|
من ضوابط العمل الجماعي |
إنّ الجماعة كما تعطي للفرد المنضم إليها قدرة فوق قدرته الفردية قد تأخذ منه قسطاً من حريته، حيث أن عليه أن يترك بعض آرائه إزاء رأي الجماعة وعملها ويترك رأيه لرأي جماعته، لكن حيث أن الإنسان يوازن بين حريته الفردية، وبين قدراته الاجتماعية ويرى الثانية أهم، فيرجّح الأهم على المهم. وبذلك يقع الفرد المنضم إلى الجماعة في كثير من الأحيان في تناقض بين آرائه وآراء الجماعة وقد يجد الإنسان والجماعة -في مفترق الآراء- حلاً وسطاً يكون بتنازل كل جانب عن بعض آرائه. ثم أنه كلما كان الانسجام بين أفراد الجماعة أكثر، كان التقدم الخارجي والاطمئنان النفسي فيهم اكثر، وبالعكس تكون عندما يكون التخاصم وعدم الانسجام أكثر، ولذا فالواجب على الجماعة أن يقرّروا ضوابط للعمل، تحد من التخاصم والنزاع، أمثال الشورى بأخذ أغلبية الآراء والحلول الوسطى فيما لو أمكن ذلك، وكلّما كان جو الحرية أوفر للأفراد في الجماعة وكان الإنصاف أكثر سيادة وكانت الشورى حقيقية، كان تعلّق الفرد بالجماعة أوثق، وتحقّقت الإطاعة بصورة تلقائية مع الرضا الكامل، حيث أن الإنسان يعير المعنويات احتراماً كبيراً ولذا وضع الإسلام خطوط الشورى، وكان الرسول(ص) يقول: «أيها الناس أشيروا عليّ» وقد ذكروا في فن القيادة أن الرئيس الناجح هو الذي يُشعر جماعته بأن ما يفعله هو رأي الجماعة لا انه استبد بالأمر. |
من كتاب [الفقه السياسة] لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف) |