بالرغم من ان شهر رمضان المبارك مليء بالروحانية التي تعمل على
تصفية القلوب من كل الاحقاد والبغائض الا انه يكون مصطحبا معه عادات وتقاليد
تميز هذا الشهر الفضيل عن بقية الاشهر.
وتختلف تلك العادات والتقاليد من مكان الى اخر في جميع انحاء
العالم الاسلامي ولعل تلك العادات تتميز بانواع الماكولات والحلويات
التي تتفن بها العائلات او محلات تصنيع الحلويات مصاحبة لممارسات
وطقوس تقام في رمضان.
وفيما يخص الحلويات فان المصنعين يقلعون عن انتاج اصناف الحلويات
التقليدية العريقة التي تختص بها العاصمة السورية دمشق عن غيرها من
العواصم كالمبرومة المحشوة بالفستق الحلبي والبلورية والاسية
والبقلاوة ويتجهون الى تصنيع حلويات خاصة بشهر رمضان المبارك نظرا
لاقبال الصائم على شرائها.
ومن هذه الحلويات المغشوشة والنمورة والغريبة والنهش والعصملية
والكنافة وجميع هذه الحلويات محشوة بالقشطة والجبنة.
وفي جولة على محلات بيع هذه الحلويات افاد المصنعون ان هذه
الاصناف نقوم بتصنيعها خلال شهر رمضان الفضيل نظرا للاقبال الشديد على
شرائها من قبل الصائمين لسهولة هضمها وقلة نسبة مادة السكر فيها عكس
الحلويات التقليدية.
ومن الحلويات التي تظهر في شهر رمضان القطايف وتنتشر محلات بيعها
في سوق باب الجابيه التاريخي واكثر الاقبال على شراء القطايف حسب
اقوال الباعه هم من المواطنين العرب وخاصة من دول الخليج وابناء الريف
والبادية حيث يتم شراء اقراص القطايف المصنعة من دقيق خاص ويقومون
بحشوها بالجوز او الفستق الحلبي وشويها بالفرن ومن ثم نقعها بمادة
القطر وتؤكل وهي ساخنة وهي من الحلويات اللذيذة الشهية.
وفي جولة في هذا السوق تمت مشاهدة الاعداد الكبيرة من المواطنين
الذين يصطفون بشكل منتظم امام محلات بيع القطايف وعجينة الكنافة
النابلسية للحصول على هاتين المادتين قبل موعد الافطار بحوالي
الساعتين.
ولدى سؤال اصحاب هذه المحلات اجمعوا على ان الاقبال على شراء مادة
القطايف في شهر رمضان المبارك وخاصة الكبيرة منها والتي تسمى باللهجة
المحلية الدمشقية "الستاتيتة" وكذلك الصغيرة منها والتي تحشى فقط
بالقشطة "القيمر" وتسمى قطايف عصافيري.
وقد تحولت صناعة القطايف من اليدوية الى دخول الالة حيث يقول
الباعه ان هذه الالة اسرع وتكون اقراص القطايف متساوية في الحجم وكمية
العجينة اما بالنسبة لعجينة الكنافة النابلسية فان الدمشقيين يقبلون
على شراء هذه المادة في شهر رمضان ويقومون بتصنيعها داخل منازلهم
للتحكم بكمية الجبنة الحلوة الخاصة وكذلك بكمية القطر بعد الشواء حيث
ان البعض يحبذ زيادة الجبنة وان تكون كمية السكر في القطر قليلة.
ومن حلويات رمضان والتي ينتشر باعتها ومحلاتهم في الاحياء
والاسواق الشعبية العوامة والمشبك ويقبل على شراء هذا النوع الاسر
الفقيرة لرخص اسعارها اذا ما قيست بالحلويات الرمضانية الاخرى سالفة
الذكر.
وهناك مظاهر رمضانية يلحظها الزائر والمتجول في اسواق وارصفة
شوارع دمشق بيع المرطبات الخاصة بهذا الشهر الفضيل ويتم عرضها بطريقة
لافتة بعد تعبئتها بزجاجات واكياس بلاستيكية كالعرق سوس والليمون
والتمر هندي اضافة الى عرض كافة انواع التمور والبلح الاصفر ويتم
استيرادها من السعودية والامارات وايران والعراق.
ومن حلويات رمضان التي يقبل على تناولها الصائم بعد الافطار ولو
بكشل اخف من الحلويات السابقة الوبش او المعروك وهو عبارة عن عجينة من
دقيق والسكر والتمر وجوز الهند والزبيب المشوي بالفرن وهناك ايضا
المعروك بالشكولاته.
وقال احد باعة الحلويات الرمضانية لدى سؤاله حول مبيعاته في شهر
رمضان الفضيل ان الاقبال على الشراء في هذا الشهر يفوق بشكل كبير
مبيعاته عن أي شهر اخر حتى ايام عيدي الفطر والاضحى لان الكثير من
العائلات الدمشقية تقوم بتصنيع حلويات العيد في منازلها وخاصة المعمول
بالجوز والفستق الحلبي والتمر وكذلك الغريبه وهذه الانواع هي المطلوبة
في ضيافة العيد.
المصدر: كونا
|