|
|
تفويض القدرة |
على الإنسان أن يحسن توزيع الأعمال على ساعات العمل اليومية مراعياً في ذلك ساعات ذروة النشاط فترات التعب والإرهاق فتخصص الأولى لأمور ذات الصفة الدراسية أو التخطيطية أو المستوى الرفيع من الإنتاج، ويخصص الثانية وهي فترات التعب للأمور العادية والبسيطة، ولا يراد بذلك أن يندفع الإنسان بالعمل بوتيرة عالية لفترة قصيرة أو خلال الأزمات، بل اللازم أن يعتاد الإنسان على العمل بانتظام، ووتيرة معقولة. ومن الواضح أنه إذا كان للإنسان بدائل بعضها بسيطة وبعضها معقدة، يلزم عليه أن يصرف وقته المهم في الأمر الثاني كما يلزم أن يقلل من الدخول في التفاصيل التنفيذية التي تزاحم المهمات كلما ارتفع مستواه كما عليه أن يميز بين واجبات التخطيط وواجبات التنفيذ أو متابعته، فان الانشغال بالنواحي الصغيرة والتوافه غالباً يكون على حساب النواحي ذات الأهمية الكبيرة التي تهمل بسب الاشتغال بالتوافه. واللازم على المدير الأعلى أو الأوسط أن يفوض السلطة إلى من دونه فيما إذا كان يتمكن من القيام بالحقوق والواجبات الموكلة إليه، فيتكل المدير في أموره على المساعدين من المرؤوسين والخبراء الفنيين والمحللين والمراقبين وما أشبه. فإن القدرة الذهنية والفكرية والجسدية محدودة والتعب سوف يؤجل المواضيع الحساسة فتتكدس أمامه المهمات أو يبت بها على عجل، فتأتي قراراته وتصرفاته في الغالب تابعة للأهوية والأمزجة وليس تابعة للعقل والمنطق وعلى كلا الحالين تكون النتائج غير صحيحة، فتفويض السلطة بشكل مستمر أو مؤقت يساعد على حفظ وقت الرئيس والمدير وصرفه نحو الأمور الأهم. |
عن كتاب (الإدارة) لسماحة المرجع الدين الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف) |
|