نصائح بالإقلال من الأغذية المشبعة بالدهون.. التحذير من مخاطر تجاهل التوازن الغذائي المعتدل في رمضان

 

أكد باحثون أن شهر رمضان المبارك يتخلله تغيير في سلوك ونمط تناول الغذاء خلال فترة زمنية محددة تصل إلى 29- 30 يوما، وفي فترة زمنية يومية تصل إلى 17 ساعة، الأمر الذي يترتب عليه إحداث تغييرات فسيكولوجية وحيوية في جسم الإنسان بسبب طول القياسات وانتظام فترة الصيام، حيث تظهر هذه التغيرات في القياسات الفيزيائية للجسم (الأنثروبومترية) ومن أهمها وزن الجسم، وفي مكونات الدم ومن أهمها سكر الدم (الجلوكوز) والدهون وحمض البول.

أشارت دراسات حديثة أن الصائم يكون خلال شهر رمضان عرضة لزيادة أو نقصان في الوزن بنسبة تصل إلى 3.6 % و 2.4 % كمعدل للنقصان والزيادة على التوالي.

ويرجع فريق من الباحثين أسباب زيادة الوزن إلى تناول كميات زائدة من الحلويات الغنية بالدهون والسكريات خلال فترة الإفطار، بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام بعد فترة الصيام، كما تعزى هذه الزيادة إلى بعض الممارسات الخاطئة المتمثلة بكثرة النوم والجلوس وقلة العمل.

ويرون أن نقصان الوزن خلال شهر رمضان نسبته أكبر من نسبة الزيادة في الوزن (3.6 إلى 2.5 %)، إذ يختلف أيضاً باختلاف الوزن الأصلي والجنس وطبيعة العمل والممارسات الغذائية.

وقد بينت الدراسة أن الانخفاض في وزن الجسم يتباين تبعا للجنس، حيث كان الانخفاض في الوزن عند الصائمين الذكور أعلى منه عند الإناث، بمقدار 0.34 كجم، أي بنسبة زيادة 18.18 % لمصلحة الذكور، وهذا الرمز يتغير تبعا للطبيعة المعيشية والاجتماعية لأفراد المجتمع.

ويؤكد باحثون أن دراسة أجريت على مجموعة من النساء الماليزيات المسلمات أن نسبة الفقد في الوزن كانت عند النساء أكثر منها عند الرجال.

وتشير مجموعة من الباحثين أنه لوحظ أن هناك ارتفاعا طفيفا في محتوى الدم من كوليسترول الكلي في نهاية شهر رمضان فقد أشارت معظم الدراسات التي أجريت على الصائمين أنه أظهر عدد من الدراسات أن معدلات الجليسيريدات الثلاثية في الدم تميل إلى الانخفاض بشكل طفيف خلال شهر رمضان كما أظهرت دراسات أخرى أن معدلات الجليسييريدات الثلاثية قد زادت خلال هذه الفترة ويرجع هذا التغير بشكل أساسي إلى محتوى الأغذية المتناولة خلال فترة الإفطار من المواد السكرية والنشوية (الكربوهيدرات).

ويقول خبير تغذية إن الباحثين أجروا فحوصات على محتوى الدم من سكر الجلوكوز لدى الصائمين أن مستوى هذا السكر يميل إلى التغير بشكل طفيف وغير ملحوظ خلال شهر رمضان سواء بالزيادة أو النقصان وذلك تبعا لطبيعة الأغذية المتناولة خلال فترة الإفطار وخاصة فيما يتعلق بمحتوى الأغذية من الدهون والسكريات.

وأثبتت بعض الأبحاث الرصينة على عينات من الصائمين أن محتوى الدم من حمض البول لم يتغير خلال فترة الصيام كما أشارت دراسة أخرى إلى أن حمض البول قد انخفض خلال الأسبوعين الأولين من الصيام إلا أنه ازداد زيادة طفيفة في الأسبوعين الآخرين وعلى الرغم من حصول ارتفاع في محتوى الدم من هذا الحامض إلا أن هذه الزيادة لا ترقى إلى الحد الذي تسبب فيه أعراضا مرضية مثل داء النقرس أو ما يعرف بداء الملوك.

وقد لاحظ الباحثون في إحدى الدراسات أن تناول غذاء غني بالدهون أحادية اللا إشباع، مثل زيت الزيتون، خلال شهر رمضان قد منع حدوث ارتفاع في مستوى حمض البول، الذي يعتمد في زيادته على محتوى الأغذية من الدهون المشبعة، وبهذا فإنه يمكننا أن نقلل من الزيادة في هذا المركب من خلال تناول كميات إضافية من زيت الزيتون والتقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة ومصادر البيورنيات والبيرميينات التي ينتهي تمثيلها بتكوين "حمض البول" في وجبات الإفطار والسحور.