ارشادات علاجية خاصة لمريض السكر الصائم

 

يحتاج مرضى السكر في شهر رمضان الى اجراءات علاجية خاصة تساعدهم على الصوم، وتستهدف هذه الاجراءات ضبط مستوى السكر في الدم للصائم حتى لا يتعرض لانتكاسات صحية، وحول هذه الاجراءات عقد في القاهرة مؤخرا المؤتمر الطبي لدراسة صيام مرض السكر والذي عقدته الرابطة العربية للتعليم الطبي المستمر برئاسة الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة بجامعة عين شمس وأمين عام المجموعة العربية لدراسة السكر.

وعن المرض يقول الدكتور محمد أمين فكري أستاذ الغدد الصماء والسكر بعين شمس أن الأنسولين يتم إفرازه بطريقيتين بالجسم واحدة بشكل مستمر وهي تمده بالأنسولين الأساسي للحفاظ على التوازن والمستوى المطلوب للسكر في الدم والنوع الثاني إفراز الانسولين من البنكرياس مع كل وجبة غذائية لإستهلاك السكر الناتج عنها لتوليد الطاقة أو تخزينها ويقول أن مريض السكر من النوع الأول .

يفتقد لجميع طرق أفراز الانسولين ويحتاج إلى تعويضه منذ بداية المرض أما مريض النوع الثاني فبعد إصابته بحوالي عشر سنوات يحتاج إلى أنسولين تعويضي حيث يتعثر البنكرياس في مد الجسم بكمية كافية حتى لو حصل المريض على الاقراص المحفزة للبنكرياس على إفراز هرمون الانسولين.

مريض السكر والصيام فرعي

ويؤكد د. أمين فكري أنه لابد لمريض السكر قبل صيامه لشهر رمضان أن يقيم حالته من خلال إجراء تحليلات لمستوى السكر في الدم وقياسه كل ساعتين أو في خلال الأيام الأولى للشهر يمكنه اجراء التحليل كل ساعتين ما بين فترتي الافطار والسحور وتعطي هذه التحليلات للمريض مسطحاً واضحاً لإنضباط السكري خلال اليوم الرمضاني .

ومنه يمكن تعديل الجرعات العلاجية من الأدوية المتاحة والتي تختلف في طريق عملها والمدى التأثيري لها وفي حالة عدم إجراء التحليلات يتم إضافة جرعة أنسولين واحدة من نوع حديث يسمى «الجلارجين» في أي وقت من النهار ويفضل قبل الافطار دائما وكل مرة يتم تناوله في موعد محدد وليكن قبل الافطار مباشرة .

ويضاف إلى ذلك باقي الاقراص العلاجية لإتمام الإنضباط ، أما عن الطعام فيشير إلى أهمية تعادل كفه الميزان في الطعام ما بين الكمية والمواعيد وعدم تناول طعام بين الوجبات إلا في حالات الضرورة القصوى عندما تنخفض نسبة السكر، أما مرض النوع الأول فلا يجوز لهم الصوم مطلقا.

ويشير إلى أن الأنسولين طويل المفعول الذي ظهر حديثا لضبط مستوى السكر في الدم يعمل على إمداد الجسم بجرعات مستمرة طوال اليوم حتى لا يتعرض المريض لأية انخفاضات حادة في مستوى السكر طوال اليوم وبالتالي الدخول في غيبوبة وهذا النوع يمكن اعطاؤه مع الأدوية الموجودة لأحداث توازن في سكر المريض.

ومحاولة خفض مضاعفات المرض، ويستعمل هذا الانسولين طويل المفعول لمرضى النوع الأول والثاني ويغطي الاحتياج الأساسي لمدة 24 ساعة دون زيادة حادة في تركيزه بعد إمتصاصه عقب الحقن حيث يمتص ببطء شديد مما يحافظ على مستوى الانسولين بالدم وهذا النوع يماثل الانسولين البشري وله ثلاثة أحماض أمينية بما يضمن تدفقه من تحت الجلد بشكل بطيء ومنتظم إلى الدورة الدموية ولذلك فانه يحاكي طريقة الجسم الطبيعية في إفراز الأنسولين.

غذائه في رمضان

وعن غذاء مرضى السكر يقول الدكتور محمد راغب الرفاعي رئيس قسم الباطنة بطب المنصورة انه من الممكن للكثير من مرضى السكر الذين يعالجون بالحبوب أن يستغنوا عن الدواء متى أمكنهم السيطرة على طبيعة الغذاء وممارسة الرياضة حيث أن رياضة المشي مهمة جدا لمرض السكر خاصة خلال شهر رمضان بعد الإفطار بساعتين لمدة نصف ساعه.

وترجع أهمية ذلك لأن مريض السكر لابد له من تناول الطعام على فترات متقطعة أربع مرات على مدار اليوم وفي رمضان يتم تناولهم في وجبتين فقط وفي الغالب تكون وجبة الافطار دسمه مما تؤدي الى تأثير سلبي، فالمشي بعد الافطار ضروري بدلا من تناول الدواء مع مراعاة النظام الغذائي الخاص.

ويجمع خبراء التغذية على أن غذاء مريض السكر يجب أن يعتمد على الحبوب بدرجة كبيرة باعتبارها من أغنى الاغذية بالألياف ورغم أن الحبوب بها كمية كبيرة من النشويات إلا أنه لا خطر منها لأن وجود الألياف وهو الجزء الذي لا يهضم من الاطعمة النباتية - يجعل إمتصاص الجسم للجلوكوز الناتج منها بطيئا بما يوافق ضعف إنتاج الجسم للأنسولين للتعامل معه، علاوة على إنها تزيد من مفعول الأنسولين الأصلي بالجسم وتخفض مستوى الكوليسترول.

أما عن الخضروات والفاكهة فهي هامة لمريض السكر - كما يقول الدكتور عبد الباسط محمد سيد أستاذ كيمياء الغذاء بالمركز القومي للبحوث - لإحتوائها على الألياف علاوة على قيمتها الغذائية المرتفعة مثل الكرنب والخرشوف والخس والخيار والكرفس والجزر والجوافة ويعتبر التفاح أفضل أنواع الفاكهة لمريض السكر على تنظيم مستوى الجلوكوز بالدم وحفض مستوى الكوليسترول.

وبالرغم من أن التفاح والجوافة يحتويان على نسبة عاليه من السكريات إلا أن سكر التفاح والجوافة يتمثلان في الجسم بشكل بطيء أي أنه لا يتطلب من بنكرياس المريض إخراج كمية كبيرة من الأنسولين للتعامل معه .

وإلا إرتفع مستوى الجلوكوز بالدم بسرعة كما هو الحال بالنسبة لتناول السكريات الأخرى مثل سكر المائدة أو الحلويات هذا علاوة على احتواء الجوافة على كبريت عضوي يزيد من كمية الانسولين مع ضرورة تناول التفاح والجوافة دون أي تقشير لإحتواء القشرة على نسبة عالية من الألياف المفيدة للجسم.

أما المرضى الذين يسمح لهم بالإفطار في شهر رمضان فتقول عنهم الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الامراض الباطنة بطب القاهرة هم أصحاب حالات السكر المضاعفة مثل الإصابة بالإلتهابات أو مرض في الكليتين أو مضاعفات الاوعية الدموية وكذلك يفطر مريض السكر إذا صاحب المرض عوامل خطورة على القلب أيضا إذا كان المريض يعالج بكمية كبيرة من الانسولين خلال اليوم الواحد.

ويتوقف علاج مريض السكري خلال رمضان على نوع العلاج وكذلك عدد الوجبات فإذا إستطاع المريض الإلتزام بالنظام الغذائي الذي حدده الطبيب وتناول فقط وجبتي الافطار والسحور بدون تناول وجبات بينهما أو تناول الحلوى المصنعة فهذا المريض يوصف له كمية أقل من علاج السكري التي يتناولها خلال الشهور الأخرى.

أما المرضي الذين يعالجون بالأنسولين فعليهم أن يتناولوا جرعة الأنسولين قبل الافطار فقط وتعدل الجرعة طبقا لذلك فالمهم هو المحافظة على مستوى السكر عقب الأكل.

مع الحذر من تناول جرعة أنسولين في السحور حتى لا تصيب المريض الدوخة أو الغيبوبة نتيجة لنقص السكر خلال فترة الصيام في نهار اليوم التالي.