المسلمون في العالم.. شهر رمضان اصالة الايمان وتوهج المشاركة

 

المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يستقبلون شهر رمضان بالفرحة والإقبال على العبادات والطاعة لله تعالى، كما تحتفل الجاليات الإسلامية في بلدان المهجر، يشاركهم مسلمو هذه البلدان بهذا الشهر الكريم، ويجتمعون في المساجد والمصليات ليؤدوا الصلوات والاستماع إلى الدروس الدينية، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي بين الأسر وتقديم المأكولات الشعبية والحلوى والمشروبات التي أعدت خصيصا لهذا الشهر.

ففي اليابان نظرا لقلة الجالية الإسلامية فإن المسلمين هناك يستقبلون شهر رمضان المبارك عن طريق لجنة تسمى لجنة رمضان والعيدين بالمركز الإسلامي في طوكيو، فيأدوا شعائرهم الدينية فرحين بهذا الشهر، ويعدوا له وجبات الإفطار والأطعمة الخاصة ويتزايد التزاور فيما بينهم.

أما في النمسا فيقوم حوالي 150 ألف نسمة بإحياء شعائرهم الدينية في أكثر من 50 مسجدا ومركزا إسلاميا، ويستمعون إلى الدروس الدينية التي يلقيها عليهم والعلماء والمبلغين القادمين من العالم الإسلامي الذين توفدهم بلدانهم لهذا الغرض.

وفي السويد التي يشكل فيها المسلمون ثاني جماعة دينية بعد المسيحية ورغم قلتهم، لكنهم كغيرهم من مسلمي الدنمارك وفنلندا وباقي الدول الأوروبية ينتظرون شهر رمضان بإعتباره مناسبة روحية هامة في كل عام. 

أما في ألمانيا فتصبح الحياة الاجتماعية ل(5ر3) مليون مسلم ملفتة للأنظار في شهر رمضان المبارك عن سائر الأشهر الأخرى، فالمسلمون الذين يعملون نظام (الورديات) يستغلون فترات الراحة القصيرة التي تتخلل العمل للإفطار، وهناك بعض الشركات الكبيرة تضع علاج لهذا الموضوع. والمسلمون الذين يقيمون بمفردهم بعيدا عن عائلاتهم يجتمعون في جمعياتهم أو أنديتهم المحلية للإحتفال والتعارف، ويشاركهم في ذلك الألمان.

ويبدأ الاستعداد لشهر رمضان مبكرا في الهند  التي تضم مايزيد عن 120 مليون مسلم، فبعد الإعلان عن بداية شهر رمضان من قبل لجنة الفتوى هناك، تقوم العائلات الإسلامية بالإتصال ببعضها للتهنئة بالشهر العظيم ويهتمون بإحياء ليلة القدر وختم القرآن الكريم، ويقبلون على الاعتكاف في المساجد، ويعدون الأطعمة الخاصة التي يفضلها المسلمون الهنود في شهر رمضان حيث يقدمونها للمصلين في المساجد بالإضافة إلى المشروبات والفواكه.

وفي تايلاند التي يشكل المسلمون فيها ثلث عدد السكان يحتفل المسلمون فيها بشهر رمضان بإفتتاح مسجد جديد في كل مدينة يتواجد فيها المسلمون بكثافة، حيث يتم بناء هذه المساجد بالجهد الذاتي وتبرع سكان تلك المدن، ويتناولون الإفطار في جماعات.

والمسلمون في الصين يعظمون شهر رمضان حيث تمتليء المساجد في الأقاليم المسلمة بالمصلين لحضور  الصلوات، كما يعقدون حلقات الدروس الدينية بالمساجد وتحتفل بيوت المسلمين الصينيين بتوزيع الحلوى والتمر والمأكولات الخاصة احتفالا بشهر رمضان الكريم.

أما مسلمو ليبيريا فهم كغيرهم من الأقليات الإسلامية في بعض البلدان الأفريقية ينتظرون شهر رمضان بإعتباره مناسبة روحية هامة في كل عام، حيث تسمو روح التقدير والتعظيم لشهر رمضان المبارك لدى مسلمو ليبيريا الذين يشكلون 15% من السكان، فهم يتوقفون عن سماع الموسيقى والغناء طيلة شهر رمضان، كما أن الإذاعة المحلية تبث برامج دينية للمسلمين، ويقوم المسحراتي بترديد بعض الأناشيد الدينية المحلية خلال طوافه بالبيوت لإيقاظ الصائمين للسحور.

ويمثل شهر رمضان في أمريكا وقت الابتهال والتفكير بالنسبة لملايين المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، ويتجهون للعبادة والاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة والمشاركة بثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم المختلفة، وكثير من الأمريكيين يشاركون المسلمين الأمريكيين فرحتهم مع جيرانهم وأصدقائهم، كما يتم تنظيم فعاليات التوعية برمضان في الكليات والجامعات، وتعليم الإسلام لغير المسلمين في أمريكا عن طريق الأنشطة المفتوحة في المساجد المحلية والمراكز الإسلامية، وتنظيم الأسواق الخيرية ووجبات للذين لا مأوى لهم، وقوافل لتوزيع الأطعمة.

ومن جانب آخر ذكرت مجلة (الجزيرة) السعودية أن شهر رمضان يمثل فرصة طيبة للتعارف والتزاور بين مسلمي كندا وعددهم نحو (800) ألف مسلم، حيث يقبلون على المساجد والمراكز الإسلامية ويقومون في هذا الشهر الكريم بالتواصل الأجتماعي وعقد حلقات الافطار والسحور المشترك، ويتبادلون أنواع الأطعمة والحلوى التي أعدتها أسرهم، كما يزداد اهتمامهم بتعليم أبنائهم اللغة العربية ومباديء الدين الإسلامي.

وتقام معارض في المراكز الإسلامية في ليالي رمضان للمعروضات المختلفة، مثل الزي الإسلامي للمرأة والزخارف والملصقات وسجاجيد الصلاة والساعات الناطقة بمواعيد الآذان وبطاقات التهنئة والوسائل التعليمية الإسلامية.(اينا)