مساوئ العادات الغذائية الخاطئة في شهر رمضان

 

يحقق صيام شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام، فيجب علينا أن نستعد له ونحرص أن يكون صياماً مقبولاً، وأن تكون آلية تناول وجبتي الإفطار والسحور بطريقة صحية لتجنب العطش والجوع والتوتر العصبي والصداع والخمول والكسل الذي يشكو منه البعض، وحتى يتم تحقيق ذلك فقد أكدت الأخصائية في علم التغذية الدكتورة زمزم الموسى أهمية انتقاء الصائم أنواع التغذية الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك وأكدت أن الدين الإسلامي الحنيف أعطانا أفضل دليل علمي للتغذية الصحية ولو طبقناه بطريقة صحيحة لوقينا أجسامنا من العديد من الأمراض لا سيما في شهر رمضان، وهناك دراسات وبحوث علمية أثبتت الأسس الصحيحة التي تعلمناها في ديننا الحنيف، لكن معظم الصائمين يمارسون عادات غذائية خاطئة في شهر رمضان فيعمد الكثير منهم إلى الإسراف في تناول الطعام والتركيز على أنواع محددة من الأطعمة معظمها عالية السعرات الحرارية ومطعمة بالدهون المشبعة فيفقد الصائم فوائده الصحية، كما أن للصيام فوائد عديدة على جميع أجهزة جسم الإنسان، حيث يقوم بتجديد أنشطة هذه الأجهزة والأعضاء ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة ويحسن دهون الدم ويخلص من الوزن الزائد. وهنا على الصائم أن يعلم أن الجهاز الهضمي من الأجهزة التي تعمل وقت تناول الوجبات فقط، فيفرز عصارة نحو 9 لترات يومياً ويرتاح فسيولوجياً بين الوجبات استعداداً للوجبة القادمة، لذلك يمكن تدريبه على إطالة الوقت بين الوجبات كما نعمل في وقت الصيام، فيمكن أن نعتبر وجبة السحور وجبة إفطار عادية مبكرة، ونعتبر إفطار رمضان وكأنه وجبة غذائية متأخرة.. ولراحة الجهاز الهضمي في فترة الصيام يجب أن نبدأ تدريجياً بالإفطار مع مراعاة التخلص من أول عرضين يشعر بهما الصائم وهما نقصان السكر والعطش، لذا يستحب أن تبدأ بعصائر سكرية، ولنا في رسول الله (ص) أسوة حسنة حيث كان يبدأ الإفطار بالتمر واللبن، مما يروي الجسم ويساعد على سرعة امتصاص السكر بتناول التمر، كما علينا أن نبدأ الإفطار بشوربة دافئة لتنبه المعدة قليلاً حتى تبدأ العمل ثم نرتاح قبل أن نستكمل إفطارنا بعد ذلك حتى تكون المعدة مستعدة، وعلينا أن نتجنب ملء المعدة بأكل سريع وكميات زائدة مما يؤدي إلى حدوث تلبك معوي والشعور بعدم الراحة، وكذلك يجب عدم تناول الماء المثلج في بداية الإفطار فهو يؤدي إلى حدوث تقلصات وسوء هضم بالمعدة. ومن العادات السيئة كسر الإفطار بشرب سيجارة أو تناول شاي أو قهوة، لما في ذلك من إثارة للمعدة، وكذلك لا يجب تناول المواد الحريفة والمخللات بكثرة، فيجب أن يكون الإفطار مكوناً من المواد الأساسية للتغذية مثل المواد الكاربوهيدراتية كالنشويات والسكريات والبروتينات كاللحوم والأسماك والطيور، وبقوليات، ودهون وكذلك الأغذية الحاوية على الفيتامينات والأملاح المعدنية كالفواكه والخضراوات الطازجة، ويوصى أن تكون النسب معتدلة وأيضاً مراعاة السن، وكذلك يجب مضغ الطعام جيداً لتسهل عملية الهضم والامتصاص حتى يستفيد الصائم من الطعام ولا يصاب بعسر الهضم، وقد يصاب الصائم بالكسل والخمول والميل إلى النوم بعد الإفطار مباشرة بسبب ذهاب كثير من الدم للجهاز الهضمي للقيام بعملية الهضم والامتصاص ويكون هذا على حساب الدم الذاهب إلى بقية أنحاء الجسم مثل المخ ولتجنب ذلك علينا الاعتدال في تناول الطعام أو عدم النوم أو الجلوس أمام التلفزيون والحرص على ممارسة أي نشاط، أما بالنسبة لوجبة السحور فيجب علينا تناولها كاملة حتى يحصل الصائم على الغذاء والماء الذي يكفيه فترة الصيام دون معاناة من العطش والصداع والخمول والعصبية التي يعانيها البعض.

وعلى ضوء ما تقدم فإن صيام رمضان يعطي للصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة ويوفر له ارتقاء روحياً ونفسياً وتوازناً فسيولوجيا كاملاً، وعليه لا بد من اتباع الإرشادات الغذائية التي تساعد الصائم على تحقيق الفوائد الصحية المرجوة في الصيام وارتفاع قدرته على تحمل مشقات الصوم لا سيما في وجبتي الإفطار، ويمكن توضيح ما تقدم، بمجموعة من النصائح الغذائية السليمة في شهر رمضان المبارك. يأتي في مقدمتها أن يكون التمر والرطب أول ما يتناوله الصائم عند الإفطار لأن السكريات الموجودة فيهما سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية، وهذا ما يحتاجه الجسم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام حيث تنشط إفرازات الأنزيمات الهاضمة لاستقبال الطعام الذي يتناوله الصائم، كما أن للحساء و الشوربة الدافئة قبل الطبق الرئيسي دوراً مهماً وذلك لتهيئة المعدة وتنشيطها بعد ساعات من الراحة فمن الضروري عدم التهام الطعام والتأني في مضغه حتى لا يصاب الصائم بعسر الهضم.