الاسلام في الهند حضارة لاتموت وارث مستمر

 الهند بلد الحضارات والاديان رغم تنوعها وكثرتها ‏حيث تحتضن كل الاديان السماوية وغيرها من اديان مع اعطاء حق العبادة للجميع. ‏   

‏ ودخلت الحضارة الاسلامية الهند في القرن ال14 تاركة ورائها اثرا كبيرا ومساجد ‏ظلت على الدوام شاهدا على حضارة لا تموت وارث مستمر الى يومنا هذا. ‏   

‏ وقال استاذ التاريخ بجامعة مليا الدكتور عناية زيدي في حديث لوكالة الانباء ‏الكويتية (كونا) ان هناك الكثير من القصص حول اول من شيد المساجد في الهند وخاصة ‏الكبيرة منها والتي اصبحت فيما بعد ارثا عالميا او تاريخا لهذا البلد.‏   

‏ واضاف ان للحضارة الاسلامية بشبه القار الهندية نكهة خاصة وتفرد يجعلك وانت ‏زائر للاثار الاسلامية ان تعتقد بان هذه البلاد جزء من العالم الاسلامي لما بها ‏من اثار تدل على حضارة اسلامية عريقة.‏   

‏ واشار الى ان الكثير من المساجد والاضرحة والمزارات والقلاع والرموز وغيرها ‏بنيت في عهد المغول في القرن ال14 والتي تعبر عن الحضارة الاسلامية المنتشرة ‏بربوع الهند وبخاصة في الولايات الشمالية للهند اضافة الى ولاية اوتار براديش ‏شرقي الهند واندرا براديش جنوب الهند.‏   

‏ ولا شك ان الاثار الاسلامية وبخاصة في الارجاء الشمالية والشرقية من الهند ‏ارتبطت ارتباطا وثيقا بالامبراطورية المغولية.‏   

‏ وقال الدكتور زيدي ان هناك الكثير من المساجد الكبيرة والعريقة والتي ظلت ‏مناراتها وصوت اذانها شاهدا على ان للمسلمين في هذا البلد حضارة قديمة.‏   

‏ واضاف ان هناك الكثير من المساجد والاثار الاسلامية ومنها مسجد (صلاح) او ‏(زيناني) تم بناؤه بعهد الامير المغولي محمد شاه في عام 1423 بولاية كرناتكا جنوب ‏الهند ويحتوى على 16 موقعا للصلاة.‏   

‏ وقال ان العاصمة نيودلهي تحفل ايضا ب (جامع مسجد) الذي شيده الامبراطور المغولي شاه جيهان ويعد احد اكبر المساجد بالهند حيث استغرق بناؤه ستة اعوام ‏وانتهي بعام 1644 اضافة الى مسجد (تومب)الذي شيد في القرن السادس عشر اثناء حكم ‏الامبراطورية المغولية. ‏   

‏ وقال ان مجمع (بيبي كا مقبرة) او (تاج جنوب الهند) يعد من اكبر ‏الصروح الاسلامية في الهند اضافة الى انه يعتبر مجمعا اسلاميا بناه الامير ‏المغولي عظيم شاه في عام 1678 بمدينة اورنقا باد بولاية مهراشترا حيث يضم ضريحا ‏  لوالده الامير بيغم رابايا دوراني. ‏   

‏ وتأتي التحفة المعمارية (تاج محل) احد عجائب الدنيا السبع والذي يقع بمدينة ‏اغرا بولاية اوتار براديش شرقي الهند والذي بناه الامبراطور المغولي شاه جيهان ‏تخليدا لذكري زوجته ممتاز محل واصبح فيما بعد مثالا يحتذي في قصص العشق والغرام. ‏   

‏ كما توجد بمدينة اقرا منارة سيكندرا التي تشهد على العزة والكبرياء الذي عاشته ‏‏الامبراطورية المغولية اثناء فترة حكمها. ‏   

‏ واشار الى ان هناك الكثير من بقايا الاثار الاسلامية القديمة ومنها قطب منار ‏وفيروز شاه كوتلا تعود الى عصر الامبراطورية المغولية. ‏   

‏ وقال ان الحضارة الاسلامية تركت ارثا كبيرا ومعالم تاريخية وبخاصة في الولايات ‏الشمالية من الهند ومنها (تخلق اباد) وهى مساحة شاسعة من الارض داخل العاصمة ‏نيودلهي تضم قصورا محصنة وقلاع بناها الامبراطور المغولي غياث الدين تخلق ويطلق ‏عليها ايضا اسم (دلهي الثالثة). ‏   

‏ وامتدت اثار الحضارة الاسلامية في فترة حكم الامبراطورية المغولية شرقا حيث ‏تجد قلعة (بادا امام بارا) وهي واحدة من اهم القلاع الاثرية الواقعة بولاية اوتار ‏براديش شرق الهند بناها احد الامراء المغول يدعى نواب عاصف الدولة عام 1784 . ‏   

‏ وتوجد بولاية اوتار براديش قلعة (كوتا امام بارا) ويطلق عليها ايضا قلعة حسين ‏اباد امام بارا شيدها امراء المغول عام 1840. ‏   

‏ ويوجد بمدينة حيدر اباد عاصمة ولاية اندرا براديش جنوب الهند موقع (تشار منار) وهو من الرموز المهمة للحضارة الاسلامية بالهند وكلمة (تشار) تعني الرقم اربعة ‏باللغة الاوردية واعطيت هذه التسمية لان للمسجد اربع منارات ويضم ايضا مسجد كبير ‏ومكتبات. ‏   

‏ وتبقي المساجد والاثار الاسلامية في الهند شاهدا على حضارة قديمة وعريقة اصبح ‏ معظم مبانيها ارثا تاريخيا بقيت صامدة رغم الظروف والتقلبات الدينية التي واجهتها ‏الهند.