مع حلول شهر رمضان المبارك امتلأت الأسواق النجفية بالمتبضعين
استعداداً لهذا الشهر الكريم، وهي عادة دأب عليها العراقيون منذ القدم،
إذ إن شهر رمضان عند العراقيين معروف بموائد إفطاره الشهية، التي تتوزع
على جنباتها أنواع الطعام والشراب.
هذا العام استقبل أهالي النجف شهر رمضان بدرجات حرارة مرتفعة
مقارنة بالعام الماضي،كما استقبلوه بارتفاع حاد لأسعار المواد الغذائية
التي تعمر موائدهم الشهية.. وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى التذمر
وهم يتجولون للتبضع بين محلات الرز والسكر والبقوليات.
تقول السيدة سليمة جعفر علي(55 عاما)، وهي ربة بيت، لوكالة (أصوات
العراق) "ارتفعت أسعار الرز الهندي اليوم إلى (1500) للكيلو الواحد،
بينما كانت قبل أيام بـ (1000) كما ارتفعت أسعار البقوليات مثل الحمص
والعدس والفاصوليا ، إضافة إلى ارتفاع أسعار السكر والشاي والزيت حيث
أصبح بطل الزيت سعره (2000 ) بعد أن كان بـ(1250)، كما ارتفع سعر كيس
الشاي من (1000 ) إلى ( 1750 ) ."
وأضافت "رغم ارتفاع الأسعار فنحن لم نمتنع عن التسوق لشهر رمضان
الكريم ، فكم هو جميل أن يجلس المرء مع أفراد عائلته ليحيي أوقات
الإفطار الشهية، أو أوقات السحور حيث الراحة والطمأنينة تشعرنا
بالأجواء الإيمانية لهذا الشهر الفضيل."
ورغم الارتفاع الملحوظ للأسعار في أسواق النجف، إلا إن تلك الأسواق
امتلأت بأفواج من المتبضعين الذين امتلأت بهم الشوارع وزوايا الأسواق،
ويقول الحاج كريم عبد الجليل، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، أن
"سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع أسعار الوقود وما لذلك من اثر على
أسعار نقل البضائع."
وأوضح "ارتفعت أسعار النقل إلى أضعاف مضاعفة حيث أصبح ارتفع سعر
وقود الكاز الذي تعمل به سيارات الحمل الناقلة للمواد الغذائية إلى
الضعف حيث بلغ سعر البرميل ( 250000 ) ألف بعد أن كان ( 150000 ) ألف
في الأشهر السابقة."
واضاف "كما أن هناك ارتفاعا ملحوظا في أسعار الإيجارات حيث المحل
الذي كنت تأجره في العام الماضي بـ( 100000 ) للشهر الواحد أصبح بـ(
200000 ) ألف."
فيما عزا السيد رسول الكرماني، أحد التجار في سوق النجف للمواد
الغذائية، ارتفاع الأسعار إلى خطورة النقل بين المحافظات خصوصاً
المناطق الساخنة وتأثيره على الأسعار.
وقال الكرماني لـ (أصوات العراق) "معظم البضائع التي تأتي من
المناطق الشمالية تمر بالمناطق التي تعتبر من المناطق الساخنة وهي من
أخطر المناطق في العراق."
وأضاف "لهذا السبب ترى السواق يطلبون أجرهم بثلاث أضعاف ويكون
التاجر الذي يشتري البضاعة مغامرا بسبب احتمال فقدانه للبضاعة في
الطريق.. مما ينعكس ذلك على سعر المادة وبالتالي تشكل عبأ أضافيا على
المواطن."
وفي خضم الاستعدادات لشهر رمضان يبرز جانب آخر ، وهو الاستعداد
للعام الدراسي الجديد(2007-2008)، الذي تزامن مع شهر رمضان، وهو ما وضع
عبئاً آخر على كاهل العائلة العراقية التي تجد نفسها ملزمةً بشراء
المستلزمات الدراسية لأبنائها الطلبة.
يقول المدرس عبد الرضا المسلماوي "لدي ثلاثة أبناء في المدرسة ومع
اقتراب الموسم الدراسي الجديد أصبح لزاماُ علي أن أجهزهم بما يحتاجون
من ملابس وقرطاسيه فقد أنفقت ما يقارب ( 225 ألف دينار عراقي )
لملابسهم وقرطاسيتهم."
واضاف "كما تسوقت لشهر رمضان بمبلغ 250 ألف دينار عراقي ، ولا يقتصر
الأمر على هذا فحسب بل مطلوب مني (العيديات) لأطفالي وزوجي عند حلول
عيد الفطر المبارك."
واستدرك "كل هذا..وأنا استلم من الدولة راتبا مقداره 225 ألف
دينار... فعلى الدولة أن تنظر إلى حالنا وكيف نستطيع أن نعيش مع هذا
الارتفاع الكبير في الاسعار كل يوم."
بينما يقول المواطن مهدي رسن عبد السادة ( 62 عاما) إن " كل المصاعب
والمتاعب ممكن أن تهون في حال توفر الأمن والخدمات للعراقيين."
ويأمل عبد السادة، وهو كاسب، أن يتناول وجبات إفطاره وسحوره على ضوء
الكهرباء الوطنية، حينها، يضيف عبد السادة، انه سيشعر بالراحة وسينسى
حرارة الجو والأسعار وكل التعب الذي عانى منه وهو يتبضع استعداداً لشهر
رمضان الكريم.
وتقع مدينة النجف على مسافة 180 كم جنوب غرب العاصمة بغداد. |