الخاطرة الرمضانية الخامسة: صفات القائد الناجح

بقلم: محمود الربيعي

 صفات القائد الناجح...

من كان يتصف بصفات النقص لايصلح ان يكون قائدا...

الكرم والشجاعة والصدق ونكران الذات والامانة صفات القائد الناجح...

البخل والجبن والكذب والوصولية والسرقة لاتصلح لمن يريد ان يكون قائدا... 

في خاطرتنا لهذا اليوم نتناول المراتب الاخلاقية التي تؤهل الفرد لان يكون قائدا مقبولا وناجحا يمكنه ان يقود المجموعة ويتحرك بواسطتها ليصل هو ومجموعته الى الاهداف النبيلة المرسومة " انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى" سورة 18 الكهف الاية 13..

ولقد تعلمنا من سير القادة،  وقراءة التاريخ.  ان الشعوب لايحركها الا النموذج الصالح المضحي المتفاني الذي يبذل من نفسه،  ولايطلب من غيره الا مايقدموه بانفسهم لخدمة قضيتهم التي يعملون لاجلها "اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" سورة 6 الانعام الاية 90... فمتى ترى الجماعة قائدها يفادي بنفسه وبماله في سبيل قضيته فانها تتدافع لتكون في المقدمة تخوض معاركها وصراعها من اجل الحق.  وفي سير القادة الوطنيون امثلة لمصداقية القائد،  فطريقة حياة القائد وسلوكه اليومي اقوى مؤشر ودليل على صفة القائد.. فالجماعة تراقب قائدها كل يوم، وتسجل له مواقفه، وتزداد قوة وصلابة بزيادة رصيد القائد من المواقف الشجاعة .. وبسبب الصلة بينها وبينه تتحرى نزاهته كل ساعة ، وتحسب لقائدها الف حساب لتجتمع على الحق. وتحافظ على مسيرتها وعندما ترى القائد محاربا في الميدان يواجه الصعوبات،  فهي تشعر بالاطمئنان اليه عندما تتوسم فيه قدرة العطاء والسخاء وتندفع اكثر لتجعله اسوة..  واهم مايجعل الجماعة تلتف حول قائدها هو صدق حديثة، ودرجة التزامه.   " يايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة سورة 9 التوبة الاية 119. ولنتحدث قليلا عن الصفات المزدوجة التي تشجع الجماعة على الاحتذاء بقائدها اوان ينفضح امر المتلبس المتصنع ليفصل من الجماعة ويطرح من عملية النضال.

القيادة بين النجلح والفشل

الجبن لايليق بالقائد ولمن اراد ان يكون قائدا لابد ان يكون شجاعا

ان من احط الصفات التي لاتليق بالفرد لاجل ان يكون قائدا هو الجبن،  فالجبن يعني التقهقر، والتخلف،  والارتداد في كل شئ وهذه الصفة تجلب للجماعة النكسات والهزائم في معترك الصراع السياسي وغيره " الجبن هو الجراة على الصديق والنكول عن العدو " قول للامام الحسن بن علي عليهما السلام.

البخل لايصلح لقائد يقود جماعة

يعتبر المال عصب الحياة فاذا كان القائد بخيلا لايمكنه ان يقود الجماعة فله ان يعيش لنفسه مادام غير مستعدا للبذل والعطاء فالقائد الحق هو من يبذل الغالي قبل الرخيص ليكون قدوة وقوة للجماعة" الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل ومن يتول فان الله هوالغني الحميد " سورة 57 الحديد الاية 24..

الكذب لايليق بالاحرار

لاينبغي لمن يتصدر الجماعة ان يكون كاذبا فالصدق علامة الاحرار..  وهو الذي يعمق العلاقة بين القائد والجماهير، ويعزز الثقة من اجل خوض المعارك السياسية  والنشاطات الاجتماعية، واما الكذب فانه يزرع الشكوك ويقلل من القيمة المعنوية للمتصدي " احسب الناس يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " سورة 29 العنكبوت الايات 2و3.

الوصولية

ان اول اسباب الفشل في العمل القيادي ان يكون الفرد انتهازيا " مذبذبين بين ذلك لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا " سورة 4 النساء الاية 143.. فالانتهازية احد وسائل الوصول الى الاهداف الشخصية والربح الشخصي ماديا ومعنويا وهو يحكي عن محاولة التسلق على الاخرين للوصول الى الغايات الشخصية وهذا الامر يحدث في العمل القيادي الوظيفي او السياسي او الاجتماعي وهو اشد الانواع فتكا بالعمل الجماعي..  كما يحكي هذا النوع من السلوك عن التعددية في الوجه فمثل هذه النماذج لها اقنعة متعددة ومنهج مهتز وسلوك متغير يظهر ويختفي حسب الظروف والمصالح لكنه بالتالي يضر بصاحبه فلطالما انكشفت الاعيب وخطط الانتهازيين وتنكشف اغرضه الشخصية.

السرقة صفة السراق

ان اخطر مايكون عليه الفرد حاله في السرقة ، وصفة السرقة هي نتاج تربية سلوكية في بيئة سيئة ينعدم فيها التوجيه وتنعدم فيها القيم والمبادئ وتكبر هذه الصفة عندما يتسلق هذا النوع العمل الوظيفي او السلطوي اوالسياسي " ولاتاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لناكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون " سورة 2 البقرة الاية 188. وفي كثير من الاحوال يم السارق  يده الى المال العام وينتهي به  الحال في المحاكم بعد افتضاح امر سرقاته.

ان اعظم تربية تقدمها العائلة لافرادها غرس القيم والمبادئ في النفوس، كما ان التربية الدينية هي العامل الاهم في تنشئة الضمير للالتزام بالقانون والنظام وترك المعاصي وعمل المعروف والنهي عن المنكر " ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " سورة  3 ال عمران الاية 104.

ويعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لتزكية النفس وتصفيتها من الاردان، كما ان محاسبة النفس احد اهم عوامل التوبة" ليس منا من لم يحاسب نفسه "  قول للامام الكاظم ابا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام..  فليكن شهر رمضان لنا رحمة بالاكثار من الصلاة وقراءة القران، فمن يخشى الله يكن له الله معينا ، ولن تنفع الاموال ولا المناصب في عتق الرقبة من النار " فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلواة واتبعوا الشهوات فسيلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولايظلمون شيئا " سورة 19 الايات 59 و 60.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19 أيلول/2007 -6/رمضان/1428

annabaa@annabaa.org