شهر رمضان والتبليغ المؤثر

 

شهر رمضان يمكن استغلاله في تبليغ الدين الإسلامي إلى العالم أجمع، حيث مع التبليغ الملموس المتجسد بالصيام الذي يحدد غلواء المادة ويضبطها بعمليات بيولوجية وسيكولوجية، وأنواع العبادات المفروضة والمستحبة والاستمرار فيها تهيئ نفسية الإنسان لقبول الحق وتلين تفكيره للمعنويات وتخضعه للروح وتحرره من الجسد بالسيطرة على عوامل الشر ومباهج الحياة، وتعيد الثقة بنفسه بأنه ليس آلة صماء، لا نبض له ولا إرادة، بل هو إنسان له كيانه القاهر.. ويقدر نجاحه الباهر وطابعه الأصيل وأنه قادر على الرفض والقبول ويكون الكلام والخطب والمواعظ أثرها الفعال في توجيهه إلى الخير..

ففي شهر رمضان يخرج المسلمون من نمط الحياة المادية وتعمهم صحوة ويقظة شاملة ويقبلون فيها بكثافة على المساجد والمراكز الإسلامية وكذلك يلتقي المسلمون ويتعارفون من خلال موائد الإفطار بالإضافة إلى التجمع للصلاة والاعتكاف في المساجد وخصوصاً المسلمون في أوربا أيضاً لهم طقوسهم الرمضانية وعاداتهم الإسلامية التي تذكرهم بدينهم الحنيف، وكل هذه العادات الرمضانية تكون مناسبة لجمع الشمل وتدب الروح في العلاقات الأسرية والاجتماعية التي تتدهور باستمرار في أوساط المجتمعات الأوربية، فمثلاً تجمع المسلمين في الصلاة في جموع غفيرة يلفت أنظار الأوربيين إلى الإسلام ويعيد وضع الإسلام في بؤرة اهتمامهم لذلك فكثيراً ما تشهد المساجد والمراكز الإسلامية في رمضان إقبالاً من غير المسلمين عليها للتعرف على الدين الإسلامي وتتزايد حالات إشهار الإسلام بكثرة في رمضان لذلك شهر رمضان هو شهر الفرحة والمشاعر الروحانية والعلاقات الاجتماعية والتكافل بين المسلمين وتبليغ الدين الإسلامي.

لكن نحن بحاجة اليوم إلى تقديم ثقافتنا الإسلامية بأسلوب عصري، وبمنهجية جديدة وذلك في مجال تفسير القرآن والتشريع الإسلامي وبقية المجالات والأخلاق.. كطريقة سلوك الإنسان في هذا العصر، وبصورة جذابة.

وعلينا إظهار حقائق الثقافة الرسالية بكل الأساليب العصرية الممكنة، لأجل إنقاذ الإنسان – أين ما كان – من الضلالة.

ومن الضروري أيضاً تأهيل الدعاة في العالم الإسلامي وتدريبهم على فنون الدعوة قبل إرسالهم إلى المراكز الإسلامية في الخارج، لأن الإنسان الأوربي غالباً ما يحكم على الإسلام من خلال التصرفات الشاذة لبعض المسلمين، وتشويه صورة الإسلام من بعض المستشرقين الدخلاء.

(وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).