تختلف المظاهر الرمضانية في تركيا
باختلاف المناطق لسعة مساحتها وتنوع اعراقها وثقافاتها ويحتفل
الاتراك بشهر الصيام و يهتمون به أيما اهتمام لكن اختلاف العادات
والثقافات انعكس بشكل جلي على مظاهر الاحتفاء بهذا الشهر الكريم من
منطقة الى اخرى.
وتبقى اسطنبول التي كانت فيما مضى عاصمة
الخلافة العثمانية المدينة التركية الوحيدة التي لاتزال تحافظ على
مظاهر رمضانية عريقة فتستقبل الشهر الكريم بتزيين وانارة منارات
مساجدها التاريخية ترحيبا بشهر رمضان.
وتتحول مساجد اسطنبول الى خلية نحل تنشط
فيها حركة الدروس الدينية ومختلف انشطة الثقافة الاسلامية من
مسابقات لحفظ القران الكريم او الاناشيد الدينية بالاضافة الى
اكتظاظ المساجد بالمصلين .
ويعتبر جامع السلطان احمد باسطنبول والشهير
بالجامع الازرق ابرز مساجد العهد العثماني العريقة التي يقصدها
المصلون الاتراك لتأدية صلاة التراويح خاصة وحضور الدروس الدينية
التي تلقى فيه.
وجامع السلطان أحمد الذي يتربع في قلب
المنطقة التاريخية بمدينة اسطنبول امر ببنائه السلطان العثماني احمد
الاول عام 1609 واستغرق بنائه 11 عاما ليخرح تحفة فنية رائعة
لاتزال تعكس مدى نهضة فن العمارة في العهد العثماني.
وحرص السلطان العثماني على بناءه قبالة
كنيسة اياصوفيا التي تمثل بقايا الحضارة البيزنطية في اسطنبول ولا
يبعد الجامع ايضا سوى بضعة امتار عن قصر الخلافة العثمانية الذي
يعرف اليوم بمتحف (طوب كابي) الشهير.
وتتولى الرئاسة العامة للشؤون الدينية في
تركيا الاشراف الكامل على معظم المساجد باستثناء التابعة للطرق
الصوفية وتحرص على تعيين ابرز الائمة والخطباء في المساجد التاريخية
كجامع السلطان احمد الذي يعرف دائما بشهرة الائمة العاملين فيه.
ولعل ابرز نشاط يحتضنه جامع السلطان احمد
باسطنبول خلال شهر رمضان المبارك هو معرض الكتاب الديني الذي يدوم
شهرا كاملا وتشارك فيه بعض دور النشر العربية ايضا.
وتتخلل هذا المعرض مجموعة من الندوات
والمحاضرات لكبار العلماء والمفكرين الاتراك والاجانب الامر الذي
جعل من هذا المعرض السنوي للكتاب الديني تظاهرة ثقافية ودينية يتميز
بها جامع السلطان احمد خلال الشهر الكريم.
وبين رئيس جمعية السليمانية الخيرية
باسطنبول الشيخ عبدالعزيز بايندر ان
الانشطة الخيرية في تركيا تشهد حركة نشيطة خلال شهر رمضان المبارك
فتقيم معظم الهيئات الخيرية حملات لمساعدة الفقراء والمحتاجين
وتسيير قوافل خيرية الى الاحياء الفقيرة السجون تجمعات طلبة العلم غيره.
واوضح ان الشعب التركي يتفاعل بشكل ايجابي
مع انشطة الهيئات الخيرية ويقدم الدعم السخي لها خاصة خلال شهر
رمضان.
وقال ان وسائل الاعلام العلمانية ايضا في
تركيا تسعى الى جذب المشاهد التركي من خلال اعلاناتها الكثيرة عن
الكتب و الاصدارات الدينية المختلفة.
وتستقطب المساجد التي تشرف عليها الطرق
الصوفية في تركيا آلاف المصلين الاتراك وخاصة اتباع الطريقة
النقشبندية الذين يقيمون حلقات يومية للذكر طيلة ايام رمضان اما
الطريقة المولوية الشهيرة في تركيا فهي تقيم طيلة ليالي رمضان
رقصاتها المشهورة التي تحولت الى فن فلكلوري يستهوي السائح الاجنبي
ايضا.
وعند الحديث عن مظاهر شهر رمضان في تركيا
لايمكن اغفال جامع السلطان ايوب الشهير في اسطنبول والذي يوجد في
ساحته قبر الصحابي الجليل ابا ايوب الانصاري فبالاضافة الى حالة
الاكتظاظ التي يشهدها تتحول المنطقة المحيطة به الى سوق يومي لاقتناء
الكتب الدينية والمسابح والعطور ومختلف الفنون اليدوية ولوازم الحج
والعمرة.(كونا)
|