شبكة النبأ: تنتعش منتجات الصناعة
التقليدية المغربية بمختلف اصنافها بشكل كبير في شهر رمضان المبارك
وذلك بسبب الاقبال المتزايد عليها من قبل الاسر التي تهتم بوجودها في
مختلف البيوت. وتفضل معظم الاسر المغربية في هذا الشهر الكريم استعمال
الادوات التقليدية والخزفية وبخاصة تلك التي تخص المطبخ واعداد الكثير
من الوجبات الشعبية المتنوعة عند وجبات الفطور والعشاء والسحور.
وقال الصانع التقليدي وصاحب ورشة للخزف في قرية الفنون بمدينة سلا
ضواحي العاصمة الرباط محمد الغالمي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان
"شهر رمضان هو شهر انتعاش مبيعات منتجات الصناعة التقليدية بامتياز".
واوضح ان العديد من منتجات الصناعة الطينية التقليدية تنتعش
مبيعاتها هي الاخرى خلال هذا الشهر الكريم كمجامر البخور التي تستعمل
في ليلة القدر واعداد (الطجين) والكؤوس الخزفية والصحون المزخرفة التي
يقدم فيها وجبة الكسكس المعروفة هنا.
واكد ان الاقبال على تلك المنتجات بالاضافة الى الاقبال عليها من
قبل السياح الاجانب الذين يزورون القرية باستمرار ينعش السياحة
المغربية متمنيا ان تكون كل الشهور رمضان حتى تزداد ارباح كل الصناع
التقليديين. ولفت الى انتعاش مبيعات المصابيح التقليدية الزاهية التي
تصنع من الزجاج الرفيع والنحاس الخالص وتستعمل اضاءتها الجميلة للزينة
في البيوت والشوارع ومحلات ليالي السهر الرمضاني.
من جهته قال الفنان التشكيلي عبد الجبار بلشهب المتخصص في صنع
الاواني التقليدية وتزيينها باعشاب طبيعية تنبت في الاراضي الجبلية
والجافة تسمى (الدوم) في تصريح ل(كونا) "ان شهر رمضان هو شهر العمل
بالنسبة الى وذلك من اجل صنع مزيد من الاواني التي تقتنيها الاسر
المغربية بكثرة".
واضاف بلشهب ان الاواني الخزفية التي يبدعها تستعمل خلال هذا الشهر
الفضيل من اجل صيانة وحفظ العسل والزيوت والتمور فضلا عن تخزين الزيتون
والحلويات والسمن. واكد ان هذه الطريقة المحببة لدى العديد من الاسر
المغربية قديمة وتعد جزء لا يتجزا من عادات وتقاليد الكثير من الاسر
المغربية خلال هذا الشهر وبخاصة في الارياف. واكد ان تزيين تلك
المنتجات باشكال تعبيرية قديمة راقية وبخاصة ما يتعلق بالفنون التراثية
كالرموز الشعبية يمنح لتلك الابداعات جمالا ساحرا ويضفي على مقتنيها
نوعا من الحميمية والقرب من تراثهم وتاريخهم الاصيل. وحول اسعار تلك
المنتجات اكد انها تختلف حسب جودة المنتوج ودوره في المطبخ المغربي
معتبرا ان مجمل الاسعار هي في متناول الاسر الفقيرة وذات الدخل
المحدود.
وكشف النحات والفنان محمد للفريجي في تصريح مماثل عن اهتمامه بهذه
المنتجات التقليدية في اعماله كقيمة تراثية وحضارية مؤكدا ان ذلك
يستهوي السياح الاجانب بشكل كبير مثلما تستهويهم لوحات الخيول
و(الفانتازيا).
المغاربة يكثرون من ارتداء الملابس
التقليدية في شهر رمضان
من جهة اخرى ومع قدوم شهر رمضان يعود الكثير من الرجال والنساء في
المغرب الى ارتداء الثوب الطويل المطرز ذو الاكمام الفضفاضة وغطاء
الرأس والمعروف باسم "الجلابة". بحسب رويترز.
ويرتدي المغاربة الجلابة في المناسبات الدينية والاعياد وأيام
الجمعة. لكن مع قدوم شهر رمضان تكون العودة الى التقاليد الاسلامية
والوطنية الامر الذي يعني تخلي الكثير من الرجال والنساء عن الملابس
الغربية وارتداء الجلابة في أماكن العبادة والتجمعات العائلية.
وذكر صاحب مكتبة مهتم بالتراث المغربي يدعى محمد الوالي العلمي أن
ارتداء الجلابة في رمضان له مغزى ديني وثقافي. وقال العلمي "القرآن
الكريم ينص على أنه يجب على المسلم أن يرتدي أحسن لباسه وأن يضع نفسه
في أحسن صورة قبل الذهاب الى المسجد فكيف بك بالنسبة لشهر رمضان الذي
يعتبر أفضل الشهور."
وبالرغم من أن المغرب يقع في مفترق للطرق بين أوروبا والعالم العربي
يحرص المغاربة على الحفاظ على هويتهم في الملبس. وقال صاحب متجر في
الرباط للازياء التقليدية المغربية يدعى خليل العلمي "لا يمكن للباس
التقليدي أن يندثر نهائيا وهذا أمر مسلم به بغض النظر فعلا عن أسعاره
التي ارتفعت مؤخرا بسبب جودة العمل والاتقان وكذلك جودة الثوب
المستعمل. لكن رغم كل هذه العوامل لا زال هناك اقبال عليه وبالخصوص في
المناسبات الدينية كشهر رمضان أو عيد الفطر أو عيد الاضحي ويبقى رمزا
للشخصية المغربية." وذكرت مصممة الازياء التقليدية المغربية وفاء
الازرق أن ارتداء الزي التقليدي في رمضان يكون نوعا من الاحتفال. وقالت
"تلبس الجلابة المغربية في غير شهر رمضان. لكن الاقبال يكون كثيرا
عليها في هذا الشهر لان الانسان يرتديها ليذهب الى المسجد أو الى زيارة
الاهل."
وترتبط الجلابة في العادة بالحذاء المغربي التقليدي ذي الطرف المدبب
والنعل اللين والذي يزيد الاقبال أيضا على شرائه في شهر رمضان. وترتفع
مبيعات متاجر الاحذية التقليدية في السوق القديمة بالرباط من "البلغة"
الصفراء التي يرتديها الرجال و"الشربيل" الذي يتوفر في مجموعة كبيرة من
الالوان وترتديه النساء.
وقال صاحب دكان لبيع الاحذية التقليدية في الرباط يدعى محمد الفاتح
"المغاربة يشترون الاحذية التقليدية في رمضان. لكن الاقبال يتزايد
عليها خلال الاسابيع الاخيرة من هذا الشهر."
ويرتدي الرجال الجلابة البيضاء ومعها الطربوش الاحمر اللون. بينما
تفصل الجلابة الخاصة بالنساء من أقمشة مختلفة الالوان ويرتدى معها وشاح
لتغطية الرأس.
|