الدليل الصحي لإفطار مرضى السكري والكوليسترول والقرحة الهضمية وفقر الدم في شهر رمضان

 

لا ينصح مرضى القرحة الإفطار بالسكريات

إفطار السكريين يجب أن يحوي 25 في المائة من البروتينات * مرضى الكوليسترول يجب أن يبتعدوا عن البيض والأغذية المقلية في فترة الإفطار

 عندما ينقطع الطعام من الخارج فالجسم يعمل على استخدام الطاقة الاحتياطية الكامنة فيه، ويبدأ بالاطعمة الداخلية المنشأ، حيث يستهلك احتياطي الاعضاء المختلفة بشكل متباين: فالخسارة الاقل تتحملها انسجة القلب والمراكز العصبية، والفقدان الاكبر يحصل في الانسجة الدهنية والعضلات والاحساس بالجوع يظهر في الايام الأولى ثم يختفي ويخف الوزن بمعدل 20 إلى 25 في المائة في الاعضاء والانسجة من دون ان يحدث اي تبدل مرضي على الجسم، شرط اتباع قواعد الصيام الصحي.

ان الاهمية الكبرى في منظومة الباحث بول بريك الغذائية، مؤلف كتاب «الصوم الصحي»، هي التنظيم الغذائي وجوهر ارائه في الاغذية هو ان يكون 60% من الطعام اليومي مؤلفا من الفاكهة والخضر الطازجة في حالة طبيعية وغير مطهوة. وامكانية الاختيار في الجزء المتبقي واسعة، لكن يجب الحذر من تناول المنتجات المكررة والمعالجة بالطرق الصناعية والمواد الكيميائية، فالاطعمة يجب ان تكون في حالة طبيعية قدر الامكان وتحتوي على القليل من الملح والكربوهيدرات والمنتجات المركبة من التفاعلات الكيميائية.

ونصح بريك بعدم تناول اللحوم اكثر من ثلاث مرات في الاسبوع، كذلك يجب تناول الاسماك مرتين الى ثلاث في الاسبوع، وينطبق ذلك على البيض.

الإفطار للناس العاديين

* القواعد الصحية للافطار بشكل عام للناس العاديين تتضمن ما يلي:

1 ـ تناول قليل من السوائل او العصير قبل تناول الطعام الصلب ويفضل ان يحتوي على قليل من الجلوكوز (سكر العنب) لانه سريع الامتصاص لتزويد الجسم بالطاقة المطلوبة.

2 ـ الاستراحة لفترة زمنية قصيرة بعدها يأخذ الصائم الوجبة الرئيسية لكن بكمية معتدلة لكي لا يحدث توسع معدة، وبالتالي التسبب في ألم قد يكون شديدا.

3 ـ يفضل ان تكون الوجبة الرئيسية متضمنة نوعا واحدا من الطعام او عدة انواع متقاربة الفصيلة، وذلك لكي لا يحدث تلبك معوي وعسر في الهضم.

4 ـ ينصح بتفادي المواد الدسمة قدر الامكان، ويفضل استخدام الزيوت الخفيفة في الطبخ.

5 ـ يمكن اخذ بعض الفواكه التي تحتوي على السكريات بين الافطار والسحور وذلك لاعطاء الجسم الطاقة اللازمة ومن اجل تسهيل عمليات الهضم.

إفطار مرضى القرحة

* من الناحية الطبية لا ينصح مرضى القرحة الهضمية الشديدة. الصيام، لأنهم بحاجة لتناول الطعام بمعدل 5 إلى 6 مرات يوميا وبفواصل زمنية محددة، لكن الذين يعانون من قرحات هضمية معتدلة يمكنهم الصيام بعد تناول الادوية الحاصرة للحموضة المعوية والمثبطة لمستقبلات الهيستامين H2. ولا شك ان مرضى القرحة الهضمية لديهم افطار خاص يجب الاعتماد عليه وهو ما يلي:

1 ـ البدء بتناول كوب من الحليب ويفضل ان يكون باردا او معتدل الحرارة. واذا كان الانسان يتحسس من الحليب، او بمعنى ادق تحدث لديه نفخة، ننصح من خلال تجاربنا العملية وضع ذرة من الملح مع الحليب، لتخفيف او انهاء هذا التأثير الجانبي.

2 ـ لا ينصح مرضى القرحة الهضمية بتناول السكريات بشكل مباشر لانها تزيد الحموضة وبالتالي تسيء للقرحة.

3 ـ الوجبة الرئيسية يجب ان تحتوي على الخضر والكاربوهيدرات المطبوخة مثل البطاطا المسلوقة والخضر المسلوقة. ويجب الابتعاد عن اي نوع من الاغذية المقلية او المواد الحامضة والحارة المطبوخة مثل البندورة. وينصح بأخذ اللحوم الحمراء المسلوقة والدجاج المسلوق.

4 ـ يمكن اعاضة السكاكر عن طريق الفواكه الطازجة مثل التفاح وغيره.

5 ـ يجب تناول وجبة او وجبتين خفيفتين بين الافطار والسحور.

6 ـ ينبغي الابتعاد عن الاغذية المعلبة والاغذية الدسمة.

إفطار مرضى السكري

* يمكن لمرضى السكري المداومين على العلاج الذين لا توجد لديهم مضاعفات الصيام في الحالات التالية:

1 ـ اذا امكن السيطرة على كمية سكر الدم من خلال الحمية الغذائية.

2 ـ المرضى المسيطر على حالتهم من خلال الحبوب المضادة لارتفاع السكر. وهنا يجب استشارة الطبيب، حيث يمكن تحويل العلاج من الحبوب ذات الاثر الطويل التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم، الى الحبوب القصيرة الأمد التي تؤخذ مرتين، حيث يمكن للصائم تناولها عند السحور والافطار للسيطرة على السكر بشكل افضل.

3 ـ يمكن للمرضى المعالجين بالانسولين الصيام، لكن تحت مراقبة الاهل والطبيب المشرف. ويجب تغيير نظام اعطاء الانسولين الى مرتين في اليوم.

4 ـ وننوه ان على المرضى مناقشة موضوع الصيام مع اطبائهم قبل حلول شهر رمضان. يجب ان يحتوي افطار المرضى السكريين على 25% منه بروتينات، و25% مواد دسمة، و50% كاربوهيدرات. وينصح بأن تكون كمية الافطار قليلة. ويمكن اتباع البرنامج التالي:

1 ـ كأس عصير تفاح او ليمون في بداية الافطار.

2 ـ شوربة خضار.

3 ـ الوجبة الرئيسية يمكن ان تكون قليلا من الارز ودجاجا مسلوقا خالي الدسم مع خضر مطبوخة.

4 ـ يمكن تناول قليل من السكر لدى المرضى الذين يعالجون بالادوية او الانسولين وذلك لكي لا يحدث نقص سكر مفاجئ.

إفطار مرضى الكوليسترول

* ارتفاع كوليسترول الدم مسؤول عن تصلب الاوعية الدموية والامراض القلبية بشكل اساسي. والصيام فرصة كبيرة لخفض نسبة كوليسترول الدم سواء بالادوية او بالحمية المنظمة. ينصح مرضى الكوليسترول اتباع الافطار التالي:

1 ـ تناول كأس حليب خالي الدسم في بداية الافطار.

2 ـ يجب الامتناع بشكل نهائي عن تناول البيض بشكليه المقلي والمسلوق، خاصة صفار البيض لانه يحتوي على كمية عالية من الكوليسترول.

3 ـ أخذ اللبن مسحوب الدسم اثناء الافطار.

4 ـ تناول اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء اي الدجاج المسلوق بعد نزع الدسم. ويفضل ان يؤخذ السمك المشوي وليس المقلي.

5 ـ استخدام الزيوت الخفيفة جدا في الطبخ، والاقلال من الزيوت الاخرى، خاصة زيت الزيتون لان هناك اعتقاداً خاطئاً لدى الناس ان زيت الزيتون لا يرفع الكوليسترول، لكن كل الزيوت ترفعه اذا اخذت بكميات عالية.

6 ـ الابتعاد عن السمن والمواد الدسمة قدر الامكان.

7 ـ الاقلال من السكريات (الكاربوهيدرات).

8 ـ الاعتماد بشكل كلي على الخضر والفواكه اذا امكن اثناء فترة الصيام.

9 ـ تحديد الوجبات بشكل كبير يقتصر على الفطور والسحور وعدم تناول الاغذية بين الفترتين ان امكن. والجدير بالذكر في هذا المضمار ان وجبة دسمة واحدة كبيرة بعد الافطار يمكن ان تتسبب في حدوث جلطة دماغية او قلبية بسبب التأثير على عوامل التخثر الدموية.

إفطار المصابين بفقر الدم

* يجب مراعاة ثلاثة مصادر غذائية رئيسية لدى مرضى فقر الدم اثناء فترة الصيام:

1 ـ الاغذية الغنية بحمض الفوليك.

2 ـ الاغذية الغنية بفيتامين B123.

ـ الاغذية الغنية بالحديد. كذلك يجب ان يحتوي الافطار بالضرورة على الخضر الداكنة اللون مثل السبانخ والبقدونس وعلى اللحوم الحمراء، خاصة الكبدة والحبوب والفواكه والبقوليات والسمك ان امكن.