الماكولات الرمضانية..هل تختفي من موائدنا بعد اعوام

ليست عادات الناس واوقاتها وانظمة حياتها هي فحسب التي تشهد تغيرا خلال شهر رمضان الكريم وانما حتى عادات الاكل وانواع الماكولات واصنافها والانظمة الغذائية ايضا.

ففي الوقت الذي تعتز فيه العائلة الكويتية بتقاليدها الرمضانية الاصيلة بما فيها الماكولات التي تعكس الجو الرمضاني في المنزل الكويتي باتت بعض الاسر لاسيما حديثة الزواج بالعزوف شيئا فشيئا عن المائدة الرمضانية التقليدية لتستبدلها باصناف الطعام الغربية التي لا تمت لعاداتنا في هذا الشهر الفضيل بصلة.

وهناك العديد من اصناف الطعام التي تشكل المائدة الرمضانية في الكويت بشكل اساسي حيث لا يستغني عنها اي منزل الا انه مع اختلاف الزمن والتغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية اصبحت هذه الماكولات لا ترضي الجيل الحالي.

حيث يرى جيل الشباب او المراهقين ان طبق التشريب او الهريس مثلا ثقيل على المعدة ويسبب التخمة لاسيما عند المهووسين بامراض الرشاقة والريجيم لذلك يكتفون بطبق السلطة او الشوربة في حين يفضل البعض الاخر الماكولات الاجنبية .

وارضاء لكل الاذواق تقوم الام او ربة المنزل بطهي الماكولات التقليدية من تشريب وهريس وجريش ولقيمات للجيل القديم فيما تجهز للجيل الاصغر ماكولاته الغربية من ستيكات وسلطات والتشيز كيك.

وحول سبب هذا التغير وميل الاجيال الصاعدة لتغيير نمط الحياة الرمضانية بكافة جوانبها سواء من نظام غذائي او اجتماعي او حتى ديني تقول فاطمة الفودري وهي ربة منزل غير موظفة "اعاني من مشكلة عدم رضا الاولاد وتذمرهم لما اقوم بطهيه للافطار فهم يعودون من المدرسة وياخذون قسطا من الراحة يمتد لاربع او خمس ساعات متواصلة امام شاشة التلفزيون التي لا تنفك تعرض المسلسلات الرمضانية وكان رمضان شهر تلفزيون وليس شهر عبادة وطاعة لله".

وتقول الفودري "يأتي وقت الافطار وسط تذمر الغالبية على الاصناف التي تم اعدادها وكان الام كبيرة الطهاة في فندق سبع نجوم رافضين تناول ما اعد من تشريب اللحم او الهريس فاضطر الى طهي اصناف عديدة مما يضيع الوقت ويضاعف الجهد ايضا ".

اما رقية دشتي وهي أم وجدة اعتادت على ازدحام منزلها على الدوام ووجود ابنائها واحفادها حولها فتقول " تعد الماكولات التقليدية شيئا لا غنى لاي اسرة كويتية عنه فانه روح ونكهة رمضان ومن غيرها لا يمكن ان تسمي ما تتناوله من سفرة رمضان".

وتذكر "كلما اشتقنا لرمضان وروح رمضان في المنزل قمنا بطهي الهريس او تحضير التشريب وهذه المأكولات لطالما ربطتها ذاكرتنا بشهر البركة والخير حتى وان تم تحضيرها او تناولها في غير رمضان".

اما مريم حسن العريان وهي موظفة فتقول " تشكل الحياة الوظيفية عبئا كبيرا على عاتقي فلا اجد الوقت الكافي للوقوف في المطبخ ساعات طويلة للتجهيز لمائدة الفطور وبما ان الاطباق الكويتية مثل الهريس او الجريش تستغرق ساعات طويلة تمتد لخمس او ست ساعات وهو الوقت الذي انشد فيه الراحة بعد عناء العمل فانني الجأ لطهي انواع خفيفة من الطعام او حتى شرائها جاهزة من المطعم".

وتقول "بما ان شهر رمضان شهر الخير والبركة ويتم فيه تبادل الماكولات واصنافها المتعددة كجزء من التقاليد الرمضانية فاني لا اجد ضرورة لطبخ جدر الهريس طالما سيأتيني هذا الطبق اللذيذ من الجيران او بيت العائلة.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه جداتنا وامهاتنا وحتى بعض من بناتنا يقفن في المطبخ ساعات طويلة لتجهيز مائدة الافطار العامرة تفضل اخريات شراء تلك الاطباق من المطاعم او محلات بيع الحلوى بذريعة انهن لا يجدن تحضير اللقيمات او الغربية او المهلبية.

فما احلى رائحة الطبخ الكويتي في ايام رمضان وزحمة المطبخ حتى لا يتسع مكان لقدر اضافي على الموقد في سبيل تحضير المائدة لحين موعد مدفع الافطار فيما تقضي اخريات فترة الظهيرة باكملها في سبات عميق لتصحو عند الاذان وترى مائدتها من تجهيز معلم المطعم او الخادمة التي لا تجيد سوى قلي البطاطس واعداد سندويش الهمبورغر.

المصدر: كونا

© جميع الحقوق محفوظة  لشبكة النبــأ المعلوماتية  1426هـ  /  2005م

annabaa@annabaa.org