الحدود المقنّنة للعلم في رؤية الشهيد السيد حسن الشيرازي

 شبكة النبأ: يعتقد بعض المفكرين انه يمكن اطلاق الكمال الفكري على بعض الرؤى الفلسفية او النظريات الفكرية التي تنبثق من الفلسفة او التحليلاات الاقتصادية او الملاحظات الميدانية كبحوث او من خلال تحصيلات علمية من بعض الحقول المعنية مثل الفسلجة او النبات او المناخ وغيرها.

لكنها وان بدت كحقائق او تماهت بدرجات معينة كامر واقع تدعمه المشاهدة او تكرار التجربة في اكثر من حالة إلا ان نسبية تلك التجارب او الملاحظات لا تدلل على المطلق الذي يتسامى ذاتيا مستندا على محرك مطلق قد لا تحتويه التجربة او المشاهدة من جميع الجهات، وذلك ان التجارب وان بدت تجريبية خالصة إلا انها تميل مهما حاولت الى افتراض معين يشكل هاجس يرافق التجربة إضافة الى احتواء الاشياء من شئ لايمكن رؤيته مع كونه الفاعل الاساس في العملية التطورية، وهو المستهدف الذي تتجمع كل اضواء التجارب والملاحظات لتسليط الضوء عليه في نهاية المطاف مع كونه يظل افتراضا وليس شئ ملموس ولا تعكسه التجارب مهما حاولت ويمكن تسميته بالسر المغيب او ما يسميه الباحثون بالحلقة المفقودة.

وعلى هذا فلا تعد تلك النظريات او التحليلات تعبر عن حقائق الوجود ولا تصل الى حالة الكمال في طرقها او نتائجها كون تلك الحقائق مغيبة ولا تظهر إلا وفق جزئيات مخادعة للعقل البشري كونها تنتمي الى السر الرباني الذي تشير اليه الاديان عند مرورها على الاسرار الكونية او التكوينية.

ويظن كثيرون ان الدين قد استنفذ اغراضه فانطوى دوره واخلى مكانه للعلم فعلى دعاة الاسلام ان يطووا رسالتهم ويتركوا المجتمع يتطور كيفما تشاء الاقدار.

وشجع هذا المفهوم كثير من علماء الاجتماع وعلماء النفس وعلى راسهم فرويد الذي قسم الحياة البشرية الى.

1ـ مرحلة الخرافة.

2ـ مرحلة التديّن

3ـ مرحلة العلم.

وقد نتج هذا التصّور من خطا في مفهوم الاسلام، لإعتقادهم ان الاسلام هبط لتحرير الناس من عبادة الاصنام وسلوك القبائل المتناحرة وتحريم الخمر وتطهير الحياة الاجتماعية من المفاسد الخلقية والعادات السيئة، كوأد البنات وشن الغارات على الاسر الضعيفة.

هذا فحسب كان مضمون رسالة الاسلام!، واذن فهي رسالة تاريخية قد انتهت اليوم واستنفذت اهدافها لأن القبائل قد انصهرت في امم وشعوب والغيت عبادة الاصنام من حياة المسلمين.

يقول الشهيد السيد حسن الشيرازي: الاسلام النظام العالمي الوحيد الذي يعالج الحياة البشرية من جميع جوانبها وهو النظام الصالح للإنسان منذ التاريخ حتى الابد، ولا يلغي شئ من قوانينه إلا وتحدث بمقدار ذلك الالغاء او اكثر منه مشاكل وازمات.

ويقول roey lebker  : لقد انتج الاسلام فترات رائعة حافلة بالعظمة والفن والثقافة وعصره يعد من افضل العصور التي عرفها العالم.

ويقول البانديت جواهر لال نهرو: العرب المسلمون امتازوا بالروح الاستطلاعية التي تتوافق مع العصر الحديث.

ويقول renan:: ان الحركة الفلسفية في الاسلام ينبغي ان تلمس عند فرق المتكلمين بنوع خاص.

واذن في العودة الى الموضوع الاساس في ان الخرافة لم تكن اساس الذي بنيت عليه المفاهيم الدينية وما كان العلم كوحدة لإلغاء الدين فالعلم هو حركة في كينونتها تحتوي على وهج رباني يتطور كخصيصة وليس لظروف محددة أي ان الذات الروحية السائرة باتجاه الكمال هي روح يحكمها القسر والجبرية وليس ظرف موضوعي مادي يدخل في مساحة الحس البشري العقلي.

وقد كانت نظرية داروين بما احتوت على اشياء معقولة في اغلب بحوثها الا انها وصلت الى الحلقة المفقودة الى السر المغيّب لم تستطع تلك النظرية ان تعبر هذا المربع كذلك لم تستطع على الاجابة بصورة حاسمة ومؤكدة إلا انها لجأت الى الافتراض كما هو شان الفلسفات التي تصل الى نقطة الحسم الفكري وهي ازاء الحلقة المفقودة الذي هو مرسى البحث او النظريات في آخر مطافها.

ونظرية التطّور القائلة بتطور جواهر الاشياء تعزوها الى ثلاث امور:

1ـ الكون نتاج طبيعي لتطورات قديمة ولم يخلقه الله ولا أي شئ اخر.

2ـ الانسان وجه لتطور القرد.

3ـ بطلان الاديان.

 ومؤسس النظرية كعالم متخصص يقول هو نفسه: يستحيل على العقل الرشيد ان تمر به ذرة من الشك في ان هذا العالم الفسيح بما فيه من الآيات البليغة والانفس الناطقة المفكرة قد صدر من مصادفة عمياء لأن المصادفة لا تخلق نظاما ولا تبدع حكما وذلك عندي اكبر دليل على وجود الله.

يقول الشهيد السيد حسن الشيرازي: العقل والعلم في كل زمان يؤكدان ما تقوله الاديان والعلم الحديث بكل ما اوتي من عبقرية ونبوغ لم يجد إلا ان يركع امام الاسلام ببالغ الإعجاب والاكبار.

فالتطور حقيقة كونية ابدية لكنها لا تشمل سوى المظاهر والحالات اما الجواهر والاصول ثابتة لا تتغير.

ويثبّت السيد حسن الشيرازي(رحمه الله) ثلاثة امور مهمة واساسية هي:

1ـ ان للكون إلاه اوجده بعد العدم وليس نتاجا طبيعيا لتطورات قديمة.

2ـ ان الانسان أصل براسه وليس فصيلة متطورة من القرود.

3ـ صحة الاديان ونزولها من عند الله سبحانه وتعالى وليست باطلة كما يزعم الماديون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9 تموز/2007 -24/جماد الاخرى/1428