حلول رمضان يتزامن مع بهجة المسلمين الروس بمشاركة موسكو في أعمال القمة الاسلامية

 

أشاد رئيس مجلس الفتوى ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي ‏القسم الاوروبي من روسيا المفتي راويل عين الدين بمشاركة روسيا في قمة زعماء ‏الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد مؤخرا في ماليزيا.‏

وأوضح راويل عين الدين أن ‏المسلمين الروس البالغ عددهم 20 مليونا يشكلون جزءا من العالم الإسلامي ويهتمون ‏بمعرفة تطورات الأوضاع في الدول الإسلامية على اختلافها.‏

وأضاف أن روسيا كانت على الدوام دولة صديقة للعالمين العربي والإسلامي مشيرا ‏إلى أن الاتحاد السوفيتي السابق عمل على تطوير العلاقات مع العالم الإسلامي في ‏مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأكد عين الدين وجود إمكانية لكي تلعب روسيا دورا هاما في عمل منظمة المؤتمر ‏الإسلامي قائلا إن هذه المنظمة ستجد في روسيا شريكا قادرا على الدفاع عن مصالح ‏العالم الإسلامي والمساهمة بنشاط في تسوية النزاع في الشرق الأوسط بصفتها عضوا في ‏اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط.

وشدد راويل عين الدين القول "ان من شأن مشاركة روسيا في منظمة الدول الإسلامية ‏أن تقدم للمسلمين الروس دعما هائلا وتعزز مكانتهم داخل البلاد وخارجها".

واضاف "إذا منحت روسيا صفة العضوية كمراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي وإذا ‏حصلت لاحقا على العضوية الكاملة سيكون ذلك بمثابة دعم كبير من الدول الإسلامية ‏لإخوانهم المسلمين في روسيا".

‏وأوضح أن من شأن مشاركة روسيا في هذا المحفل الإسلامي الهام أن تدفع ‏موسكو بدورها لإبداء مزيد من الاهتمام باحتياجات المسلمين الروس وحل قضاياهم ‏ومراعاة حقوقهم ومعالجة مشاكلهم الدينية والدنيوية.

وشدد راويل عين الدين القول إن مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في القمة ‏الإسلامية في ماليزيا تعتبر حدثا تاريخيا هاما قائلا إنه" لشرف كبير أن يشارك ‏الرئيس الروسي في أعمال هذه القمة الإسلامية وأن يلقى كلمة أمام زعماء العالم ‏الإسلامي لتوضيح المواقف والرؤية السياسية الروسية".

وقال أن مشاركة بوتين تدل على النظرة الودية التي يتعامل بها العالم الإسلامي ‏مع روسيا.

وأضاف المفتي أنه تلقى اقتراحا من منظمة المؤتمر الإسلامي للنظر في إمكانية ‏تنظيم مؤتمر دولي حول الأقليات الإسلامية في موسكو في يونيو القادم.

وأوضح أن مثل هذه المؤتمرات قد عقدت في عام 1999 في مدريد والبرازيل في عام ‏‏2000 وصوفيا 2001 وأخيرا في غانا العام الماضي  وقيم المفتي راويل عين الدين هذا الاقتراح بأنه "إيجابي للغاية" معربا عن ‏قناعته بأن احتضان روسيا لهذا المؤتمر سيكون بمثابة خطوة جديدة على طريق تعميق ‏التعاون بين روسيا ومنظمة الدول الإسلامية.

وتعليقا على ما أعلنه الرئيس بوتين خلال القمة الإسلامية من أن محاولات تأجيج ‏معاداة الإسلام في روسيا أخفقت تماما أوضح راويل عين الدين أن الرئيس بوتين فعل ‏الكثير لكي يقطع الطريق أمام محاولات بعض القوى لنشر الكراهية ضد المسلمين في ‏روسيا.

وأوضح عين الدين أنه أشار خلال لقاءاته المتعددة مع الرئيس الروسي إلى مخاطر ‏بث روح الكراهية ضد المسلمين في روسيا وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتصويرهم ‏بالأعداء في عيون الرأي العام في البلاد.

واشار عين الدين إلى أن خطاب الرئيس بوتين أمام القمة الإسلامية والذي أكد فيه ‏على رفضه لنهج معاداة الإسلام "جاء بمثابة تحذير للقوى التي تسعى إلى إثارة ‏النعرات بين الأديان والقوميات في روسيا".

وأعرب عين الدين عن رأيه بأن هذه القوى المغرضة كانت ستواصل حملتها ضد الإسلام ‏والمسلمين لولا الموقف الذي أعلنه بوتين في ماليزيا والذي حمل مؤشرا لهذه القوى ‏بالتوقف عن حملاتها ضد المسلمين والإسلام.

وأعرب عين الدين عن أسفه لأن البعض ما زال يحاول التمسك بنهج تأجيج معاداة ‏الإسلام خاصة في وسائل الإعلام الناطقة بالروسية لا سيما عبر القنوات التلفزيونية ‏والصحف والمجلات المركزية والصحافة الشوفينية فى بعض المناطق.

 وكانت مجموعة من الشخصيات الإسلامية في روسيا قد رفعت مؤخرا دعوى ضد صحيفة ‏الإزفستيا واتهمت بعض كتابها بأثارة النعرات الدينية والكراهية في محاولة تعتبر ‏الأولى من نوعها في روسيا للتصدي عبر القضاء لنهج معاداة الإسلام وكراهية ‏المسلمين.

وأشاد رئيس مجلس الفتوى المفتي راويل عين الدين بهذا المسعى الذي تمثل ‏باللجوء إلى القضاء للتصدي لمعاداة الإسلام قائلا إن هروب بعض الصحفيين المتهمين ‏بالتحريض من وجه العدالة وخوفهم من تحمل مسؤولية ما اقترفوه من أقوال وأفعال تهدف ‏إلى إيقاع الفتنة وبث روح التفرقة بين الأديان والقوميات تدل على "جبن هؤلاء ‏الأشخاص".

وأضاف أن وسائل الاعلام الناطقة بالروسية التي شاركت في حملة معاداة الإسلام ‏والكراهية لم تحظ "سوى باحتقار ملايين المسلمين والشرفاء والحريصين على وحدة

‏روسيا ومستقبلها".

وعن الاستعدادات التي يجريها المسلمون لاستقبال شهر رمضان الكريم أوضح المفتي ‏راويل عين الدين أن المسلمين في روسيا ينتظرون رمضان بفارغ الصبر من أجل الصيام ‏والقيام والالتزام بالتعاليم التي أمر بها الله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن المسلمين سيكرسون الكثير من الجهد والمال لمساعدة المحتاجين والفقراء ‏من أموال الزكاة وتعزيز روح التضامن بين أفراد الأمة الإسلامية في روسيا.

‏وأوضح أن المساجد ستفتح أبوابها كالعادة ليلا نهارا لاستقبال المسلمين من كل ‏الاجناس والبلدان واستضافتهم على موائد الإفطار التي تقام خصيصا.

‏وذكر أن الكثير من الأئمة سيخصصون الكثير من الوقف والجهد لإلقاء المحاضرات ‏المتعلقة بفضائل الشهر الكريم وواجبات المسلمين رجالا ونساء ولإلقاء المزيد من ‏الضوء على تعاليم ديننا الحنيف.

‏ وقال إن الكثير من المسلمين يقومون حاليا بإعداد الجداول لاستضافة الأئمة على ‏موائد الإفطار في بيوتهم والتي تتحول كالعادة إلى دروس ومناقشات في شؤون الدين ‏والدنيا وقراءة القرآن.

وأشار مفتى روسيا إلى أن الأثرياء من المسلمين يقومون بحجز صالات كبيرة من أجل ‏تنظيم اللقاءات وموائد الإفطار ودعوة الناس للاحتفال بليالي الشهر الكريم.

‏ وأوضح أن الإدارة الدينية تحرص كذلك على توفير كل الظروف من أجل أداء صلاة ‏التراويح في مساجد العاصمة الروسية وتحويل الشهر الكريم إلى عيد للخير والبهجة في ‏قلوب المسلمين.

‏ وأشار عين الدين إلى أن سلطات مدينة موسكو قدمت هدية للمسلمين بمناسبة حلول ‏رمضان تمثلت في التعليمات التي أصدرها عمدة العاصمة يوري لوجكوف لكبار المسؤولين ‏في العاصمة بمساعدة المسلمين على تنظيم احتفالات واسعة النطاق في مايو من العام ‏القادم بمناسبة مرور مائة عام على إقامة المسجد الكبير في موسكو.

‏ وأوضح أن سلطات موسكو وافقت كذلك على توسعة المسجد وبناء صالة للصلاة تتسع ‏لخمسة آلاف مصلي.