رمضان في غزة هذا العام يخلو من المخللات والصنوبر

  كان سكان غزة يتهافتون على شراء مخللات محمود الحلو اثناء شهر رمضان.. لكن قلة هذا العام هي التي تقبل على الشراء.

وافتقرت السوق الرئيسية في قطاع غزة حيث يزاول الحلو وتجار اخرون عملهم للاقبال الذي كان يميز بداية شهر رمضان. وقال الحلو "الناس جاية تتفرج مش تشتري." بحسب رويترز.

واضاف "كانت الناس تزدحم حول بسطتي في الاعوام الماضية في هذه المناسبة ولكن اليوم كما ترى لا يوجد أحد."

وتعاني غزة التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة منذ فترة طويلة من مصاعب اقتصادية بسبب ارتفاع معدلات البطالة واغلاق اسرائيل حدودها لمنع هجمات الناشطين وحظر غربي فرض منذ ان تولت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السلطة في العام الماضي.

لكن بعد ثلاثة اشهر من سيطرة حماس على الجيب الساحلي الفقير بدأ سكان غزة يشعرون بوطأة الازمة أكثر.

نقاط عبور الحدود الرئيسية في غزة مغلقة مما حد من تدفق السلع وسبب نقصا واسع النطاق في كل شيء باستثناء السلع الغذائية الرئيسية.

ويعتمد سكان غزة بدرجة متزايدة على المساعدات الغذائية التي تقدمها الامم المتحدة في وقت توقفت فيه حركة الاعمال وانهار الاقتصاد المحلي.

واستأنفت الحكومات الغربية المساعدات للضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. لكنها ترفض التعامل مع حماس في غزة.

وقال محمود دلول الذي يبيع فوانيس رمضان "هذه أصعب الاوقات التي مررنا بها منذ سنين." ويبيع دلول فوانيس العام الماضي لان الحصار منع استيراد فوانيس جديدة من مصر أو الصين.

وبينما يتغاضى سكان غزة عن السلع الرمضانية مثل اللوز والصنوبر يستعد سكان رام الله المحور الاقتصادي في الضفة الغربية للعيد.

وهزم مقاتلو حماس قوات فتح في غزة اثناء اقتتالهم في يونيو حزيران. ورد عباس بعزل الحكومة التي تتزعمها حماس وعين حكومة جديدة تدير مقاليد الامور من الضفة الغربية. وتعاود الاموال الغربية التدفق لكن للضفة فقط في حين تدفع حكومة عباس الرواتب للجميع باستثناء حماس.

وقال ابو احمد الذي يقع متجره في وسط رام الله ويبيع الارز والفاكهة المجففة والمنتجات الاخرى التي يقبل الناس على شرائها في رمضان "كما ترى الشغل ممتاز.. الناس عندها مصاري ها الايام."

واضاف "لماذا لم تأت الي عندما كان الناس لا يحصلون على رواتبهم.. كان ممكن أحكي معك لمدة أطول."

وهرب كثير من زعماء فتح من غزة بعد سيطرة حماس لكن مؤيدي فتح في القطاع الساحلي يعيدون تنظيم انفسهم فيما يبدو واستخدموا تجمعات الصلاة للاحتجاج على خصومهم الاسلاميين.

وأثرت المنافسة المريرة بين الحركتين على الاحتفالات بشهر رمضان هذا العام حيث تسببت في انقسامات داخل الاسر وفقا للانتماءات السياسية.

وقال ابو العبد (55 عاما) وهو يتمعن في الاكشاك في سوق غزة ويشكو من زيادة الاسعار بسبب نقص السلع "ما فيش حد بيحب اخوه هالايام."

واضاف "ما فيش فلوس والوضع السياسي سيء والوضع الاجتماعي سيء."

وتشاحن اصحاب الاكشاك في السوق بشأن من هو المسؤول عن توقف الصادرات والواردات.

وصاح صاحب كشك في احد زملائه الذين يعبرون عن شكاواهم "الوضع طول عمره سيء."

ويلقي بعض سكان غزة باللوم على عباس ويتهمونه بأنه وراء الحصار بهدف تأليب الفلسطينيين على حماس. ويقول عباس انه ضد اغلاق الحدود.

وقال المحلل السياسي هاني حبيب "هناك نوع من التفسخ الاجتماعي" في غزة.

وفي الضفة تجري الاستعدادات لمؤتمر سلام ترعاه الولايات المتحدة يتوقع ان يعقد في نوفمبر تشرين الثاني في واشنطن. ويريد عباس ان يثمر الاجتماع عن اتفاق يقود الى قيام دولة فلسطينية.

وفي غزة تنصب التساؤلات بدرجة أكبر على متطلبات أساسية.. هل ستقطع اسرائيل الكهرباء غدا.. متى ستبدأ الحرب الاهلية مرة اخرى..

ولم يعد كثير من الفلسطينيين يثقون في قدرة زعمائهم على التوصل الى اتفاقات مع بعضهم البعض.. فما بال الامر مع اسرائيل.

وقال محمد ابو عوض وهو موظف بمدينة جنين بالضفة الغربية "كيف يمكن ان نقاتل لتحقيق الاستقلال بينما نحن نقاتل بعضنا البعض."

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 16 أيلول/2007 -3/رمضان/1428

annabaa@annabaa.org