|
لا يَلُم لائمٌ إلا نفسه الإمام علي(ع) نهج البلاغة خ16 |
الظواهر السلبية التي تسيطر وتتحكّم في عقلية الأفراد قد تكون كثيرة وعديدة، ولكن الملفت للنظر منها تلك التي ترى العيب في غيرها ولا ترى العيب في نفسها، فالبعض إن حلت عليه مصيبة أو داهمته مشكلة أو أزمة أو وقع في نزاع تراه يفتش على من يحملّه مسؤولية ما وقع عليه وينسى نفسه مع علم البعض الكامل بأنه وراء ما حدث له. فالمشاكل والمصائب والبلايا لا تخرج أن تكون: * إما كونية طبيعية لا اعتراض عليها، مع أن بعضها يحصل نتيجة انحراف الإنسان وابتعاده عن تعاليم السماء حيث قال تعالى:( ذلك بان الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الأنفال: 53. * أو من الأعداء، والعدو دائماً لا يريد خيراً بعدوه، مع أن الإنسان بمقدوره السيطرة وتحجيم تحركات اعدائه أو قلبها خيراً وفق بعض قواعد إدارة النزاعات والخلافات. * أو من الآخرين أصدقاء ومحايدين وهنا لا يصح لنا أن نعاتبهم ببعض الطرق الخشنة، لأن في العتاب تضعيفاً لأواصر الصداقة وتشتيتاً لشمل الأخوة، فكيف بإلقاء اللوم وتحميل التبعات وهي مهمة غير منوطة بنا، يقول الإمام أمير المؤمنين(ع):«حاسب نفسك لنفسك فان غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك» نهج البلاغة:الخطبة222. * أو نلوم أنفسنا لبعض التقصير أو الغفلة فنحن أحق باللوم من غيرنا حيث يقول أمير المؤمنين:«لا يلم لائم إلا نفسه» ويقول الحق تعالى:] وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم[ الشورى:30، إن لوم النفس ووضعها تحت المسائلة والمحاسبة، وإلقاء التقصير عليها محفز قوي للسعي الجاد والعمل الدؤوب لبلوغ المرامي العالية والكمالات الراقية. كما أن معرفة الذات الإنسانية (المقصرة) و(الناقصة) ومعالجتها معالجة حقيقية حاسمة يساعد في عملية التفاف الآخرين وتعاطفهم مع النفس المتغيرة وربما يجعلها البعض الآخر قدوة وأسوة يهتدي بهديها ويسير على خطاها. |
أسرة التحرير |