شبكة النبأ: توافد مئات الآلاف من
العراقيين إلى مدينة النجف الآشرف وذلك لأداء مراسم زيارة الامام
علي(ع)، بمناسبة ذكرى أستشهاد الامام علي(عليه أفضل الصلاة والسلام) في
أجواء وطقوس مؤثرة، حيث أتشحت المدينة التي غصت بالجموع المؤمنة
بالسواد واللافتات المعبرة عن عظم هذه الفاجعة الاليمة على قلوب
المؤمنين، والتي ربما هي تأتي منسجمة مع الواقع الذي يعيشة شعبنا في
هذه المرحلة من تاريخه المعاصر حيث تكالبت عليه الايدي والالسن من
مختلف المذاهب والاديان ورغم هذه التحديات نرى تلك الجموع المليونية
تسير سيرا على الاقدام لإحياء هذه المناسبة العظيمة والعزيزة على
القلوب، متحدية بذلك كل انواع الارهاب، لذى يسر( شبكة النبأ
المعلوماتية) أن تستطلع اراء الزائرين للوقوف عن كثب على ماهية تلك
الزيارة والدروس المستوحاة منها.
أول من تحدثنا إليه الحاج(تكليف عامر) وهو من أهالي البصرة حيث
يقول, أولا أود ان اعزي بهذه المناسبة الاليمة على قلوب المسلمين صاحب
العصر والزمان ومن ثم مراجعنا العظام بهذا المصاب الجلل، الا وهي ذكرى
أستشهاد سيد الاوصياء الامام علي(ع), ثم أستدرك قائلا, أن يوم 21 من
شهر رمضان المعظم ليس كسائر الايام بل هو يوم مميز, في تاريخ امتنا
الاسلامية حيث أستُهدف الاسلام بشخص الامام علي(ع) وهو وصي رسول الله
في أشرف بقعة في بيت الله وهو المولود في الكعبة، ولم تكن معجزة
الولادة والشهادة الا دلالة اكيدة على عظم هذا الرجل الذي ضحى بكل ما
يملك من اجل اقامة حدود الله، كيف لا وهو الذي تجلت من خلاله حالة
الامتداد الطبيعي بين النبوة و الإمامة.
ومن ثم انتقلنا الى السيد (محمد الميالي) ليحدثنا عن فضائل هذه
الزيارة، قائلا: عن عثمان أبن عيسى عن المعلى أبن شهاب، قال الحسين (ع)
لرسول الله (ص) ياأبتاه ما لمن زارك، قال رسول الله (ص) يابني من زارني
حيا أو ميتا أوزارك أوزار أباك أوزار أخاك كان حقا علي أن أزوره يوم
القيامة وأخلصه من ذنوبه (صدق رسول الله).
واضاف، يتوجه الزائرين هذه الايام الى زيارة مولانا امير المؤمنين
علي (ع) وهذا وفاءا لحق الرسول لان الرسول (ص) قد أوصى بهذا الرجل ألا
وهو الأمام علي (ع) في حديث الغدير وأحاديث أخرى.
ولكي أذكر لكم في هذه العجالة فضل زيارة الأمام علي ( ع) اقول ان
الزائر في هذه الايام كأنما زائر لرسول الله (ص) في قبره. لانه اخيه
ووصيه وخليفته ووزيره، حيث قال الجحفي، دخلت على أبي عبد الله ( عليه
السلام ) فقلت له أشتاق الغريب، قال فما شوقك اليه فقلت له اني احب أن
أزور أمير المؤمنين (ع) فقال هل تعرف فضل زيارته، فقلت لا يابن رسول
الله الا أن تعرفني ذلك، فقال أذا زرت امير المؤمنين فأعلم أنك زائر
عظام آدم وبدن نوح وجسد علي أبن ابي طالب ( ع) فقلت أن آدم عليه السلام
هبط بسر ناديب في مطلع الشمس وأن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت
في الكوفه، فقال أن الله أوحى لنوح وهو في السفينه أن يطوف بالبيت
اسبوع، فطاف في البيت كما أوحى الله سبحانه وتعالى ثم نزل في الماء الى
ركبتيه فأستخرج تابوت فيه عظام آدم عليه السلام فحمله في جوف السفينه
حتى طاف ماشاء الله أن يطوف ثم ورد الى باب الكوفة الى وسط مسجدها.
وفيها قال الله تعالى للأرض ابلعي ماءك فبلعت ماؤها في مسجد الكوفه
كما بدأ الماء منه فتفرق الجمع الذي كان مع نوح عليه السلام في
السفينه, فأخذ نوح عليه السلام التابوت ليدفنه في الغري وهو قطعه من
الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا وأتخذ
ابراهيم خليلا وأتخذ محمد (ص) حبيبا وجعله للأنبياء مسكننا.
فوالله ماسكن فيه بعد آبائه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين
( ع) فأذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسد علي أبن ابي طالب
فانك زائر الآباء الأولين ومحمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين.
أما الزائر(رحيم علي) وهو من اهالي ذي قار, فقال بسم الله الرحمن
الرحيم الصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين، قال رسول الله ( ياعلي لايعرفك الا الله وانا ولا يعرفني الا
الله وأنت ولا يعرف الله الا أنا وأنت ( صدق رسول الله )، أعزي العالم
الأسلامي وجميع المسلمين في كافة بقاع الأرض بهذه المصيبه، الا وهي
ذكرى أستشهاد أبن عم الرسول الاكرم في هذا اليوم حيث ترى في العراق
معاني خاصة وأمور لاتحدث في البلاد الأسلاميه الأخرى، حيث يتجه الناس
الى زيارة مرقد الأمام علي ( ع ) فترى الناس مقبلون من كل حدب وصوب
تعزي الأئمة الاطهار بذكرى أستشهاد ابا الائمة فهذا الذي نراه اليوم
يتكرر دائما على مر الزمان منذ الف واربع مئة عام من تاريخ الرساله
الاسلاميه الى يومنا هذا وسيبقى الى ما لا نهايه، والى أبد الآبدين أن
شاء الله رغم كل تلك الظروف التي يمر بها العراق من أرهاب ومن كافة
المناظر المأساويه والدموية التي يمر بها شعبنا العراقي العظيم.
فنسأل الله تعالى وبشفاعة الرسول الكريم وبهذا المصاب الجلل أن يمن
على أبناء شعبنا بالسلام والأمان أن شاء الله، وان نرى الأيام المشرقه
بظهور مولانا صاحب العصر(عجل الله فرجه الشريف) هذا والسلام عليكم.
وقد استوقفنا المواطن( حيدر احمد شعبان) قائلا بسم الله الرحمن
الرحيم اني زائر من اهالي الحله ففي البدأ أعزي العالم الاسلامي
ومراجعنا العظام بمناسبة ذكرى أستشهاد أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب
أبن عم الرسول المصطفى ( ص) ووصيه من بعده وكذلك اعزي سيدتنا فاطمة
الزهراء عليها السلام بهذه المناسبه الأليمه والعظيمه التي تمر علينا
هذه الأيام حيث تحول العالم الأسلامي من نقطه الى نقطه متغيره حيث كان
الامام علي(ع) ومازال لنا مثالا قد جسد أروع ملامح الاسلام.
وهناك رابطه مشتركه بين الرسول الأعظم وبين وصيه امير المؤمنين
يذكرها التاريخ لنا من خلال مبيت علي ابن ابي طالب في فراشه في أول
أبتداء الأسلام وأحاديث اخرى تخص امير المؤمنين عن لسان الرسول الأعظم(
ص) حيث قال( علي مني وأنا من علي) وهو وصيي من بعدي لذلك ترى الناس في
العرق يسيرون سيرا على الأقدام الى مرقد امير المؤمنين في النجف الاشرف
يعزون بذلك الرسول الكريم(عليه افضل الصلاة) بهذا المصاب العظيم.
أما الزائر( فاضل سلمان الطائي) وهو من اهالي الحلة حيث يقول نعزي
العالم الأسلامي والأئمه الاطهار والمراجع العظام, بإستشهاد سيد
الاتقياء وامام المتقين الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) حيث قال
الله في محكم كتابه الكريم في حادثة يهود نجران وفي آية المباهله( قل
تعالوا ندع ابنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
ونجعل لعنة الله على الكاذبين) فعلي ابن ابي طالب عليه السلام هو نفس
رسول الله ووصيه وخليفته وحامل لوائه.
اما السيدة (ام كرار) وهي من أهالي كربلاء, فقالت لـ(شبكة النبأ)،
اني عندما ألبي نداء الزيارة في تلك الايام هو بمثابة تلبية نداء
الصلاة والصوم فاني انظر الى موضوع زيارة 21 من رمضان كأي فرض من فروض
العبادة ,لان الله (سبح) ورسوله, هو من أوصانا بالعبادات وهو كذلك من
أوصانا بوجوب الولاية لعلي(ع) اذن نحن امام مسؤولية او التزام تعبدي
يجب الوفاء به..لذى نستوحي من ذكرى استشهاد الامام علي(ع) ,على أنها
انعطافة إنسانية وإسلامية كبيرة وهي بمثابة مسار جديد لحالة التواصل
بين النبوة والإمامة ,والا بمجرد التدقيق في حيثيات حجة الوداع
والملابسات التي جرت في غدير خم ,تدرك حين ذاك الى وضوح الرؤية التي
تشير الى وجوب تنصيب الإمامة والذي ينعكس مباشرة بإتمام النبوة
ذاتها,وما جاء في النص ألقراني (بسم الله الرحمن الرحيم, اليوم أتممت
لكم دينكم, ورضيت لكم الاسلام دينا) وما هذه الاية الا أشارة أكيدة
بهذا الاتجاه ولا يرقى لها الشك باي حال من الأحوال.
لذا أضحت مدينة النجف الاشرف مصدر أشعاع فكري وإيماني لكل المؤمنين
وهذا مما أعطى زخما ودعما معنويا للذين يتوجهون لأداء مراسيم
الزيارة عند قبر الامام علي(ع) للتوسل والدعاء في تلك البقعة التي
تشرفت بجسد أبن عم النبي الأكرم الذي وضع للدنيا منهاج البطولة
والتضحية والفداء من اجل أن يبقى نهج الرسالة مصباحا مضيئا ونبراسا
يلهم الأحرار.
كما استوقفنا احد رجال الدين من دون ان يفصح عن أسمه قائلا, ان
اعتقاد المؤمن ببيعة الغدير هو بمثابة الاعتقاد بنبوة الرسول (ص)حيث ان
أمير المؤمنين (ع) هو نفس الرسول الكريم (عليه أفضل
الصلاةوالسلام)شجاعة وعلما وحسن تدبير في كل الامورالمجالات ,الا انه
مستثنى من النبوة. فالذي يذهب لمبايعة امير المؤمنين (ع) يوم الغدير
كانما ذاهب لمبايعة رسول الله (ص)على ما جاء به من عندي ربه. وبما ان
الرسول الأعظم (ص) لم يكن ينظر الى هذه الأمة ,كأمة ممزقة تكثر فيها
المذاهب والاراء وهي نفس النظرة التي ينظر بها الأمام علي(ع) وما نراه
اليوم من تشر ذم وتمزيق لهذة الأمة من كثرة المذاهب والملل والنحل لهو
خير دليل على حالة الفرقة التي تمس هذه الأمة اليوم فالبداية كانت من
هناك منذ يوم الغدير ولحد يومنا هذا لم تنتهي... أما الحاجة(ام كاظم)
وهي من أهالي مدينة الصدر ييغداد, فهي تقول, تعودنا دوما ان نأتي الى
زيارة الغدير في النجف الاشرف لمبايعة الإمام علي(ع) ومن ثم نعرج الى
زيارة قبر ابنه الحسين (ع) في كربلاء, ونحيي تلك الليلة بالدعاء
والصلاة والتوسل الى الله (سبح) بأن يعيد تلك الزيارة في العام القادم
ولا أنسى ان اذكر صبيحة ذلك اليوم يعيد بعضنا البعض ,بعيد الولاية
للوصي علي ابن ابي طالب(ع), ناهيك ان عيد الغدير لا يخص فئة من
المسلمين دون سواهم بل هو عيد لكل المسلمين... في حين (محمد شنان )
استغل وجودنا بقربه ليبدي رأيا فيه الكثير من الغضب والعتب على
المسلمين في الوقت ذاته, حيث يقول, أني لأعجب من هذه الامة, التي من
المفروض انها خير أمة أخرجت للناس, الا أنها لا تميز بين من هو على
الحق و بين من هو على الباطل, فهي تتناحر منذ اكثر من 14 قرن, على
خلافة الامام علي(ع)؟ وهل صحيح ما جاء في بيعة الغدير ام لا؟ وهل علي
(ع) هو الوصي من بعد رسول الله(ص) ام لا؟ واسأله كثيرة لسنا بصدد عدها,
فاني لآعجب ما هو الضرر أذا كان علي (ع) دون سواه هو الولي, وان بيعة
الغدير هي حقيقة واقعة, أذن فالتاريخ كان أرحم الف مرة من هذه الامة
وهو يردد مقولة (عمرأبن الخطاب) الشهيرة في غدير خم (بخ بخ لك ياأبا
الحسن, أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة) فأية أمة هذه التي تحاول ان تسيء
إلى عظمائها وتحاول ان تزرع البغضاء والحقد, واني اتسأئل كذلك اي رجل
هذا هو الإمام علي(ع) حيث تتقاذفه كل تلك الافواه والالسن منذ أكثر من
14 قرن ولم تنال منه شيء بل على العكس هو يزداد علوا ورفعة كلما مر
الزمان.
اما السيدة (ام كرار) وهي من أهالي كربلاء, فتقول لـ(شبكة
النبأ),أني عندما ألبي نداء يوم الغدير هو بمثابة تلبية نداء الصلاة
والصوم فاني انظر الى موضوع البيعة كأي فرض من فروض العبادة, لان الله
(سبح) ورسوله, هو من أوصانا بالعبادات وهو كذلك من أوصانا بوجوب
الولاية لعلي(ع)اذن نحن امام مسؤولية او التزام تعبدي يجب الوفاء به..
لذى نستوحي من بيعة الغدير, على أنها انعطافة إنسانية وإسلامية كبيرة
وهي بمثابة مسار جديد لحالة التواصل بين النبوة والإمامة ,والا بمجرد
التدقيق في حيثيات حجة الوداع والملابسات التي جرت في غدير خم ,تدرك
حين ذاك الى وضوح الرؤية التي تشير الى وجوب تنصيب الإمامة والذي ينعكس
مباشرة بإتمام النبوة ذاتها,وما جاء في النص ألقراني (بسم الله الرحمن
الرحيم ,اليوم أتممت لكم دينكم ,ورضيت لكم الاسلام دينا)وما هذه الاية
الا أشارة أكيدة بهذا الاتجاه ولا يرقى لها الشك باي حال من
الأحوال………. |