|
الوقوف في عرفة
مسجد نمرة \ دعاء كميل \ زيارة الحسين (ع) ودعاء عرفة وصلاة الفرائض
– جمع الحصى في المزدلفة.
وفي عرفة نصبت الاف المخيمات لمليونين من الناس وذلك عام 1978
ميلادية وقد اتخذنا موقعنا في سهل جبل عرفات قرب مسجد نمرة.. وفي مساء
هذا اليوم قرءنا الادعية وادينا الصلوات، والكل يقر بذنبه ويستغفر ربه
ويتوب الى الله سبحانه وتعالى، وكان اليوم خميسا لذا كان هو افضل يوم
لزيارة الحسين (ع) من هذا المكان الطاهر.. وقراءة دعاء كميل ليلة
الجمعة كان من ابرز الادعية التي قراءت فلقد ردده الكثير منا وتفاعل مع
هذا الدعاء ومع غيره من الادعية كدعاء ليلة عرفة وعندما حل الصباح
والظهرين ووقفنا في عرفة حتى الغروب بعدها توجهنا الى مزدلفة ونزلنا
فيها نجمع 49 حصاة لرمي الجمرات في منى " ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه
عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير " سورة 35 فاطر الاية 6.
المبيت في مزدلفة \ جمع الحصى \
عبادة الله الواحد الاحد
بتنا في مزدلفة ووقفنا وجوبا من طلوع فجر يوم العيد الى طلوع الشمس
ولاانسى ان اذكر ان هذه اللحظات وانت تجمع الحصى الملونة الصغيرة تتطلع
الى النور المشرق في القلوب.. الى نور الله سبحانه وتعالى في السموات
والارض.. وتنفذ اوامر الله بالوقوف ضد عبادة الشيطان، كما لاانسى
منظر الشمس وهي تنشر هذه الحمرة الرائعة لتعيننا على بعض التصور لعظمة
الخالق... وهذه الجبال المحيطة يبدو بعضها كسراب ربما لوجود الضباب او
لوجود الغيوم فهو على كل حال زاد المكان جمالا والتي تبعث السرور في
النفوس لتادية الواجب الديني وتنفي اوامر الله سبحانه وتعالى " ايها
الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة 2
البقرة الاية 21.
الزحف الكبير نحو منى \ المرور
بوادي محسر
ومن هنا انطلقت مواكب النور وهي تشق طريقها نحو منى البعض استقل
السيارات المكشوفة والبعض الاخر اختار المشي ليصل بسرعة ولان الشارع قد
غص بالسيارات المملوءة كل شارع مملوء تماما بالمراكب والمشاة.. ومع ان
المكان بعيد عن مكة وضواحيها ومع هذا الزحام الا انك تجد فطورك حيث
تنتشر المطاعم البسيطة وبعض باعة الفواكه ويمكنك ان تسد جوعك وتواصل
مسيرتك نحو منى.. وانك لما تزل تسير حتى تصل وادي محسر فتحاول ان تسرع
الخطى في هذا المكان الذي اسرع فيه الرسول (ص) في خطاه لوقوع بعض
المكاره التاريخية فيه.. وهذه البقعة بالذات تشير الى وصولنا لمنى
وانظارنا تتحول لنرى الجبال والجسور والمباني لنطل على منى " قلنا
اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم
ولا هم يحزنون " سورة 2 البقرة الاية 38.
في منى \ مسجد الخيف \ المخيمات
مع وجود المباني والجسور الا انك تجد منى وقد حافظت على كيانها
التاريخي فجبالها الخاصة بالمناسك تكاد تكون خالية من البنايات سواء
كانت الكبيرة منها او الصغيرة.. وقد تجد بعض ذلك قرب مسجد الخيف المكان
المقدس على الطريق العام الا ان ذلك يبعث على السرور فمنى هي منى على
كل حال الارض التي يعبد فيها الله سبحانه وتعالى ويرجم فيها الشيطان..
ومن الطبيعي جدا ان نبحث عن مخيمنا وقد استمر البحث عنه ساعات حتى
ضعفنا عن المشي لمشقة الوصول فالجحافل الزاحفة الى منى مليوني شخص
والحركة بطيئة جدا وعنوان المخيم يجب ان يبحث عنه الحاج.. وبعد السؤال
والسؤال عن المكان وجدنا انفسنا ندخل مخيمنا ونطرح انفسنا ونفترش الارض
فترة قصيرة من الزمن والوقت ظهرا وعزمنا ان نؤدي صلاة الظهرين ونتوجه
الى رمي جمرة العقبة " فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه
وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين " سورة
2 البقرة الاية 36.
رمي جمرة العقبة \ ثم الذبح او
النحر \ الحلق او التقصير \ البدء بالخروج من الاحرام
علقنا المحفظة على اكتافنا وفيها الحصى وبدانا نشق الطريق لابسين
ثياب الاحرام ويبدو ان مخيمنا قرب المذبح وهو ابعد مايكون عن جمرة
العقبة فمسافة المشي ليست بالقليلة حتى وصلنا الى تلك الجمرة وهي عبارة
عن اسطوانة من البناء عاليه ومن السهولة رميها بالحصى بقليل من الجهد..
واحسسنا برمي الاسطاوانة اننا نرمي الشيطان لاهذه الاسطوانة واننا
مطالبون بالانتصار على النزعات الشريرة للنفس وبتقوية اراداتنا وطاعة
الله سبحانه وتعالى وينبغي ان تكون النية هكذ.. ا كما ان هذا العمل هو
اعادة لترتيب التوازن للنفس حيث تمثل عملية رمي الجمرة صورة من صور
الصراع بين الحق والباطل بين ابراهيم النبي عليه السلام وبين الشيطان
وانتصار ابراهيم عليه السلام في نفس الوقت الذي يامرنا الله عز وجل ان
ننتصر على الشيطان ونعز دينه.. وهكذا رجعنا مسرورين الى المخيم لنلتقي
بزملائنا ورفاقنا في السفر بعد الذبح او النحر ثم الحلق والتقصير
والخروج من الاحرام " والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا
القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون " سورة 22 الحج الاية
36..
.. " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء
الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من
دون ذلك فتحا قريبا " سورة 48 الفتح الاية 27.
رمي الجمار الثلاثة في منى
وفي صبيحة اليوم التالي انصب استعدادنا لنرمي من جديد ولكن في هذه
المرة ليست جمرة العقبة فقط بل الجمار الثلاث هذا في اليوم الحادي
والثاني عشر.. حيث نبتدا برمي الجمرة الاولى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة
العقبة وفي هذه المرة كان الزحام شديدا جدا وبعد ان انتهينا من رمي
الجمار رجعنا الى المخيم " واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما
استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم
مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام او صدقة او نسك فاذا امنتم فمن
تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة
ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله
حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب " سورة 2
البقرة الاية 196.
بعض التصورات عن الحلق والتقصير
الحقيقة لقد اختار كل مؤمن من الحجاج اما من الضان او غير ذلك ليقوم
بواجبه الديني ولينفذ التشريع وقد رغب البعض منا ان يكون سمينا خال من
العيوب دون ان يعامل على سعره ليكون العمل خالصا لله سبحانه وتعالى
متقبلا انشاء الله... وهكذا اخذ الذابح المسلم على عاتقه مهمة الذبح
تالين نحن ايات الرحمن الواردة في القران نبتغي بذلك رضوان الله سبحانه
وتعالى وتمت المهمة وتم الحلق ايضا بالموسى وتخلصنا من كل زينة الا
زينة الايمان في القلوب والشعور بمزيد من الروحانية واستعدت الجموع
للرجوع والعودة الى مكة " واتل عليهم نبا ابني ادم بالحق اذ قربا
قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل
الله من المتقين " سورة 5 المائدة الاية 27. |
