|
من حاسب نفسه وقف على عيوبه أمير المؤمنين(ع) |
من الأمور التي دأب عليها رجال الأدارة والاستراتيجية وأكدوا على التمسك بها وعدم تركها، مسألة المراجعات الدورية (الثابتة والطارئة) للخطط والبرامج والأساليب التكتيكية، لرصد مواقع الخلل وتحديد نقاط الضعف ومعالجتها قبل أن تستفحل وتؤثر على مجريات المهام الأخرى، وذلك بأساليب فنية وعلمية دقيقة، تعيد للخطط والمشاريع الحيوية التي فقدتها وتزيل السلبيات التي صادفتها، هذا على صعيد الجماعات والمؤسسات.. وعلى الصعيد الشخصي، فإن الإنسان لا يشذ عن هذه القاعدة أيضاً نظراً للحالات الطارئة والمفاجئة التي قد يمر بها وتواجهه في مسيرته الحياتية والجهادية (الفكرية والعملية)، حالات من الاحباط واليأس، الترهل والاسترخاء الخوف واللامبالاة، القلق والانطواء..، حالات مثل هذه لا تقتل الإبداع فحسب وإنما حيوية التحرك وفاعلية المبادرة والعمل والمواجهة إذ يصبح الإنسان فيها خاملاً متكاسلاً متقاعساً (حالة مرضية) فاقداً للأمل ليس في المهام النوعية بل ربما يصل إلى الشخصية أيضاً، وهذه الأزمة لا تتوقف عند هذا الحد كما هي طبيعة الأمراض المعنوية عادة بل قد ستنتقل وتؤثر على نفوس الآخرين فتصيبها بالشلل موجدة بذلك وباءً وخطراً يهدد جميع العاملين. فالمراجعة (المحاسبة) للنفس الإنسانية التي قد لا تميل إلى الثبات والاستقرار في قالب محدد وشكل معين، مسألة محدد ومؤكدة بين حين وآخر، وأكيس الكيسين من حاسب نفسه ووقف عند الشبهات ولازم محاسن الكمالات، وتتأكد المراقبة والتدقيق عند القيمين على العمل التغييري والجهادي فهم أحق بغيرهم من المواظبة على توخّ الحذر دائماً، لأن من يريد أن يصلح غيره أحق به أن يصلح نفسه، ومن كمال الإنسان ووفور فضله، استشعاره بنفسه بالنقصان كطريق موصل إلى الأكمل والأفضل.. ولعل شهر رمضان، شهر الصيام والوقاية من المنكرات والهفوات، شهر تهذيب النفس ومراقبة الأعمال ومراجعتها أفضل مناسبة وفرصة سانحة للأخذ بهذه المسألة المهمة ونيل السعادة الدنيوية والأخروية فمن حاسب نفسه أمن شر العواقب و ربح معطيات أفضل. |
أسرة التحرير |