لا السجن يرهبني ولا الإعدام

عبد الله الضمين

 كانت(كلمة) الشهيد السيد حسن الشيرازي كلمة الله وأنبيائه والأئمة المعصومين  والأولياء والصالحين حينما افرغ روحه وفكره في ذات الطريق التي رسمها الله عز وجل فكلمة الله هي العليا وجميع مقاصد الشريعة عليا من هنا نرى عظمة الشهيد الشيرازي حينما  ينطق عن الحق وكل حياته كانت حقا واضحا وطريقا مستقيما، فقد استمع الحق ونطق به.

ألم يقل الإمام محمد الجواد (ع) ((من استمع إلى شئ فقد عبده إن كان الناطق عن الله فقدعبد الله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس)).

 فكان الشهيد الشيرازي مستمعا وناطقا للحق ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)).

الدليل على ذلك فكره وروحه وقلمه (وكلمته) ومشاريعه التي كانت لله عز وجل وناهيك عن شهادته التي نالها في مرضاة الله، حيث كان لا يخشى إلا الله تعالى أوليس هو القائل أمام الحشود المحتفلة في ذكرى مولد الإمام علي (ع) في كربلاء آنذاك وفي جملتهم جمع من الشخصيات ((العبثية)) و((الشيوعية)) وقال كلمة الحق أمامهم:

أمل الشعوب ومجدها الإسلام        وسواه كفر زائف وظلام

فدع المبادئ كلها في معزل           إن المبادئ كلها هــــــدام

واعمل لتطبيق الكتاب مجاهدا        إن العقيدة مصحف وحسام

واسحق جباه الملحدين مرددا         لا السجن يرهبني ولا الإعدام   

لم أرد من كلامي هذا سوى الحديث عن الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية وخصوصا في العراق  اليوم  لو كان الشهيد الغائب الحاضر معنا ماذا سوف يعمل؟

 لقد عمل منذ صغره على مقارعة الاستعمار وأذنابه  وحارب البعث والشيوعية والظلاميين بكل قواه حتى قتلوه لأنه صاحب حق وكلمة مؤثرة  ومن يراجع حياته ويقرأها يرى ذلك، وطرح المشروع الإسلامي من غير مجاملة في كلمته ((كلمة الإسلام)) ولم يكن يهادن ويساوم على ذلك في شئ  ولذا قضى شهيدا بعيدا عن وطنه وأهله.

نحن نحتاج لمثل الشهيد الشيرازي في مثل هذه الأيام وإذا أخلص القادة والجماهير في العراق فلن يبق للاحتلال أي مكان له في بلاد النهرين ولن تكون فتنة بإذن الله تعالى .

ومن الذل والهوان أن تدنس وتفجر مقدساتنا ولم نكترث  سوى بكلمات الاستنكار . أتذكر كان  الشهيد العظيم  قد أقنع ملك السعودية فيصل ببناء قبور أهل البيت (ع) في البقيع واقتنع الملك بذلك فوافق ولكن ظروفا  قاهرة حالت بين ذلك ولقد عمل جاهد في بناء وتشييد مرقد الصحابي الجليل مالك الأشتر في مصر  وكذا عمل لمرضاة الله العزيز.

فلو كان حاضرا عند وقوع انفجار مراقد أهل البيت (ع) في سامراء ماذا سوف يعمل؟

أكان يشجب ويستنكر أم كان يعمل جاهدا للحيلولة دون وقع كارثة كبرى تصيب العراق والمنطقة؟

فقد كان سباقا ومسارعا في عمل الخير وتثقيف المجتمع وعمل المؤسسات  وغيرها.

وبهذه الذكرى السنوية لرحيل المفكر الإسلامي الشهيد الشيرازي نأمل من الله العلي القدير أن يلهم قادتنا للعبرة بحياته الجهادية التي نذرها لله تعالى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28 حزيران/2007 -12/جماد الاخرى/1428