كل إناء بالذي فيه ينضح

عن كتاب [حياة الحيوان الكبرى]  للدميري قال نصر الله بن يحيى وكان من الثقاة ومن أهل السُّنة رأيت علي بن أبي طالب(ع)  في المنام فقلت له:  يا أمير المؤمنين تفتحون مكة وتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين(ع)  ما تم، فقال لي:  أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟ فقلت:  لا، فقال:  اسمعها منه ثم انتبهت فبادرت إلـــى حيص وبيص فذكرت له الرؤيا فشق وبكى وحلف بالله لم تخرج من فمه ولا خطّه إلى أحد وما نظمها إلاّ في ليلته ثم أنشدني قوله:

ملكنا فكان العفو منّا سجــــــية         فلما مـــلكتم ســـــــال بالدم أبطح

وحللتموا قتل الأسارى وطالما        عدونا على الأسرى فنعفو ونصفح

وحسبكـــموا هذا التفاوت بيننا        وكـــــلّ إناء بالذي فيـــــــه ينضـح

واسم حيص بيص سعد بن محمد أبو الفوارس التميمي شاعر مشهور ويعرف بابن الصيفي ولُقّب الحيص والبيص لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد فقال ما للناس في حيص وبيص فبقي عليه هذا اللقب ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط.