون بذل تمحيص دقيق لمعرفة الوجهات
الاستهدافية المبطّنة لتلك الأطروحات، بحيث
أصبحت الوقائع الإعلامية المتوالية باستمرار
تبدو وكأن هناك أوامر رسمية صادرة سلفاً
بتنفيذ مبدأ -غض النظر- عن مكنونات التخريب..
الآتية بها البرامج والمسلسلات الإعلامية..
المعنية المبثّة من الغرب. فأية مسؤولية
إعلامية هذه التي تجيز فرض الأمر الإعلامي
الواقع؟
فإذا كان.. الغرب هو المصدِّر
الفضائي الأول لبث الشرور وألغام المواد
والبرامج والمسلسلات الإعلامية، فتلك حقيقة
ينبغي عدم الاستهانة بها، مع ضرورة أخذ
المحاذير من أبعادها، وانعكاساتها السلبية
على الجماليات الروحية في حياة كل مجتمع عربي
وإسلامي.. ولعلّ بدون فهم أعمق وأشمل لما
تعنيه عبارة (مصالح الاستغلال الفضائي
الإعلامي الغربي).. ومعرفة كيفية منع تغلغله
أكثر إلى الإعلاميات العربية والإسلامية،
فسوف لن يكون هناك وقوفاً سليماً وفاعلاً ضد
إشكاليات البث الفضائي الإعلامي الدولي
المغاير. إن المُصدِّر الفضائي الإعلامي
الغربي وتوابعه ينتهجون طريق المخاطرة
بالاعتماد على مخاطبة الغرائز أكثر من التوجه
إلى العقول، وسواء تم ذلك في البث المسجل أو
الحي وتحت أي ادعاء أو تبرير، فيستوجب إعلان
المواجهة الموضوعية ضدها.
والظرف الإعلامي العام.. يُحتّم
التحدّي والسعي لإيجاد مخرج سريع من هذه
المشكلة الإعلامية المفروضة والمصدّرة من
الغرب. وتلك مهمة كل فرد، وعائلة، ومجتمع.
والدوائر الإعلامية ذات الاختصاص في البلدان
العربية والإسلامية.. أجدى على إنجاز مثل هذا
الأمل الحضاري.. الضامن لعلاقات أفضل بين
الإعلاميات الفضائية الدولية.
|