شبكة النبأ: شهر رمضان المبارك من اهم
الشهور الهجرية من الناحية الدينية كونه شهر الصيام والقيام للمسلمين
كما يعقبه عيد الفطر لكنه اصبح في السنوات الأخيرة من اهم الشهور من
الناحية الاعلامية بالنسبة لشركات الانتاج الفني والقنوات التلفزيونية
الفضائية التي تتسابق في كسب اكبر شريحة من الجمهور العربي.
وحول سبب هذا الكم الهائل من البرامج التي نراها في شهر رمضان
تحديدا ولا نرى مثلها في غيرها من الشهور يقول استاذ الاعلام بجامعة
الكويت الدكتور خالد القحص ان القنوات الفضائية تعتمد على ما يسمى
بمعدلات المشاهدة او نسب المشاهدة فكلما ازداد عدد المشاهدين لقناة
فضائية فهذا يعني زيادة الاعلانات التي تدر الارباح.
واوضح الدكتور القحص في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان
المشاهدين العرب والمسلمين بحسب ما تشير اليه الدراسات في هذا الشأن
يقضون ساعات أكثر امام التلفزيون في شهر رمضان بسبب طبيعة الشهر حيث
يصومون فيجلسون في البيت وقتا اطول كما انهم يسهرون لوجبة السحور ما
يعني زيادة في ساعات المشاهدة بينما في الشهور العادية تنخفض نسبة
المشاهدة الى معدلاتها الطبيعية.
وقال انه بالنسبة الى القنوات الفضائية العربية فكما يعلم الجميع ان
عددها ازداد بشكل كبير وسريع بحيث اصبح مسألة انشاء قناة فضائية سهلة
من الناحية التكنولوجية والتمويلية وهذا الكم الكبير من القنوات ادى
الى زيادة التنافس بينها لجذب المشاهدين.
وبين انه مع وجود نسبة مشاهدين ثابتة حيث ان الجمهور لم يزداد كثيرا
عن الماضي "فكعكة الجمهو ثابتة مما ادى الى تنافس محموم وشديد بين تلك
القنوات لجذب اكبر عدد ممكن من الجمهور ولذا بدأنا نرى ظاهرة البرامج
الحصرية وكل قناة تحاول الحصول على افضل الممثلين ومقدمي البرامج وافضل
الأفكار الجماهيرية لكسب ود المشاهدين".
وذكر الدكتور القحص ان من الاسباب ايضا ارتباط شهر رمضان المبارك
بالدراما العربية بحيث اصبحنا نشهد بث مسلسلات جديدة تعرض لاول مرة في
رمضان بعكس باقي الشهور التي تشهد طرح عدد اقل من المسلسلات الجديدة.
واكد ان هذه الاسباب جعلت من شهر رمضان موسما اعلاميا ضخما تنتظره
شركات الانتاج الفني والقنوات الفضائية وكذلك المشاهدون.
ومن جهته قال استشاري العلاج النفسي الدكتور مروان المطوع ل(كونا)
ان الهدف الاول من التنافس الاعلامي في شهر رمضان هو تجاري عبر جلب
اكبر قدر من الاعلانات التجارية الا ان هذا التنافس أثر على المشاهد
نفسيا واجتماعيا.
واوضح ان من يدمن على مشاهدة البرامج في هذا الشهر لساعات طويلة
انما يستنزف وقته وجهده وعقله ويجهد عينيه فهو يبكي ويضحك اثناء
المشاهدة بدلا من التفرغ للعبادة في شهر الصوم والتواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور المطوع ان هناك بعض الاعمال الدرامية الهابطة تستخدم
لغة رديئة على حساب محتوى العمل وهي بدورها تساهم في خلق حالة من
الجمود الفكري والعقلي لدى المشاهد وخاصة الاطفال بسبب الكم الهائل من
الشتائم والصراخ والضرب ومفاهيم الخيانة التي تحتويها هذه الاعمال.
واوضح ان نسبة لا يستهان بها من المشاهدين حصل لديها "تلوث درامي
لبعض الاعمال الهابطة فصارت القدوة مشوهة في اللبس والقيم وطريقة
الكلام ".
وتساءل عن سبب عدم وجود برامج عربية تبحث في آخر الاكتشافات في
العلوم وعلاقتها بالقرآن الكريم على سبيل المثال خاصة ان شهر رمضان هو
شهر العمل والعبادة وقراءة القرآن.
واعتبر التلفزيون "اخطر مؤسسة اعلامية لدرجة ان بعض علماء النفس
اطلق عليه اسم المربي الالكتروني اذ اصبح الاطفال يتلقون ويتعلمون
السلوك والقيم منه". |