بسم الله الرحم الرحيم

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) 185-البقرة

شبكة النبأ: يطل علينا شهرنا الكريم مرة أخرى في حلة الخير والمغفرة ليرتفع بالنفس الإنسانية عن ترهات الدنيا الدنيئة ومفاسدها ومطباتها التي لم تترك للإنسان راحة في بدن ولا نفس لتسلك به مسالك المهالك وتجعله عند ربه أهون هالك.

ولا نجد وصفا لهذا الشهر خير من وصف رسولنا الكريم حيث يقول في خطبة له (ص) ( أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة .....هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاءكم فيه مستجاب ، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه....).

  ونحن على أعتاب هذا الشهر الفضيل فإننا لانملك  مما قدمناه من خطايا تئن لها الرواسي إلا أن نقف موقف المجتهد في تصحيح مساره والنهوض بنفسه من قيود العبودية والشيطان ومغريات الدنيا إلى العبودية الحقيقية، إلى بارئ النفس وخالقها والتوكل عليه في كل صغيرة وكبيرة لننهض بما يقيها شر يوماً عظيم.

فالصيام ليس عادة تؤدى في أيام مخصوصة بل هي تربية روحية ومعاني كبيرة في نظام التكافل الإجتماعي ومساواة المعيشة والإحساس بالآخرين، فهل سنكون من العارفين بتلك المعاني الجليلة؟ وهل نحن من الحاملين للرسالة الحقيقية لهذا الشهر الفضيل بعيداً عن الرياء والسمعة والقشور الخارجية؟

حيث يقول إمامنا الصادق ( عليه السلام)  في وصيته لابن جندب في هذا المنحى (....وإذا صمت فلا تغتب أحداً، ولا تلبسوا صيامكم بظلم، ولا تكن كالذي يصوم رئاء الناس، مغبرة وجوههم، شعثة رؤوسهم، يابسة أفواههم لكي يعلم الناس أنهم صيامى...).(تحف العقول).

إننا إذ ندعوا الباري (عزوجل) ببركة هذا الشهر الكريم أن يمن على سائر المسلمين بالبركة والرحمة والتواد والتكاتف ، فلا يفوتنا أن ندعوا جميع المسلمين بأن يغتنموا فرصة هذا الشهر لرأب الصدع ودرأ الفتنة والعبور فوق الجراح لما فيه خير الإسلام عموماً والمذهب خصوصاً والله ولي التوفيق.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 أيلول/2007 -1/رمضان/1428

annabaa@annabaa.org