الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الإفادة بما في عاشوراء المغربية من عبادة

ياسر الحراق الحسني

 

يعتبر تخليد ذكرى عاشوراء في المغرب من أهم المناسبات الشعبية وأكثرها غموضاً. إذا ما تتبعنا منابر القضايا الاجتماعية وخاصةً الصحفية - لندرة الدراسات بسبب تأزم البحث العلمي الإجتماعي في المغرب - فإننا نجد أن الغموض أصبح ملجأً لكل متحدث عن عاشوراء المغرب. هناك ميول لإعطاء عاشوراء صورة قاتمة لا بريق فيها سوى لسن البهجة التي تأخذ مكانها في بعض الأجواء الهامشية. أما الأجواء الهاشمية التي تطغى على هذه الذكرى عند المغاربة متمثلة في مظاهر العزاء والتمثيل لواقعة كربلاء بتفاصيل دقيقة جداً والتوسعة على العيال لا تكاد تسمع عنها شيئاً. قد لا تكون هذه أول مرة يأتي فيها قلم إلى الشاطئ العاشورائي المغربي لكي يتبرد قليلاً ويترك قطرات من واقع عاشوراء المغرب على طريق المطالعة والإطلاع. لكن هذه هي أول مرة يتحول فيها القلم إلى جاك إيف كوستويغوص في بحار الطقوس العاشورائية في المغرب كاشفاً عن أسرار الحياة فيها. يشرح لك رمزية الماء ورمزية النار وحتى رمزية بريق سن البهجة الذي حرفة جنود المؤامرة كما حرف الذين هادوا الكلم عن موضعه. فهذه طقوس نضعها أمام اللبيب نثبت جريانها أولاً ثم نكشف المخفي منها ثانياً.

إظهار الحزن الشديد يوم "عاشور " ودلالة الملح

في تقرير لجريدة العلم المغربية أعده الصحفي عبد الفتاح الفاتحي تحت عنوان "يوم عاشوراء في المغرب" (1) نجد معلومات جريئة وإن غاب التفصيل فيها عادةً ما يحاول الإعلام تجاوزها حول طقوس عاشوراء.

التقرير أكد على أنه قبل يوم العاشر من محرم - الذي ذبح فيه الإمام الحسين وعدد من أهل بيته وأصحابه وسبي فيه نساء البيت النبوي - يسارع الناس إلى تنظيف البيت وإختزان بعض الأكل وتبييض الجدران إلخ.. يقول التقرير: "وتسبق احتفالات عاشوراء استعدادات سابقة عن المناسبة تنطلق من عيد الأضحى على مستوى تخزين أجزاء من لحم الكبش خصيصا ليوم عاشوراء، ثم تتوالى استعدادات أخرى منذ فاتح محرم تهم تنظيف المنازل، وإعادة تبليط الجدران وتبيض واجهاتها الخارجية بالجير، وغسل الثياب والاستحمام".

وهذا ما يقف عنده عادة الإعلامي في المغرب ليقول أن أيام عاشوراء أيام بهجة وسرور. التقرير المذكور لم يقف عند ذلك الأمر، بل قام بإعطاء الصورة كاملة حول حقيقة كون تلك الإستعدادات انما جاءت تمهيداً للتعبير عن الحزن. ويضيف التقرير:" وهناك من يمنع التطبيل والتزمير وإيقاد النار واقتناء فحم أو مكنسة واستعمالها إن وجدت، بل يصل الأمر عند بعض الأسر إلى عدم ذكر اسم المكنسة، وفي ذلك يقول المثل المغربي «الشطابا أعروسا والجفافا أنفيسة» -أي أن المكنسة عروس والجفافة نفساء-؛ للدلالة على تعطيل العمل بهما في هذا اليوم. الأمر الذي يسري على الملح الذي لا ينبغي أن يؤخذ أو يعطى أو يُسلَّف -والمقصود من ذلك إظهار الحزن- إلى بعد انتهاء أيام عاشوراء التي قد تستمر إلى العشرين من محرم وربما آخره، حيث يعلن عن انتهاء أيام الحزن بضرب الطبل".

إذن المستفاد من هذا هو أنه في الموروث الشيعي المغربي تبدأ أيام الحزن من يوم العاشر إلى غاية العشرين مع إختلاف مع الموروث الشيعي المشرقي حيث تبدأ أيام الحزن من اليوم الأول إلى اليوم العاشر. الأمر الذي استغله سماسرة التزوير والأقلام المأجورة لتعويض القول بأن النفقة والإستزادة والإستحمام في الأيام التسعة الأولى عند المغاربة هي تعبير عن إحتفالات البهجة. والحق كما تبين وكما سنزيد تبينه أن المغاربة في الإيام الأولى يستزيدون وينفقون استعداداً لأيام الحزن في العشرة الثانية من أيام محرم.

من المعلوم أن الإحتفال في أيام عاشوراء سنة من سنن الذين قتلوا وطاردوا السلالة النبوية إلى البلاد البعيدة مثل اجلاف بني امية واذنابهم كالحجاج بن يوسف وملوك بنى ايوب وأشباههم. ففي حين نجد في التقرير تركيز المغاربة على عدم أخذ أو إعطاء الملح، يقول أبو الفتح الكراجكي في التعجب: "ومن عجيب امرهم دعواهم محبة اهل البيت (ع) مع ما يفعلون يوم المصاب بالحسين من المواظبة على البّر والصدقة والمحافظة على البذل والنفقة والتبرك بشراء ملح السنة" (2). إن للملح هنا لدلالة كافية على أن المغاربة انما أحيوا عاشوراء حزناً على فاجعة كربلاء من جهة، ومخالفة لما كانت تروج له الكيانات السياسية المشرقية وإلى حد ما الأندلسية من مظاهر الفرح أيام عاشوراء من جهة أخرى.

التوسعة على الأطفال واللعب ذات الطابع الحربي والفواكه الجافة

يسعى الإعلام المغالط أن يدفع بنظرية إبتهاج المغاربة بعاشوراء عن طريق احتساب التوسعة على الأطفال وشراء اللعب التي يغلب عليها الطابع الحربي لصالح هذه النظرية. انها لنظرية مقطوعة الجذور لا أصل لها غير كونها تغلغلت في مناسبات عدة في الماضي البعيد والقريب على حد سواء دون أن تنجح في كسب قلوب وعقول المغاربة التي يسيطر عليها حب أهل البيت النبوي. فلا شك أن نزوح بقايا الأمويين من الأندلس في الماضي البعيد والمد الوهابي المعاصر لهما أثر في التشويش على أصالة عاشوراء المغربية. أقول "تشويش" لأن وجدان المغربي لا يستحلي الإبتهاج في أيام مأساوية فزع بها أهل بيت النبوة. فأما عن التوسعة على الأطفال، فإنما غرضها تشجيعهم على المشاركة في طقوس العزاء المختلفة وتهيئتهم ليوم العاشر الذي لا نار فيه ولا ملح ولا إستحمام ولا طبل ولا هرج. ومن البديهي أنه حتى عند الشيعة المشرقيين يوسع على الأطفال في مجالس العزاء في العشرة الأولى من محرم حيث تفرق عليهم الحلويات ويسمح لهم باللعب والقفز والجري في الحسينيات ويؤخذون أخذاً جميلاً ويعاملون برفق خاص من أجل تشجيعهم على المشاركة. فمن هنا يبطل القول بأن التوسعة على الأطفال هي من مظاهر الفرح والإبتهاج.

إن لعب الأطفال التي كانت تروج أيام عاشوراء كما شهدناه في طفولتنا وشهده قبلنا الآباء اللعب ذات الطابع الحربي. فكانت سيوف البلاستيك الصلب واقنعة الرأس لشخصيات مخيفة والمسدسات والمفرقعات تطغى في الازقة والأحياء عند الذكور. هذا إلى جانب دمى أطفال ورضع تشترى للفتيات. والأصل في هذا هو إعادة تمثيل الملحمة الكربلائية في كل حي من أحياء المغرب. مثل هذه الأشياء تجدها عند الشيعة المشارقة الذين يقيمون مسارح صغيرة تعيد تمثيل أحداث كربلاء. صحيح القول كما جاء في التقرير السابق الذكر أن هذه العادات في المغرب "موغلة في الخصوصية المحلية، لا تحيل على الأحداث التاريخية الإسلامية إلا لماما، وهي عادات قد لا تكون مؤطرة بوعي". لكن هذا لا ينفي حقيقة أصل هذه العادات. السعي بين الصفا والمروة ركن أساسي من أركان الحج والعمرة. هل كل الحجاج يحيلون السعي بين الصفا والمروة على أحداث تاريخية تتعلق بسعي السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم سبعة اشواط؟ الوعي يزيد وينقص لكن الشعائر تبقى هي هي أصلها ثابت وهذا ما نريد التركيز عليه في موضوع طقوس عاشوراء في المغرب.

أما قضية إقتناء الفواكه الجافة وفي عاشوراء بالذات فلا علاقة له لا بالبهجة ولا بالسرور. المغاربة في أيام العيد لا يشترون الفواكه الجافة. تشتهر الإحتفالات والأعياد بقيام كل بيت بعجن حلويات العيد بمختلف انواعها (مثل الكعبة، المحنشة، البريوات، الملوزة، الفقاص، السفوف، المقروط وغيرها)، كما يعيد المغاربة على بعض أنواع الطرب العتيق ويشترون لأنفسهم الملابس الجديدة. اننا هنا نذكر الأجانب عن الثقافة المغربية من صحراء نجد والذين يقدمون لنا مراسيل فاسدة عبر فضائياتهم المخلة بآداب التفكير السليم بأن شراء الفواكه الجافة في المغرب يدخل في باب الإستعدادات لأيام العزاء التي لا بيع فيها ولا شراء عند المتمسكين بالعادات العاشورائية وذلك لأن المواد الجافة لا تفسد بسرعة. ثم إن أكلة يوم العاشور ليست جملاً مشوياً مرشوشاً بالفواكه الجافة كما هي العادة في نجد. أكلة العاشور التقليدية هي الكسكس المعروفة في أجواء العزاء.

عزاء الدفوف وبعض الآلات المشابهة

لا تكاد تجد طقساً من طقوس عاشوراء في المغرب إلا وهو محاط بالمغالطات والأكاذيب لتحريفه عن معناه الصحيح. فمن المغالطات الكبرى حول طقوس عاشوراء في المغرب إعتبار عدد من السطحيين شراء الدفوف وبعض الآلات المشابهة تعبيراً عن الفرح. ذلك وكأن النساء تشتري الدفوف وما شابه للغناء والرقص. إن حقيقة الأمر تتضح من خلال متابعة ما تفعله النسوة بالدفوف. والغريب أن السطحيين لا يعتبرون شراء الطبل والغيطة واستعمالهما في رمضان لإيقاظ الناس للسحور غناء بقدر ما يعتبرونه مسألة عبادية. لكنهم أبوا إلا أن يروا في شراء الدفوف وما شابه أيام عاشوراء تعبير غناء. فإذا عدنا إلى استعمالات الدف والآلات المشابهة كالتعريجة مثلاً من طرف النسوة أيام عاشوراء فإننا نجدها لا تختلف عن إستعمال أداة مشابهة عند الشيعة المشرقيين قلباً وقالباً. في عزاء المشرقيين أيام عاشوراء تستعمل هذه الآلات في عزاء الزنجيل والتطبير على إيقاع رثائي.

في المغرب، ينقل تقرير جريدة العلم السابق الذكرشيئاً مشابهاً فيقول ناقلاً التعابير كما هي بالدارجة المغربية:

"يطبلون ويزمرون ويغنون، بأهازيج، تتغنى بعاشوراء كشخص متوفى، ترديد لا يفقه أحد رمزيته ولا سياقه، ك «عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري» و» هذا عاشور ما علينا الحكام أللا... عيد الميلود كي يحكموا الرجال أللا...».

هنا تستوقفني بعض الكلمات التي استعملها التقرير في غير محلها. فمثلاً، التقرير يتحدث عن رثاء الميت وعن تعبيرات تتعلق بالندبة والتفجع والتي تقولها النسوة مثل عبارة كونهن سينشرن شعرهن على عاشور الذي يشبه عندهم بعزيز فقيد. ونشر النسوة لشعرهن تفجعاً بعد وفاة قريب أو عند المصيبة مسألة عريقة لا علاقة لها بالغناء والرقص. جاء في كتاب أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام بعد وصف مسيرة السبايا من الشام الى المدينة ما نصه: "فلما دخلوا المدينة خرجت امرأة من بني عبد المطلب، ناشرة شعرها، واضعة كمها على رأسها، تلقاهم وهي تبكي وتنشد:

ماذا تَقولونَ إِن قال النبيّ لَكُم *** ماذا فَعَلتم وَأنتُم آخرُ الأممِ

بِعِترتي وَبِأَهلي بعدَ مُفتقدي*** مِنهم أُسارى وَقَتلي ضرّجوا بدمِ

ما كانَ هَذا جَزائي إِذ نَصحتُ لَكم *** أَن تَخلِفوني بِسوءٍ في ذوي رَحِمي`` (3)

ولهذا يصح الحديث عن الإنشاد ولا يصح وصف صاحب التقرير للإنشاد والرثاء بأنه تغنٍ لأن النقيضان لا يجتمعان. وحضور الدف في مثل هذا النوع من العزاء الحسيني في المغرب لا يختلف كثيراً عن حضور الطبل في عزاء الزنجيل في المشرق مثلاً.

"التزمزيمة" ودلالة الماء

إنه لمن المؤسف أن الباحث الأمريكي أو الأوروبي عندما يريد البحث في طقوس عاشوراء المغربية لا يجد سوى كتابات عفوية بسيطة بعيدة عن الدراسة العلمية كل البعد. فتجد احدهم لما يتحدث عن دلالة الماء واستعمالاته في طقوس عاشوراء يقول لك: "سألنا السعدية " في القرية الفلانية! والنتائج بلا شك تكون منقصة للباحث والبحث أو التقرير عن مثل هذه الطقوس. فمثلاً في التقرير المعتمد في هذه الورقة تجد معده يعترف بقيام المغاربة في إحدى طقوس الماء العاشورائية في المغرب برش الماء على الأطفال خاصةً وبعنف، وأحياناً بعد ربطهم كما كان يفعل بنا عند الصغر. لكنه في شرح ذاك كله يترك محور الذكرى العاشورائية والذي هو الحسين الذي ذبح بعد منعه من الماء هو وأهل بيته وأصحابه. فيذهب الصحافي شارداً إلى القول إن هذه العادة جاءت من اليهودية لأنهم كانوا يرشون الماء في عاشوراء تارةً، وأخرى يزعم أن قضية الماء تتعلق بالإستحمام مناقضاً نفسه بعد قوله في بداية التقرير أن الإستحمام لا يكون في اليوم العاشر من محرم.

وحقيقة الأمر الجلية أن مسألة ربط الأطفال ورشهم بالماء هي طقس يحاول من خلاله المغاربة اعادة تمثيل مشهد الحرمان من الماء الذي حدث في كربلاء حيث حرم الإرهابيون التابعون لخلافة يزيد بن معاوية أهل البيت من الماء وتركوهم عطشى في إنتظار ذبحهم. وهذه تختلف عن وظيفة الماء في الطقوس المشرقية الشيعية حيث يسجل في بلاد مثل الهند والعراق خاصةً إنتشار المتطوعين للقيام بتوزيع الماء على المشاركين في مواكب العزاء.

وإذا كان الذين يقولون أن رمزية الماء جاءت من اليهودية أوأنها مجرد إستحمام كما نقلوا عن السعدية لم يأتوا بوثيقة غير القيل والقال، فنحن في هذا المورد نتحفهم بواحدة مما لا يعد ولا يحصى من الأدب الموروث يشرح لك دلالة الماء في كربلاء.يقول الشيخ جعفر الحلي (ت 1315 ه ) في إحدى قصائده:

أو تـشتكي الـعطشَ الفواطم عنده *** وبـصدر صـعدته الـفرات المفعم

فـي كـفه الـيسرى الـسقاء يـقلُّه *** وبـكفه الـيمنى الـحسام الـمخذم

``الشعالة`` ودلالة النار

يقال لها ``الشعالة``، ``شعايلة`` وتشعالت`` في اللهجة الأمازيغية. هي عبارة عن طقس عاشورائي مغربي يتم خلاله إشعال نيران ضخمة في الساحات، سواء في البوادي أو داخل بعض المدن. نيران يحيط بها الأطفال والنساء ثم يشرعون في القفز عليها. يعترف تقرير جريدة العلم المغربية المعتمد هنا وغيره من التقارير بأن طقس إشعال النيران ثابت ومستمر كتقليد مغربي. وتجمع التقارير كذلك على أن الذين يباشرون القفز على النيران هم النساء والأطفال. لكن الغريب هوأن كل التقارير حول طقس الشعالة تعطي تفسيرات متشابهة واهية تربط هذا الطقس بإخراج الأرواح وما شابه. يقول الصحفي عبد الفتاح الفاتحي: يتم إشعال نيران ضخمة في الساحات، سواء في البوادي أو داخل بعض المدن، يحيط بها الأطفال والنساء، حيث يشرع في القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده``. وهذا الكلام لا قيمة له من الناحية العلمية ويعبر عن غياب مخيف لوعي الصحافة بتاريخ المغرب وتاريخ عاشور وتاريخ ``الشعالة``. فإذا كان القفز هو لطرد الشرور، لماذا إذن لا يقفز الرجال كذلك؟ لماذا يقتصر في القفز على النساء والأطفال؟! الجواب هو أن الشعالة كما باقي الطقوس الهدف منها إعادة تمثيل التراجيديا الكربلائية. التاريخ يقول أنه لم ينج يوم عاشور سوى النساء والأطفال الذين وجدوا نفسهم في النهاية يقفزون على النيران للخروج من معسكر الإمام الحسين. وذلك بعد قيام جيش الطاغوت الأموي بحرق الخيام فيه. ولا يخفى عن اللبيب أن المغاربة يحيون بالشعالة ذكرى حرق الخيام في كربلاء وهلع النساء الناجيات والأطفال من معسكر الإمام الحسين. تفسير يتلاءم مع الذكرى لينسف الشروحات المتكلفة والمتصنعة والخيالية أحياناً التي يقدمها الإعلام المغالط. وأما إعادة تمثيل إحراق الخيام في عاشوراء عند شيعة المشرق فهي مسألة لا تحتاج إلى دليل. القنوات الإخبارية التركية والعراقية والإيرانية وغيرها يعج ارشيفها بما تورده كل عام عن المسارح الشعبية. المواطنون الشيعة في مثل هذه البلاد يعيدون إحياء مأساة حرق الخيام في الشوارع كل سنة.

لقد كانت هذه الورقة افادة بما في عاشوراء المغربية من عبادة. فالطقوس التي طالما عانت من التزييف المقصود وغير المقصود اليوم تهدى دلالاتها إلى طلاب العلم والمعرفة. فلم يعد بعد اليوم مجال أمام المتحدثين عن عاشوراء سوى القبول بحقيقتها. عاشوراء في المغرب هي أيام الحسين بفواكهها الجافة وبالدفوف والطبول والمياه المرشوشة والنيران المشتعلة. هي كذلك بمقاطعة الملح والمليح في اليوم العاشر وبزيارة القبور والتوسل. ومهما حاول الإعلام المغالط الإيحاء بعكس ذلك وقد حاول، إلا أن الحق كما قيل يعلو ولا يعلى عليه.

.......................................

1. يوم عاشوراء في المغرب، عبد الفتاح الفاتحي، العلم 14 /01 / 2009.

2. أبوالفتح الكراجكي، التعجب - مطبوع ضمن كنز الفوائد- ص 45.

3. عمر كحالة،أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، ط دمشق، ص 508.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/تشرين الثاني/2014 - 7/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

annabaa@annabaa.org