نصائح غذائية‏..‏ في الإفطار والسحور

 

نصائح غذائية مهمة يقدمها المتخصصون في هذا المجال حتي لاتتحول موائد رمضان إلي مشكلة كبري لصحة الصائم‏.‏الدكتور سعدالدين العثماني إخصائي علم التغذية بكلية طب قصر العيني يقدم نصائحه الغذائية للصائمين‏,‏ ويقول إن الصائم يجب عليه بدء افطاره بمادة سكرية كالتمر المنقوع أو الرطب وألايكثر من هذه المواد ذات المحتوي العالي من السكر حتي لايفقد شهيته أو تساعد علي زيادة الوزن‏,‏ علي أن يكون غير مثلج‏,‏ وإنما بدرجة حرارة الغرفة‏,‏ وألايشرب أي سوائل مثلجة‏,‏ أو شديدة السخونة‏.‏

وعليه كذلك ان يتناول طعامه من الخضراوات غير المسبكة‏,‏ وألا يكثر من التوابل والبهارات كالفلفل الأسود والشطة وأن يحرص علي طبق السلاطة‏,‏ ويفضل أن تكون اللحوم والطيور أو الأسماك مشوية أو مسلوقة وقليلة المحتوي من الدهون‏,‏ مثل لحوم الدواجن أو الأرانب أو الأسماك أو اللحم البقري‏,‏ والجاموس الصغير‏,‏ والأن لايكثر من النشويات كالأرز والبطاطس والخبز والمكرونة‏..‏

يجب أيضا ألا يسرف الصائم خلال تناوله الافطار في شرب السوائل بكميات كبيرة‏,‏ لانها تؤدي إلي امتلاء المعدة والشعور بالشبع الكاذب وتتسبب في تقليل العصارات الهاضمة‏,‏ وبالتالي بطء الهضم وإحساس بالميوعة‏.‏

يجب أيضا تقليل الملح والمخللات والمشهيات والحريفات والأكلات الدسمة والمحمرة والصلصات والمقليات‏,‏ لأنها ثقيلة علي المعدة والقولون وتؤذي الكبد وترهقه‏,‏ فضلا عن زيادة الاحساس بالعطش وكثرة شرب السوائل‏,‏ ولا بأس بقليل من الفواكه الطازجة‏,‏ وقليلة المحتوي من السكر كالبرتقال واليوسفي والرمان والجوافة‏,‏ علي أن تكون في منتصف الفترة مابين الفطور والسحور‏.‏

ويجب تقليل كميات الحلوي المعتادة في رمضان من كنافة وقطايف أو مكسرات كالجوز واللوز وقمرالدين‏,‏ لارتفاع نسبة المواد السكرية والنشوية والدهون فيها لأنها تحتاج لجهد هضمي كبير‏,‏ وإذا تم تناولها فليكن في منتصف الفترة مابين الفطور والسحور‏..‏

أما عن وجبة السحور فيجب أن يراعي الصائم أن تكون من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم كالفول أو البيض المسلوق والخبز وبعض الخضراوات أو الجبن‏,‏ وكميات بسيطة من الدهون في صورة زيوت نباتية‏,‏ كزيت الزيتون علي الفول المدمس‏,‏ وبعض سلاطة الخضار والليمون مع الزبادي‏,‏ فهذه مثلا وجبة متكاملة‏,‏ فالفول به‏11%‏ من البروتينات‏,‏ ونحو‏17%‏ نشويات‏,‏ وبعض الأملاح المعدنية والفيتامينات‏,‏ ونسبة ضئيلة من الدهون يعوضها زيت الزيتون مثلا‏,‏ وكذلك فإن به أليافا سيلولوزية بقشرته فيجب تقشيره لمن يعانون متاعب بالقولون‏,‏ وهذه الوجبة يمكنها أن تصمد في الأمعاء لنحو‏7‏ إلي‏9‏ ساعات حتي يتم هضمها‏,‏ وبذلك يتلافي الصائم إحساس الجوع لفترة معقولة‏,‏ كما أن السلاطة من الخضروات أو الزبادي تزود الجسم بالسوائل وبإحساس الترطيب الداخلي للجوف فيقل شعوره بالعطش‏..‏ وعن الصيام بالنسبة للطفل فيقول الدكتور سعدالدين العثماني‏,‏ إن فوائد الصيام بالنسبة للطفل كبيرة من ناحية تدريبه علي التحكم في رغباته وأحاسيسه وربطه بالقيم الدينية منذ وقت مبكر‏,‏وزرع بذور المسئولية والإلتزام في سلوكه منذ الصغر‏,‏ وكسر حدة الشراهة للطعام قبل أن يصاب بالتخمة والبدانة‏,‏ وإذا كان صيام الصغار يبدأ شرعا عند البلوغ‏,‏ فإن الأمر لايصلح أن يكون فجائيا‏,‏ بل يجب أن يتعلم الصيام ويتعود عليه تدريجيا‏,‏ وذلك قبل أن يبدأ الصوم الفعلي الكامل‏.‏ ويضيف أن الأولاد في مرحلة النمو يحتاجون إلي كميات كافية من الطعام‏,‏ لكن نظام الطعام الذي نعده لهم‏,‏ يجب أن يكون عن فهم ودراية في الوجبات المختلفة بحيث يمكنه أن يسد حاجاته الغذائية علي صورة سليمة‏,‏ فأساسا يجب أن يحصل الولد الصائم علي السعرات الحرارية اللازمة له‏,‏ وإلا حدث هبوط في نسبة السكر في الدم‏,‏ ومن ثم يشعر بالجوع الشديد وأعراضه من صداع وهبوط وميل للقيء‏.‏ وبالنسبة للولد أو الصبي الصائم يجب أن تشتمل وجبة الافطار علي البروتينات‏,‏ التي تساعده في بناء أنسجة جديدة وتعويض مايتهدم منها‏,‏ كما أن الطفل يحتاج إلي مزيد من السوائل والسكريات‏.‏ ووجبة السحور يجب أن تكون متأخرة ما أمكن حتي تؤدي وظيفتها أثناء النهار لفترة أطول‏,‏ وأن تشتمل علي كمية مناسبة من الدهون التي تتميز ببطء هضمها‏,‏ فتعطي شعورا بالشبع لمدة أطول وهي أيضا من المواد التي يختزنها الجسم بسهولة كما يجب أن يحتوي الغذاء علي الخضراوات والفواكه والسكريات‏,‏ فالفاكهة توفر للصبي الكثير من احتياجاته الغذائية‏,‏ وتعده لصيام يوم طويل‏,‏ وتعطيه إحساسا بالشبع فالألياف الموجودة بالفواكه والخضر تساعد في ذلك كثيرا‏.‏ وبطبيعة الحال فإن أية أمراض مؤثرة كالأنيميا والضعف العام والأمراض المزمنة المتنوعة تستوجب الفطر بالنسبة للأولاد‏.‏