أكدت الأبحاث الصادرة عن المنظمة الإسلامية
للعلوم الطبية أن فوائد الصيام عظيمة لمرضى القلب وخاصة الذين يعانون
الذبحة الصدرية، ومرضى الالتهاب المعوي، إضافة إلى المصابين بأمراض
نفسية وعصبية.
وقال رئيس المنظمة د.عبدالرحمن العوضي ان
الدراسات التي ناقشتها المنظمة أثبتت ان عشرة في المائة من كمية الدم
التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية
الهضم، وفي أثناء الصوم ـ إذ لا توجد عملية هضم ـ يكون هناك انخفاض
كبير في كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمي وهذا يعني
عملا أقل للقلب وبالتالي قدرا من الراحة.
وأضاف ان الصيام يعد من أفضل الوسائل الناجحة
لعلاج أمراض الالتهاب المعوي، شريطة عدم إسراف المريض في تناول كميات
كبيرة من الطعام أو تناول الأطعمة غير المسموح بها لهؤلاء المرضى
أثناء وجبتي الافطار والسحور.
وأكد العوضي ان الأبحاث العلمية أثبتت فعالية
الصوم في شفاء أغلب الأمراض العصبية والنفسية، لافتا إلى ان فكرة
الصيام تمثل الزهد والاعراض عن كل ضرورات الحياة الحسية كالطعام
والشراب والجنس، وبإبعاد هذه الضرورات الجسمية إلى مستوى غير محسوس
فإن العقل وبطريقة أتوماتيكية لا بد له أن يتمرس على تنظيم الجسم حتى
تصير غضبة الجوع والعطش غير مؤلمة.
وعلى هذا فإن الأمراض العصبية التي تؤدي إلى
أعراض جسمانية والمسماة بالأمراض «النفسية الجسمية» تشفى إذا ما سمح
الصيام لعقل المريض أن يبذل جهده لوضع تنظيم إيجابي على الجسم، فضلا
عن أن الحالة المضطربة للعقل في الأمراض النفسية تهدأ بالصيام نتيجة
لتقوية الروح المعنوية للفرد.
وحذر العوضي من ان عملية التحويل الغذائي
الناتجة عن الصوم قد تشكل خطرا في بعض الحالات المرضية، ولذلك فإنه
لا ينصح بالصوم في مثل هذه الحالات خشية أن يلحق بالمريض ضرر اذا ما
صام، ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون وكذلك
مرضى الكلى الذين يجب ان يتناولوا كميات كبيرة من السوائل لضمان
ادرار كميات معقولة من البول، اضافة الى مرضى القرحة الاثني عشر حيث
قد يلحقهم الضرر اذا ما صاموا لانهم يحتاجون لوجبات منظمة لتساعد
القرح على الالتئام.
وأشار الى ان المريض الذي يشكو من مرض خطير أو
كان في حاجة الى علاج دائم اثناء النهار فان الصيام يكون ممنوعا عليه،
ولا حرج في ذلك لقول الله تعالى: (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من
أيام أخر).
واعتبر د.عبدالرحمن العوضي ان الاشخاص
المدخنين والذين يريدون أن يتركوا هذه العادة فانهم سيجدون في الصيام
أرضا جيدة للتدريب على هذا، لافتا الى ان عدم التدخين في الفترة من
طلوع الشمس حتى غروبها سيكون كافيا لحدوث بعض الأعراض نتيجة لالغاء
عادة التدخين، وبمرور الوقت خلال شهر رمضان سيضعف هذا التوقان الى
التدخين كثيرا وسوف يتمكن الفرد من الاقلاع عن هذه العادة تماما.
واضاف ان الاشخاص المصابين بالسمنة سيجدون في
الصيام خطوة مساعدة لانقاص وزنهم ماداموا لا يفرطون في تناول الطعام
أثناء الافطار والسحور.
|