الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

النهضة الحسينية.. عطاء خالد ورمز للتحرر

لطيف عبد سالم العكَيلي

 

شكلت النهضة الحسينية المباركة بنبل أهدافها التي تمحورت حول إعلاء كلمة الحق والعدل، وتفرد معانيها بمهمة استنهاض محركات وعي الأمم والشعوب لإثبات قيم الحرية في مواجهة طغيان من استبد من الحكام وعمد إلى سلب إرادة رعيته، مدرسة أنارت بسلامة منهجها في سبيل رسالة الحق، دروب الثائرين الحالمين بغد جديد موشحا بنسمات الحرية والكرامة، بوصفها حركة سياسية إصلاحية تجسدت في ثناياها قيم سامية مهدت الأرضية لإزالة الظلم والغطرسة والاستبداد، وسجلت مجرياتها أسمى وأعظم أمثلة الدفاع عن المبدأ، وعكس تدوين وقائعها أروع صور الشجاعة والفداء والإيثار التي ما تزال عظمة آثارها وسمو معانيها، تلامس ضمير الإنسانية وتهز وجدانها؛ لإثارة سعيها صوب التحرر والإنْعِتَاق.

 إن زخم النهضة الحسينية المباركة عطاء مستمر ودائم، على مختلف العصور والأجيال، بعد أن تحددت هويتها التحررية، وتوضحت ملامح عطائها مذ أن أعلن الإمام الحسين (عليه السلام) بيان الثورة الأول الذي ضمنه رسالة حركته الإنسانية الجهادية، قاطعا الشك باليقين حين ناشد القوم قائلا : (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي (صلى الله وعليه وآله)، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَأَبِي‏ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ).

 ولا أخطئ القول أن ملحمة عاشوراء لا يمكن النظر اليها من زاوية ضيقة تفضي إلى محدودية أبعادها الإنسانية، واقتصار أهدافها على الشعوب والأمم التي تتخذ من الإسلام ديناً ومنهج حياة، وإنما تتعداها بمديات وآفاق رحبة لتتسع مساحة تأثيرها، فتشمل كل أرجاء المعمورة وشعوبها التواقة إلى الحرية والكرامة، بوصفها نبضاً إنسانياً سيبقى إلى الأبد رمزاً للرفض والاحتجاج، والتطلع إلى التحرر.

 وحين نستذكر العطاء الخالد لمجريات النهضة الحسينية المباركة، وما أفرزته من رسالة إنسانية نبيلة تزهو فصولها بقدسية الشهداء، وألق البطولة، والإيمان والجهاد في سبيل الحق والعدل، حري بنا أن نركن إلى فكرة تهذيب نفوسنا وتخليصها من أدرانها؛ لتمكينها من القدرة على إصلاح ما اندرس من قيم نبيلة، وترميم ما تضرر من قواعد سامية، انسجاما مع رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) الإنسانية الداعية إلى التوحد والآخاء والمحبة والتسامح ومحاربة الظلم والفساد والمفسدين، بوصفها أملاً مرتجى ينشده جميع الخيرين، الذين استلهموا مبادئها الداعية إلى تبديد الظلام وتحطيم القيود في مهمة الدفاع عن حقهم في العيش بسلام وأمان. إذ إنها الثورة التي كانت وما تزال، وستبقى إشعاعاتها نبراساً لمن يرفض من الناس، الاضطهاد والامتهان والاستلاب في مختلف أرجاء المعمورة.

في أمان الله.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/تشرين الثاني/2014 - 17/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

annabaa@annabaa.org