رمضان شهر الخير والاحسان له طابع خاص ومميز في ماليزيا ويختلف عن
سائر الدول حيث وجود الأعراق والديانات المختلفة في هذا البلد المسلم.
ومع بداية هذا الشهر المبارك تجد الناس هنا يتهافتون على محلات
التسوق وخاصة المكشوفة في الشوارع العامة لشراء احتياجاتهم من المأكل
والمشرب بالاضافة الي الحلويات التي تشتهر وتتميز بها ماليزيا .
والذي يميز هذا البلد عن سائر الدول الاسلامية هو طول النهار
والذي يحس به الصائم حيث يبدأ الصيام من الساعة الخامسة والنصف فجرا
حتى السابعة والربع مساء ناهيك عن الجو الرطب والذي يجعل الصوم لكثير
من الناس مشقه وعناء ولكن عظم الصوم وبركات هذا الشهر تزيل هذه
المشقة.
وفي حديث لـ(كونا) قال الدكتور ابراهيم محمد زين (سودانى الجنسية)
وهو نائب العميد للدراسات العليا بالجامعة الاسلامية العالمية في
ماليزيا أن الجاليات السودانية هنا تستقبل هذا الشهر المبارك بعمل
سلسله من اللقاءات بين الأسر لاستعادة ذكريات رمضان في بلادنا وخاصة
حول الفطور يليها الذهاب الي صلاة التراويح والتي لها طابع مميز حيث
تغص المساجد بكثرة المصلين من رجال ونساء .
وقال أنه يوجد أكثر من 800 طالب وطالبه يدرسون في هذه الجامعة
الاسلامية وهم من العرب ومن دول أوروبا الشرقية وكلهم لديهم عادات
وتقاليد رمضانية مختلفة تضيف المزيد الي العادات الماليزية .
وأضاف أن من الأشياء المهمة في رمضان أن للمسجد رسالة واضحة كونه
مؤسسة اجتماعية ودينية وشعائرية له انعكاس ايجابي وخاصة وجوده في حرم
الجامعة حيث تجد الندوات والحلقات الدينية تعقد كل يوم ويشارك فيها
الكثير من الطلاب والطالبات .
وعن نوعية الطعام قال الدكتور زين أن الأجانب في ماليزيا يواجهون
بعض المشاكل المتعلقة بالطعام حيث يكون الشخص قد تعود على نوعية معينة
من المأكولات والمشروبات خلال هذا الشهر في بلده ويصدم عندما لا يجد
نوعية الطعام الخاصة به متوفرة في ماليزيا ولكن بفضل الله يوجد في
الجامعة الكثير من المطاعم العربية التي ترضى جميع الأذواق .
وقال أن الشعب الماليزي شعب مرتب ومنظم كما هو الحال في تزيين
المساجد والبيوت قبل دخول شهر رمضان المبارك بالاضافة الي ارتداء
الملابس الخاصة خلال هذا الشهر وهي عاده قديمة اعتاد عليها الماليزيون
.
وأضاف أن أغلبية المطاعم والمتاجر المملوكة للمسلمين تغلق خلال
فترة النهار وأن غير المسلمين من صينيين وهنود يقدرون ويحترمون هذه
الشعيرة المقدسة .
يذكر أن أغلبية الماليزيين يفضلون قضاء عيد الفطر في قراهم والتي
تسمي " كامبونج " وتجد الشوارع تمتلئ بالسيارات والدراجات النارية
في طريقها الي القرية حيث تجد أن العاصمة قد تكاد تكون خالية من الناس
بسبب هذا الوضع .
وقال زين بأن المجتمع الماليزي قد حدث له تحولات بسبب حركة
التحديث الاقتصادي والتقني فالأسرة في وقتنا الحالي ليست كالأسرة
القديمة فالماليزي مثلا ليس له علاقات كالانتماء الي قبيلة أو مجموعة
معينة ولكن الانتماء يكون الي الأسرة الصغيرة فقط ولا يمتد الي اكثر
من ذلك .
من جانبها قالت ألطاف فيصل من اليمن بأنها شعرت بصعوبة عندما جاءت
أول مره الي ماليزيا بسبب وجودها وحيدة من غير أهلها وخاصة في شهر
رمضان المبارك ولكن بعد مرور عدة سنوات في الدراسة تأقلمت مع هذا
الوضع حيث وجود الطلاب والطالبات العرب في هذه الجامعة شكل عاملا
مساعدا لتخفيف الغربة.
وأضافت بأنها وزميلاتها سواء العربيات أو غير العربيات يقمن بصنع
الأطعمة والحلويات الخاصة بهن خلال وقت الافطار وهذا العمل يواجه
برفض شديد من قبل ادارة الجامعة مما يجعل صنع هذه المأكولات التي
تصنع من وراء الكواليس مميزة و لها طابع خاص بالنسبة لنا كطلبة.
وقالت سامية طاهر من اريتريا أنها تقضى معظم النهار بالدراسة
وبعدها تقرأ القرآن الى وقت الفطور. وأضافت أنها تستقبل العيد بلبس
اللباس الماليزي التقليدي " الكوبايا " والذهاب الى صلاة العيد مع
زميلاتها العربيات والماليزيات حيث يطلعن على كيفية احتفال الماليزيين
بالعيد في داخل المسجد.
وأجمع العديد من الماليزيين في تصريحات لكونا بأن تعدد الأعراق
والديانات في هذا البلد المسلم لم يكن أبدا عائقا أمام ممارسة هذه
الشعيرة المهمة حيث يحترم معتنقي الأديان الأخرى شعيرة الصوم ومشاعر
المسلمين.
وتكثر في ماليزيا خلال شهر رمضان المبارك الأسواق العامة التي
تنتشر في الهواء الطلق لبيع جميع أنواع الأغذية والمشروبات المخصصة
لهذا الشهر الكريم.
المصدر: كونا |