|
|
تأثير الجماعة في الفرد |
إنّ
الجماعة تسبب تغييراً في أفرادها، والغالب أن
يكون ذلك التغيير في الأبعاد الأربعة الآتية
وهي: 1-
تحطيم الفردية، حيث أن الجماعة تعطي سعة
لأعضائها، مما يكون الفرد في هذا الحال مثل
القطرة من الماء، إذا وقعت في إناء ماء حيث
تتحطم فرديتها، وتأخذ في السعة، بقدر سعة
مجموع الماء. 2-
الانصهار في الجماعة، وهذا وجه آخر للأمر
الأول، فالأول يسبب عدم عمل الفرد بمصالحه
الشخصية، وهذا يسبب عمل الفرد بمصالح الجماعة. 3-
إحساس الفرد بالأمن الذي لم يكن يحسّ بمثله،
حال عدم انضمامه، وحيث أن الجماعة تكفل قضاء
الحوائج، يحسّ المنضم إليهم بالأمن، وبقدر
قدرة الجماعة يكون الحسّ بالأمن أكثر واعمق. 4-
إحساس الفرد المنضم إلى الجماعة بالقيمة، بما
لا يحسّ بمثله الفرد العادي، إذ قيمة الفرد
المنضم قيمة كل الجماعة، وقيمة كل الجماعة
ليست قيمة كل فرد فرد، بل قيمة المجموع. أما
استفادة الفرد من الجماعة ما لم يكن يستفيده
لو كان فرداً، من التجارب العملية، فذلك ما لا
يحتاج إلى الذكر، فان الحضارة عملية، قبل أن
تكون علمية، والاجتماع يعطي الحضارة
العملية، ولذا لا يفهم الاجتماع إلا من كان في
الاجتماع. |
من كتاب [الفقه الاجتماع] لسماحة
المرجع الديني الأعلى السيد محمد بن المهدي
الحسيني الشيرازي (دام ظله) |