(افضل العبادة انتظار الفرج) الرسول الأعظم(ص) (البحار، ج52، ص125). |
تمحيص الإنسان واختباره مسألة لا تحتاج إلى إبلاغ مسبق أو مقدّمات أولية، فكل خُطوة يخطوها أو فعل يقدم عليه فيها من الفتن والمحن وأدوار العسر والشدة الشيء الكثير، وجميع جوانب الحياة - أفراحها وأتراحها، عسرها ويسرها- ما هي إلا دورات لتكميل النفوس وتهذيب الصفات واصلاح الغرائز، والعلّة في ذلك يشرحها الحديث الشريف المروي عن الرسول الاكرم(ص): «لا بدّ من فتنة تبتلى بها الأمة بعد نبيها ليتعين الصادق من الكاذب». ولعلّ من الفتن العظمى التي ابتلي بها المسلمون وما زالوا في اختبار دائم بها مسألة غياب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) والآثار المترتبة على هذا الغياب وما يتعلّق به من أمور خاصة وعامة يأتي في مقدمتها الانتظار. وفي الانتظار إعداد النفس فكرياً وعملياً لمجيء (من ننتظره) حتى يتحقّق التجانس بين المنتظِر والمنتظَر، ونوفّر الصفات الإيمانية والأخلاقية التي يرتضيها الإمام(ع) ويتحقّق التغيير الواقعي في فكر وسلوك أكبر عدد ممكن من الأفراد والشعوب هذا أولاً. وثانياً يجب أن نكون أول من يأخذ بزمام المبادرة في كل ســـاحات العمل ومشاريع التغيير، فلا ننزوي ونخلي الميدان للمناوئين لحضرته (عجـــل الله تعالى فرجه الشريف)، أو نترك الـــيأس ينخر آمالـــنا واعتقاداتنا فاليأس يعني اللاهدفية والتشاؤم. فالانتظار مسؤولية وعبادة، ومن ينتظر يؤدي مسئوليته بصدقٍ وواقعية ويكون قد عبد الله أفضل العبادة وتخطى الفتنة بثقة ونجاح و(أفضل العبادة انتظار الفرج). |
أسرة التحرير |