قَبَّـلَ الشَمسَ وارتَقَى
لِلثُريَّا
|
|
خافِقٌ
فيهِ قد نَبَضتَ دويَّا
|
وانتشى خفْقُهُ المُــرَنَّمُ
لمَّـا
|
|
شمَّرَ الليلُ رِدْنَهُ الغَسَقِيَّا |
وجَرى دفْقُهُ السخينُ
هديراً
|
|
يُسْكِرُ
العِرْقَ، يصطليهِ لِظيَّا
|
واعتلى نبضُهُ فأحْنَتْ
عليهِ
|
|
أضلُعُ الصدْرِ تحتويهِ قِسِيَّا |
وسَرى همسُهُ المُجَنَّحُ
عِشقاً
|
|
أطرَبَ
الكونَ فاقتَفاهُ صِغِيَّا
|
وَهَمى رَجْعُهُ مع الموجِ
سِحراً
|
|
ينثُرُ
الوجْدَ فيهِ نشراً وطَيَّا
|
وتَثَّنَت على هَوَاهُ
القوافي
|
|
يملأُ
السمعَ عَزْفُها القُدُسِيَّا
|
وغدت حولَهُ خِماصُ المعاني
|
|
ضامِراتُ
الحشا تعودُ رُوِيَّا
|
وانْثَنَى صوتُهُ يَهُزُّ الرواسي
|
|
ويَجُوبُ
السَمَا ويهطِلُ رِيَّا
|
ويُدَوِّي على السُرادِقِ لَحناً:
|
|
إنَّ
في كُلِّ نَبْضَةٍ مَهْدِيَّا
|
********* |
** |
********* |
ليلَةَ النِصْفِ ياغديرَ القوافي
|
|
يتجارى
على القلوبِ مرِيَّا
|
هاكِ أرواحَنا أتتكِ عُجالى
|
|
تلثِمُ
البدرَ إذ يَلوحُ فتِيَّا
|
هاكِ أحداقَنا تَصُولُ حَيارى
|
|
تَرْقُبُ
الفَجرَ ترتأيهِ نجيَّا
|
هاكِ أسماعَنا إليكِ تناهت
|
|
رنِّمِيها
على هواكِ ملِيَّا
|
هاكِ آمالَنا تموجُ سِراعاً
|
|
وُلَّهاً
بين ناظِرَيكِ جِثيَّا
|
هاكِ أورادَنا تُتَمْتِمُ شوقاً:
|
|
أَطْلِعي
فَجْرَكِ المُؤَمَّلَ فَيَّا
|
هاكِ أنفاسَنا تطوفُ وتسعى
|
|
وتُلَبِّي
بين الضلوعِ مِشِيَّا
|
نرجِسُ العِشقِ في يديكِ تَثَّنى
|
|
فإلى
(نرجِسٍ) خُذيهِ جَنِيَّا
|
وارتوى خَدُّهُ الأَسِيلُ نميراً
|
|
قدِّمِيْهِ
إلى (حكيمَةَ) رَيَّا
|
وانتشى عِطرُهُ فسالَ عبيراً
|
|
فخُذِيهِ
(للعسكَريِّ) نَدِيَّا
|
وأطِلِّي على الدُنا بِوَلِيدٍ
|
|
هذِهِ
الحورُ تحتريهِ نَغِيَّا
|
وعلى ثغرِها تَمَلَّي نشيداً
|
|
هَنِّئِي
أحمَداً..هَبِيهِ سَمِيَّا
|
فانجلى فجرُهُا لِيَبزَغَ وِتْراً
|
|
كانَ
بالخُلدِ والخُلودِ حَرِيَّا
|
وانتهت رَقْدَةُ الزمانِ وأهدت
|
|
ليلَةُ النِصْفِ للهُدى مَهْدِيَّا
|
********** |
** |
******** |
ياربيعَ الهوى وغيثَ الفيافي
|
|
هاكَ
أنَّاتَنا أتَتكَ شِكِيَّا
|
ياغديرَ الرَجا ورِيَّ الأماني
|
|
هاكَ
آمالَنا أتتكَ صِدِيَّا
|
وارتَقَبْنَاكَ في
بُطونِ الليالي |
|
أملاً كامناً وحَمْلاً
خفِيَّا |
ونَحَتْناكَ في
صًخُورِ البَلايا |
|
مَبْسَماً حالِماً
وخدَّاً طرِيَّا |
وارتَوَينَاكَ في
جفافِ الصَحَارِى |
|
منبَعاً صافِياً
وغَيْثَاً هَمِيَّا |
وانتَزَعناكَ من
رَمادِ الرَزايا |
|
عَسجداً لامِعاً
وتِبْرَاً نقِيَّا |
نحنُ أيتامُكَ الذين سَكَبْنا
|
|
دمعةَ
اليُتمِ للشِفاهِ سِقِيَّا
|
نحنُ عُشَّاقُكَ الذينَ كَتَمْنا
|
|
همسَ
نجواكَ في الصُدورِ خِشِيَّا
|
وإذا صوتُنا اليكَ تَعَلَّى
|
|
خنَقَتْهُ
العِدى فعادَ خفِيَّا
|
هذه عبرةُ العُيونِ تَجَارَىْ
|
|
فمتى
جَفْنُها يعودُ عَصِيَّا
|
هذه بسمةُ الشِفاهِ مَواتٌ
|
|
فمتى
ثغرُها يعودُ ندِيَّا
|
إنها حُلْكَةُ الظلامِ تعصَّت..
|
|
وغداً
فجرُها يلوحُ سنِيَّا
|
********* |
** |
********** |
نحنُ جئناكَ والخطوبُ تَلَوَّى
|
|
حولَ
أعناقِنا وتُزْبِدُ غَيَّا
|
نحنُ طُفْنا على بريقِكَ حُلْماً
|
|
في
عُيونِ السَما يلوحُ جَلِيَّا
|
وحَمَلناك في الشِغافِ لِواءً
|
|
فوقَ
هامِ الذُرى يرِفُّ عَلِيَّا
|
وفَرَشْنا الصُدورَ لليأسِ نُطْعاً
|
|
وامتَشَقْنا
من النُحورِ مِدِيَّا
|
وَحَطَمْنا عنِ الحناجِرِ قيداً
|
|
بِهُتافٍ
عَمَّ الوجودَ شَدِيَّا
|
أنتَ ياهالَةً من القُدسِ تطويِ
|
|
في
سَناها مُحمداً وعلِيَّا
|
ستؤُمُّ القُلُوبَ من كُلِّ حَدْبٍ
|
|
خُشَّعَاً
بين راحَتَيكَ هُوِّيَّا
|
ونُلَبِّي مع الملائِكِ صَفاً
|
|
ونُصَلِّي
مع المسيحِ سَوِيَّا
|
كُلُّ آمالُنا تموتُ ولكن..
|
|
عِندَ ذِكراكَ يامُؤَمَّلُ تحيا |
********* |
** |
********** |