في ذكرى استشهاده: السيد حسن الشيرازي شمعة وسيف

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين  لاستشهاد المفكر الاسلامي والفقيه العامل المجاهد اية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره) الذي اغتالته الايادي البعثية الكافرة في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1980 ميلادية، اقامت مؤسسة الرسول الاعظم(ص) في كربلاء المقدسة، حفلا تابنيا في منطقة ما بين الحرمين الشريفين للامام الحسين واخيه العباس(عليهما السلام) يوم الجمعة الموافق 13/7/2007، بعد صلاتي المغرب والعشاء، وقد حضر الحفل عدد من مسئولي المكاتب الحوزوية في كربلاء ومبعوثو الحضرة الحسينية والعباسية المطهرة ومسئولي مكاتب المنظمات والاحزاب المهنية والوطنية في المحافظة بالاضافة الى جمع غفير من مواطني المحافظة، فضلا عن رئيس مجلس محافظة كربلاء وقائد الشرطة.

حيث ابتدأ الحفل بتلاوة معطرة من ايات الذكر الحكيم، ومن ثم  تلتها  الخطب والقصائد الشعرية التي تغنت بالمواقف البطولية ومكامن الابداع في شخصية الشهيد السعيد اللا متناهية الابعاد.

 وقد كان لمراسل(شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الوقفة للاطلاع عن  كثب على ابعاد ومضامين تلك الشخصية التي كان لها حضور فاعل في الساحة الادبية والفكرية، حيث نالت استحسان الكثير من مريديها بل وحتى الاعداء فكانت الحصيلة ما يلي:

 اول من توجهنا له بالسؤال هو السيد( عارف نصر الله) المشرف على مؤسسة الرسول الاعظم(ص)، حيث قال: لا يمكن المرور بسيرة المفكر الشهيد اية الله السيد حسن الشيرازي مرور الكرام او اعتباره ظاهرة عابرة او مرحلة استطاعت ان تفرض نفسها في زمن ما، بل يجب ان نتزود من عناوين الصبر الشىء الكثير، ولنقف عند هذا النبع الزاخر ولننهل  منه الشىء الكثير، فهو لم يكن يجسد معطى واحد فقط، بل يكاد ان يتشظى بعوالم العلم والادب، فتارة هو المبدع في مجال الشعر وتارة اخرى له اراء يتوقف لديها العلماء والمجتهدين في مجال الفقه، ولم يقتصر الامر عن هذا الحد بل ابلى بلاء حسنا في ساحة الجهاد ومقارعة الطغاة، وما ساعة استشهاده الا فيض من غيض مواقفه الشجاعة التي حاولت ان تزلزل عروش الظلم، ولم يكن هذا الحفل التابيني الا فسحة  ضئيلة لإماطة اللثام عن ذلك التعتيم الاعلامي تجاه الرموز التي أبت الا ان تسجل موقفا مشرفا في ميدان الجهاد والمعرفة، فرحم الله شهيدنا الفقيد فكان عنوانا ونبراسا  افاض على الدنيا الخلود.

اما محطتنا التالية فكانت مع الشيخ (عبد الحسن الفراتي) عضو مجلس محافظة كربلاء ومسؤول السياحة الدينية في المحافظة، حيث قال لـ(شبكة النبأ): قد لا ناتي بجديد اذا ما ذكرنا بان العظام هذا شانهم وديدنهم، في اعتلاء منصة الشهادة ولم يقبلوا بغير هذا الامر ، وما احتفالنا هذا الا تعزيز يصب بنفس الاتجاه، اذن نحن امام مدرسة نستل منها معاني تكاد ان تكون قراءات ناضجة للابعاد الانسانية في خلق او صنع الحياة، وما هذه المسؤولية الا معطى كبير لا يتسنى لغير العظام ان يدركوه، حيث وقف اية الله السيد حسن الشيرازي، ليبعث بهذه الامة من جديد من خلال قراءاته المتعددة، بيد ان الامر لم ينتهي عند هذا الحد  بل اتجه صوب الجهاد الاكبر عبر مقارعة الاستعمار، فضلا عن مقارعة الافكار الهدامة التي تحاول النيل من مبادىء الرسالة المحمدية ومن فكر اهل بيت الرحمة، لذا عندما نحاول ان نستذكر فقيدنا الشهيد فاننا نمر بسلسلة لا يستهان بها من مواطن العلم والمعرفة والجهاد، فرحم الله اولئك المجاهدين الذين اعطوا الحياة اعز ما يملكون ليصنعوا حياة في قلوب وضمائر كل المبصرين على وجه الخليقة.

ومن ثم اتجهنا صوب الاعلامي(علي الطلقاني) وهو من مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام متسائلين عن ولادة ونشأة واهم مؤلفات اية الله السيد حسن الشيرازي، فأجابنا مشكورا:في البدء ان ولادة اية الله السيد حسن الشيرازي كانت في مدينة النجف الاشرف(في العراق)عام 1935 ميلادية، اما ما يخص نشأته فكانت في مدينة جده الحسين(ع) في كربلاء المقدسة، وقد  تتلمذ على يد  افضل العلماء انذاك في مدينة كربلاء المقدسة، فضلا عن انه  تناول مختلف العلوم الدينية والحوزوية، اما من حيث المؤلفات فهو يمتاز بكثافة عددية من حيث المنجز وربما تصل مؤلفاته الى ثلاثون مجلد، في مناحي شتى من اقطاب المعارف الدينية والبحثية والادبية، ولم يقتصر عطاؤه عند هذا الحد، بل اوغل في طرح الكثير من الرؤى والافكار التي تعد في راي اغلب طلاب الفكر الديني خروج على المعتاد او المالوف، اذن يصح التعبير باننا امام تجربة جديدة على نطاق الفكر الديني او الحوزوي من خلال  ما تبناه من  قراءات تفوح من ثناياها استراتيجية التجديد في استيعاب الوحي القراني.

اما وقفتنا التالية كانت مع الاستاذ(حيدر السلامي) حيث قال لـ(شبكة النبأ): لم تكن هذه المحطة الا اطلالة استطاعت ان تفضح دأب اولئك الطغاة، والذين هم حاولوا مرارا وتكرارا قمع تلك الاصوات المناهضة لاسقاط  الفكر الانساني الوهاج والنابض بهموم الواقع المنحرف، لقد استطاعت مؤسسة الرسول الاعظم  ان تجسد من خلال هذا المجلس التابيني للشهيد السعيد حسن الشيرازي في ان تضع حجر الزاوية لايقاد  تلك الشمعة التي دأب  النظام البعثي اطفاءها من خلال محاربته لجذوة العلم والعلماء، فبالتاكيد كانت رسالة واضحة لكل المتجبرين في الارض بان القوى الظالمة مهما اوتيت من قوة فلن تستطيع ان تتجاهل او تتجاوز تلك النجوم الساطعة في سماء الحرية والفكر، فانها كمن يطلق على نفسه اطلاقة الرحمة، فضلا عن انها لا تستطيع ان توقف عجلة الحياة الرافضة لكل سمات السكون، ولم يكن اية الله السيد حسن  الشيرازي الا علامة او بصمة استطاعت ان تفرض نفسها على الواقع الراهن من خلال ما اوجده من قراءات تتلمس في الساحة الابداعية مساحات شاسعة ومتعددة.

 اما محطتنا الاخيرة كانت مع القاص(عدنان عباس سلطان) فقال لـ(شبكة النبأ): لا يمكن  الاحاطة بكل جوانب تلك الشخصية المهمة، وهي تمتلك تلك الكثافة  العددية  في  المنجز الابداعي وله مساحة شاسعة  في المكتبة العربية والاسلامية، فضلا عن القراءات التي استطاعت ان تفرض نفسها وهي تلامس الواقع الراهن من خلال الفهم الصحيح للوعي القراني، والذي هو بالتاكيد جاء منسجما او ملبيا للفكر الانساني، اذن كانت شخصية السيد حسن الشيرازي(قده) تضج بالكثير من الدلالات المعرفية من خلال ما افرزته من فكر استطاع ان يجد ارضية  خصبة تنسجم مع تداعيات الحاضر من دون المساس بجوهر الثقافة القرانية.

ومن هنا نستخلص بان  التعرض الى سيرة السيد الشهيد حسن الشيرازي(قدس) هي اكثر من سيرة ذاتية خالصة، الا انها تشير في اغلب الاحيان الى نضوج حقبة معينة استطاعت ان تسهم في انضاج التجربة الانسانية من خلال الابحار في فهم الاستراتيجية الالهية والانسجام الواعي للطيف الانساني من خلال الدراية الكاملة في مكامن الذات  البشرية التواقة الى عوامل التغيير، اذن نحن نقف اليوم امام شخصية تخطت عصور كثيرة وثقافات متعددة، من خلال ما تعرضت له من ميادين العلم والاجتماع والادب والشعر  فضلا عن مواقفها المناهضة للظلم والاستبداد، فرحم الله شهيدنا  السعيد ولن تكون هذه الاطلالة آخر العهد به. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16 تموز/2007 -1/رجب/1428