الجوال والمنبه تعجل بتلاشي دور المسحراتي خلال رمضان

شبكة النبأ: الى عهد قريب كان للمسحراتي والمدفع دورهما المهم في المجتمع السعودي خلال شهر رمضان بتوليهما مهمة اعلان حلول موعد تناول وجبتي الفطور والسحور.

وكان للمسحراتي مكانته في المجتمع لقيامه بمهمة إيقاظ الناس لتناول السحور حاملا الطبل وحوله مجموعة من الصبية الذين يشعرون بحالة من المتعة وهم يتجولون خلفه بين أزقة الاحياء وهو يقرع الطبل مناديا ( يا صائم قوم اتسحر... تسحروا فان في السحور بركة).

وفي هذا الاطار يقول أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض الأستاذ الدكتور عبد الله العسكر ان ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات والتطور التكنولوجي الذي حدث مؤخرا أدى الى تغيير الكثير من العادات والتقاليد في المجتمع السعودي خلال شهر رمضان المبارك.

ورأى العسكر في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان غالبية الناس أصبحوا في الوقت الراهن يعتمدون على الجوال والمنبه في اعلان موعد السحور بينما كان هذا الامر يتم في السابق بواسطة قرع الطبول ثم تحول لاحقا الى ضرب المدفع.

واعتبر هذا التغيير في المجتمع السعودي من سنة الحياة التي يسودها دائما التنوع والتبديل لان العادات والتقاليد مثلها مثل أعمار المخلوقات لا تستمر مدة طويلة أو بعض الوقت ثم تختفي فكأنها تتعرض للموت أو التغيير والتبديل والتحريف.

واستشهد بنماذج من المظاهر الرمضانية التي اختفت أو قلت في الوقت الراهن وحل مكانها الاتصال الهاتفي ورسائل الجوال والبريد الالكتروني كالزيارات الاخوية وتجمع الاهل وأفراد الاسرة وكذلك الاصدقاء في سهرات حميمية كان لها أثرها الكبير في تقوية الروابط الاجتماعية.

واضاف ان هناك عادات أيضا تتعلق بالصيام والقيام حيث كان الناس في السابق يحرصون على تلاوة القران وتنظيم حلقات حفظه ودراسة الحديث النبي والعلم والمعرفة في شكل حلقات علمية تنظم في معظم المساجد ليلا ونهارا وان نهار الناس كان مليء بالعمل والجد والاجتهاد وان الليل للنوم فقط.

وأوضح ان هذه العادات تغيرت الى حد ما حيث أصبح الناس في الوقت الحالي يشغلون أوقاتهم بالفضائيات والمسلسلات التلفزيونية المتواصلة الى الساعات الاولى من الفجر وحتى في النهار ليتحول الليل الى نهار وبالعكس نتيجة الى النشاط التجاري والحركة المتواصلة في الاسواق وقطاع الاعمال أثناء ساعات الليلة اضافة الى انتشار ظاهرة السهرات الرمضانية في الاستراحات وغيرها.

وتطرق أستاذ التاريخ السعودي الى التنوع والتباين في العادات والتقاليد خلال شهر رمضان المبارك في مناطق السعودية مضيفا انه رغم التباين فان هناك قاسما مشتركا تقريبا يجمع جميع المناطق السعودية في شهر رمضان المبارك في السابق هو الحرص على تبادل الزيارات وتخصيص يوم من أيام الاسبوع للاجتماع مع الاسرة الكبيرة.

كما ان هناك عادة تبادل الزيارات والتي تعرف في مناطق جنوب السعودية"الشهرة" وهي أن يتم الاتفاق على الزيارات الجماعية لافراد الأسرة من خلال تحديد يوم للاجتماع في بيت احد أفراد الاسرة بعد صلاة العشاء والتراويح ويبدأون عادة ببيت الاكبر سنا ثم الذي يليه الى ان يتم الانتهاء من زيارة كل البيوت.

وذكر العسكر ان من العادات الجميلة في السابق كان الناس في رمضان يفطرون في شكل جماعات وان الاسر تترك أبوابها مفتوحة خلال الافطار لاستقبال أي عابر سبيل أو صاحب حاجة للمشاركة في تناول الافطار استجابة لقول الرسول الكريم ((من فطر صائما فله مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيء )).

وللوقوف على اثر ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات على العادات في شهر رمضان المبارك استطلعت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عدد من الباعة والمتسوقين في احد أسواق الاتصالات بالعاصمة الرياض وأكدوا ان الاتصالات لها دور كبير في تغيير العديد من العادات والتقاليد القديمة الجميلة في شهر رمضان.

وقال احد المتسوقين ان العادة في مثل هذه المناسبة يتم تبادل الزيارات في السابق الا انه في الوقت الراهن أصبح الجميع يكتفي بالتهنئة من خلال الاتصال الهاتفي ورسائل الهاتف النقال.

من جانبه أكد احد الباعة ان هناك اهتماما كبيرا من أصحاب المحلات التجارية المتخصصة في الاتصالات بشهر رمضان في تحقيق رغبة الجمهور في تسجيل بعض النغمات الاسلامية التي تواكب شهر العبادة.

واشار الى التنافس المحموم بين شركات الاتصالات في تقديم خدمة الاتصال والرسائل خلال شهر رمضان للفوز بأكبر قدر ممكن من الاتصال ونقل التهاني بين المسلمين في شتى أنحاء العالم في هذا العصر الذي قلت في الزيارات بين الاهل والاقارب وظل الجميع يكتفي بالتهنئة من خلال الاتصال أو رسائل الجوال.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2 تشرين الاول/2007 -19/رمضان/1428

annabaa@annabaa.org