نشاط هولندي متميز في شهر رمضان

 

يبذل مسلمو هولندا قصارى جهدهم، وفقا للإمكانيات المتاحة لهم كأقلية، ليمر شهر رمضان الكريم في ظل ظروف تساعدهم على تحقيق مقاصده وأداء فرائضه على أكمل وجه.

ويستعيض مسلمو هولندا عن الدور الذي تضطلع به عادة الحكومات في الدول الإسلامية، في الاستجابة للكثير من حاجات الصائمين، بالمنظمات الإسلامية غير الحكومية والشركات التجارية الخاصة التي تعتمد غالبا المحلية في نشاطها، وترتبط في أكثر الأحيان بحالة كل مدينة أو بلدة على حدة.

وفي حين تخلو شوارع المدن الهولندية الكبرى من أي مظاهر خارجية توحي للزائر الأجنبي باستثنائية الشهر الكريم، فإن مقرات المساجد والجمعيات الإسلامية والمقاهي وسائر الأماكن العامة التي يتجمع فيها أبناء الأقلية المسلمة تعكس بوضوح استثنائية وأهمية هذا الشهر لدى غالبية المسلمين على اختلاف أعمارهم وقومياتهم وانتماءاتهم.

وتشهد الساحة الإسلامية في هولندا خلال شهر رمضان، تنظيم برامج خاصة من قبل جمعيات ومؤسسات أهلية تابعة للأقلية المسلمة، تتوزع على الإفطارات الجماعية التي يدعى إليها المسلمون والهولنديون على السواء، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا عامة تخص الأمة الإسلامية، وخاصة تتعلق بالمشاكل التي تواجه الأقلية المسلمة في هولندا.

في هذا السياق، أعلنت الجامعة الإسلامية في روتردام، عن تنظيمها مؤتمرًا عن "الإسلام والتسامح"، بالتعاون مع منظمتين أخريين هما: "المنتدى التونسي في هولندا" و"جمعية التوحيد في روتردام"، يومي الجمعة والسبت 15 و16 نوفمبر 2002م، وجهت الدعوة لحضوره لنخبة من العلماء والباحثين المسلمين من العالم الإسلامي وأوروبا.

كما أعلنت إدارة جمعية التوحيد -إحدى الجمعيات الإسلامية الناشطة في روتردام- عن عزمها تنظيم إفطار جماعي ومحاضرة كل يوم سبت، وهي عادة التزمتها المنظمة الإسلامية منذ تأسيسها أواخر الثمانينيات الميلادية.

وتعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية، شهر رمضان فرصة ذهبية لعملها، حيث تعمل جميعها على تنظيم حملات تبرع خلاله، تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد ومقرات المنظمات الإسلامية، للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة إخوانهم المحتاجين في بلدان إسلامية كثيرة، تعاني شعوبها مجاعات وكوارث طبيعية.

ويقر المسئولون عن مؤسسة "الأقصى الخيرية" في هولندا، التي برأتها السلطات الهولندية من تهمة دعم الإرهاب، بخصوصية شهر رمضان، وفضله على سائر الشهور، حيث تتضاعف فيه التبرعات والصدقات.

ويثابر مسئولو مؤسسة الأقصى التي ترعى مشاريع خيرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الطواف بما يزيد عن مائة مسجد خلال شهر رمضان، يجمعون عبره عشرات الآلاف من "اليوروات" التي يقومون بتحويلها مباشرة لمستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار اقتصادي قاتل.

ومن جهة أخرى، يحرص المسلمون في هولندا خلال شهر رمضان، على خلق أجواء عائلية مميزة، كما هو الشأن في بلادهم الأصلية، حيث تساعد هذه الأجواء أولياء الأمور على إشعار أبنائهم بخصوصية الشهر الكريم وأهميته كركن أساسي من أركان الإسلام، كما تساعدهم أيضا على التخفيف من وطأة الغربة والبعد عن الأوطان.

ويجتهد أبناء الأقلية المسلمة في هولندا، خلال رمضان على تحضير وجبات إفطار شبيهة بتلك التي اعتادوها في بلادهم الأصلية، وعلى التحلق على موائد الإفطار بشكل جماعي، حيث تستغل جل العائلات المسلمة شهر الصوم، لدعوة الأقارب والمعارف، طلبا لأجر إفطار الصائم وعملا بسنة صلة الرحم. (اينا)