عن الإمام الصادق (عليه السلام):
(الغضب مفتاح كل شر).
الحالة النفسية التي تبعث على هياج الإنسان،
وثورته قولاً وفعلاً موجودة عند كل إنسان لكن تختلف من كل فرد عن آخر
وهو مفتاح الشرور، ورأس الآثام، وداعية الأزمات والأخطار، وله أضرار
جسيمة، وغوائل فادحة تضر بالإنسان فرداً ومجتمعاً، جسمياً ونفسياً
مادياً وأدبياً، فكم غضبة جرحت العواطف، وشحنت النفوس بالأضغان، وفصمت
عرى التحابب والتآلف بين الناس.
وكم غضبة زجت أناساً في السجون، وعرضتهم للمهالك،
وكم غضبة أثارت الحروب، وسفكت الدماء فراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء
عدا ما يحدث عنه من المآسي والأزمات النفسية، التي قد تؤدي إلى موت
الفجأة.
طبعاً لا يحدث الغضب عفواً واعتباطاً، وإنما
ينشأ عن أسباب وبواعث تجعل الإنسان مرهف الإحساس، سريع التأثر.
فقد يكون منشأ الغضب انحرافاً صحياً، كاعتلال
الصحة العامة، أو ضعف الجهاز العصبي، مما يسبب سرعة التهيج.
وقد يكون المنشأ نفسياً، منبعثاً عن الإجهاد
العقلي، أو المغالاة في الأنانية، أو الشعور بالإهانة، والاستنقاص،
ونحوها من الحالات التي تستفز الإنسان وتثير غضبه.
وقد يكون المنشأ أخلاقياً، كتعوّد الشراسة،
وسرعة التهيج، مما يسبب رسوخ عادة الغضب في صاحبه.
والعلاج: يكون علاج الغضب بالتروي والتفكير
بهدوء وذلك بسبب منشأه فعلينا معرفة نوعية المرض ثم تشخيص الدواء.
ودراسة نفسية تؤكد أن هناك العديد من الخطوات
التي يمكن أن يتبعها الإنسان للسيطرة على الغضب، والتماس العذر للآخرين،
وحسن الظن بهم بدلاً من التسرع في إصدار الأحكام عليهم فالتمهل يجنبنا
التهور ويساعدنا على ضبط الأعصاب ويجب ألا ننسى أيضاً محاسن من أغضبونا
بتصرف خاطئ، كما يمكن إتباع أسلوب فعال للتقليل من التوتر الانفعالي
بالتقليل من الكلام والأفعال في لحظة الغضب وإذا لم يستطع الغاضب
التحكم في مشاعره فعليه مراقبة تصرفاته، لأنه مسؤول عن التصرفات التي
تصدر عنه ويمكن مواجهة الشدائد بالمحافظة على الهدوء وضبط النفس وحفظ
اللسان، فالأفضل أن نجلس في مكان هادئ ومنعزل حتى نهدأ تماماً، ولا
ننسى ضرورة الترويح عن النفس من وقت إلى آخر حتى لا نعاني من الإحساس
بالضيق أو الملل فلا نقع بسهولة فريسة الغضب.
وهذا الشهر الكريم كفيل بعلاج جميع الآفات، ففي
هدوء هذا الشهر علينا التفكير بسلاسة وتأني أن التحكم في الضغط العصبي
بإمكانه تقليل مخاطر الأزمات القلبية بنسبة (70%).
ومشاركة العائلة في الإفطار والاجتماع معهم وطرح
المشاكل عليهم عسى أن يجدوا الحل، ترك الحمولة الزائدة من الشعور
بالذنب وتأنيب الضمير الناتج عن خطأ أو حماقة، وإصلاح الخطأ فوراً
والتوبة وطلب الاستغفار والمساعدة من الله تعالى الذي بيده كل شيء ومن
ثم التخلّق بأخلاق الله والاستمرار في التمرين لكي تكون ملكة لازمة
وفيها السعادة والهناء. |