متى يصوم المريض ومتى يفطر؟

 

فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين صوم شهر في السنة الا وهو شهر رمضان، فيه يصوم الناس عن المأكل والمشرب في النهار وسن لهم قيام ليله بالصلاة والتهجد، وللصيام عظيم الاثر في صحة الانسان وتعميق ايمانه بالله مما يعود بالأثر الطيب على نفسيته.

والصيام الذي يجب ان يتبعه المسلم كي يكون ذا اثر فعال وايجابي في صحته، هو ذلك الصيام الذي كان يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو واصحابه اذ ليس من المفيد ان يمتنع الانسان عن الشراب والطعام طول النهار ثم يصاب بحالة من الشره وينغمس في الطعام والشراب لا يتوقف حتى يطلع الفجر.

ان الصيام يجب ان يكون منضبطاً بتناول الصائم الطعام المتوازن الذي يقوي الجسد ويجعله قادراً على اداء واجباته في نهار اليوم التالي دون افراط او تفريط، ويجب علينا الا ننسى او نهمل طعام السحور. فإن فيه حقاً بركة اذ يجب ان يقسم الطعام على الافطار والسحور حتى لا تثقل على المعدة بتناول وجبة واحدة وعلينا ان نتذكر خطورة تناول الدهون والسكريات بكميات كثيرة اكثر من طاقة الجسم مما يكون لها اثر ضار على صحة الانسان.

ثم نتساءل ماذا عن المرضى والصيام؟

لقد أعطى الله عز وجل الرخصة للمريض بالافطار ولكن هناك امراضاً في حالة استقرار وذلك بسبب تناول الادوية اللازمة التي تجعل المريض في حالة شبه سليمة، ولكن عندما يصوم مثل ذلك المريض يحتاج الى رعاية وارشادات خاصة من طبيبه المعالج.

فالطبيب وحده ـ وليس اجتهاد المريض ـ هو الذي يقرر في البداية صيام المريض او افطاره. وذلك بمقاييس يوازن بها الطبيب بين الضرر الذي قد يلحق بالمريض والمنفعة من الصيام.

لذلك كان على المريض ان يستشير الطبيب في هذا الامر قبل ان يحل شهر الصيام وان يتزود بالمعلومات والارشادات الكافية التي تقيه من مخاطر الصيام على صحته (اذا كان هناك مخاطر) وعلى سبيل الامثلة فمريض السكري مثلاً يجوز له ان يصوم بل عليه ان يتردد على طبيبه لتحديد الجرعة من العلاج، وتعديلها حسب التحليلات اللازمة، ويجب ان يكون لديه معلومات عن اعراض انخفاض السكر في الدم مثل الارهاق والاعياء والعرق الشديد وزيادة ضربات القلب كما عليه ان ينتبه لأعراض ازدياد السكر مثل كثرة التبول وجفاف الفم، وغيرها.

اما مريض قرحة المعدة والاثنى عشر فعندما تكون القرحة نشطة فيجوز الفطر نظراً لاحتياج المريض لاخذ وجبات صغيرة ولكنها متعددة على مدار النهار مع تعاطي الادوية، اما اذا استقرت القرحة والتأمت فلا حرج من الصيام مع تناول ادوية القرحة في السحور والفطور، ومراعاة نوعية الطعام الذي ينصحه به طبيبه وامتناعه عن مهيجات المعدة من توابل ومكسرات وغيرها من طعام.

اما عن مريض الضغط، فإن الصوم له انفع ففيه ان شاء الله دواء ووقاية، فالصوم ولا شك يقلل نسبة الدهون في الدم وكذلك يقلل الماء المخزون في الجسم ويساعد على الشفاء من هذا الداء. ولا اريد ان اتحدث عن امراض كثيرة يكون الصوم لها نافعاً ومفيداً مثل مرض السمنة وارتفاع الدهون في الدم وتصلب الشرايين وغيرها من الامراض.