نحو المؤسساتية |
ربما يمكن القول أن أسلوب العمل الانفرادي في عالم اليوم أسلوب فاشل في أغلب الأحيان، حيث تمثّل هذه الأداة في وسط التعقيدات العصرية المترابطة تباطؤ العمل والتحرّك. فالاتصالات السريعة بين المجتمعات والشعوب، والتطوّر الهائل في العلوم والثقافات جعل من الصعب أن تعهد إدارة الأمور عل حالة الفردية والتحرّك الفردي. ولعلّ حالة المؤسسات تمثل اليوم العنصر الأساسي في التحرك المرموز والفعّال، حيث الاقتصاد تحركه شبكة عالمية منظمة تتحكّم بالسوق العالمية، والسياسة كذلك تتجه لتكون بيد مراكز ضغط منظمة لها مواقع في كل العالم. أما المؤسسات الثقافية فهي الأكثر تأثيراً وفاعلية في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد. وإذا أريد للعمل الإسلامي أن يكون قادراً على احتواء الجماهير ومتحدّياً الضغوط الثقافية الأجنبية، عليه أن يعتمد أساساً على وجود مؤسسة ثقافية فاعلة ومتطورة.. مؤسسة توجه الرأي العام من خلال وجود إعلام مقتدر متطوّر يحتوي على مادة غذائية دسمة للجمهور، ويتضمَّن أبعاداً تربوية لمجالات الحياة اليومية. مؤسسة ذات تنظيم ثقافي واسع تكون هي المسيطرة على الحالة الجماهيرية من مدارس وجامعات ومعاهد، ضمن برنامج إعدادي مدروس. مؤسسة باستطاعتها بناء المجتمع المسلم وتصحيح خطاه عبر ثقافة إسلامية واسعة يستمدُّ منها ذاته، واستقلاله بعيداً عن ثقافة التغريب والتقليد.. مؤسسة تجمع القوى وتوحّد الطاقات وتقرب الأفكار وتخطو بالمجموع خطوات ناجحة وحكيمة نحو الأمام.. |
أسرة التحرير |