الشهداء يدخلون من باب فتحه الله لخاصة اوليائه، يتسع هذا الباب
للمخلصين، ويضيف على الملوثين الغارقين بانفسهم، والشهداء يعرفون
الاسماء فقد تعلموا كل الاسماء، لذا تتشابه اسمائهم ويتشابه نور وجوههم،
فاذا اشتقت الى وجه امير المؤمنين فانظر الى وجه شهيد، واذا اشتقت
لدموع ابي عبد الله فانظر الى عين شهيد، وهم ينظرون بعين الله، ولذا
فهم يبصرون سوءات الحكام الجائرين ومؤامرات الشياطين في كل البيوت
البيضاء والخضراء والحمراء.
والسيد الشهيد حسن الشيرازي صرح على لسانهم ( واسحق جباه الملحدين
مرددا... لا السجن يرهبني ولا الاعدام ).
والسيد الشهيد حسب المنطق الاموي متهم بالتحريض وفضح ابن العوجه
السفاح في ستينات القرن الماضي، وهذا ما اغضب زياد ابن ابيه ويزيد
الملعون واصحاب الردة المجتمعين بصليب الشام الجالسين في القصر
التكريتي الجمهوري، فقرروا بالاجماع القاء القبض على ما قال وكتب السيد
الشيرازي، وعبثا كانوا يحاولون فالقصيدة هربت من ايدي السلطان وحطت كما
الطائر في بيت الناس، واردف السيد الشهيد متحديا ( او ليس قد سماه يعرب
عفلقا... ولديه احقاد الصليب دماء.. وابوه جاء لسوريا مستعمرا.. والام
باريسية عجماء ).
واعتقلوه بمكر ابن العاص وخبث الحجاج، والشهيد يقاوم، ودخل السجن
كاول رجل دين في دهاليز الامويين الصداميين، والشهيد يقاوم، وقصائده
تفعل فعلتها في شحذ همم العراقيين وفضح برنامج قتل الامة قديما وحديثا
وضربها من الداخل واستهداف رموزها الحقيقيين.
وخرج من السجن خائفا يترقب بعد ان فر بدينه ببركة دعاء المسلمين،
وفي مقر اقامته ببيروت، وفي حفل التأبين الذي اقامه للسيد الشهيد اية
الله العظمى السيد محمد باقر الصدر،وفي طريق ذهابه للتأبين، واذا
باربعة من اوغاد صدام ممن اشتراهم والي بغداد التكريتي يوجهون رصاصاتهم
الى رأس الشهيد، قتلوه وما قتلوه، فالشهداء لا يموتون، فدمائهم تحوم
وتصلي حتى تضع الاغلال في ايدي الطواغيت، وقد فعلت، ومن ثم تضع الحبال
والمشانق حول رقابهم، وقد فعلت، وستنهي نزيف دم العراقيين، وسيكون كذلك
ان شاء الله.
hamedalhumraney@yahoo.com |