الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشيعة في العالم: غياب الحماية واستهداف متواصل

 

شبكة النبأ: تحت أنظار العالم أجمع، يتعرض الشيعة الى هجمة شرسة يقوم بها متطرفون، ينتمون الى منظمات ومكونات مختلفة، ومع هذه الاعتداءات السافرة، لا نجد ذلك الجهد الانساني الذي يوازي درجة العنف ضد الشيعة لأسباب لا يمكن أن تخضع لمعيار انساني سليم، فالانسان في عموم اصقاع الارض ينبغي أن تكون قيمته ومكانته وحرمته متساوية، ولا يوجد انسان أفضل من انسان آخر إذا تساوت المعايير وفقا لرؤية انسانية مستقلة ونزيهة، فلماذا لا يحصل الشيعة على الحماية الكافية تجاه العنف الذي يواجهونه بشكل مستمر من جهات ومصادر متعددة تتوزع على دول ومناطق عديدة من العالم؟.

هل أن الشيعة لا يستحقون وقفة جادة من لدن المنظمات العالمية المستقلة، التي تنادي بحقوق الانسان وتعمل من اجل حماية حريات الناس وتكفل سلامتهم، واذا كان جواب تلك المنظمات المستقلة النزيهة بالنفي، لماذا لا يحصل الشيعة على الحماية الكافية التي تقيهم من تجاوزات وعنف المتطرفين، ولماذا يستمر هذا العنف ضدهم أمام مرأى العالم أجمع؟.

إن العالم كله مطالب اليوم بالشروع الفوري بحماية الشيعة من موجات القتل المنظم، كما حصل مؤخرا في السعودية عندما تم قتل عدد من الافراد الشيعة المسالمين الابرياء الذي كانوا يقفون عند بوابة احدى الحسينيات في منطقة الدالوة التابعة لمدينة الاحساء، فقد شرع مجموعة من المتطرفين شاهرين اسلحتهم مطلقين النار على هؤلاء الافراد الابرياء لمجرد انهم ينتمون الى المذهب الشيعي، ولمجرد أنهم يمارسون حريتهم المكفولة عالميا ضمن بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ولكن ماجرى لهم من استهداف، يؤكد تواصل مسلسل التصفية والاعتداءات في السعودية وفي غيرها، كما يجري في البحرين والكويت وباكستان وافغانستان والعراق وغير ذلك من الاماكن التي يكون فيها الشيعة هدفا للمتطرفين في ظل غياب الحماية المطلوبة.

بل حتى في الدول الاوربية لم يسلم الشيعة من الاستهداف والقتل، وقد حدث مثل هذه الاعتداءات حتى في استراليا عندما تعرض مسلمون من الشيعة لعمليات اطلاق رصاص من لدن متطرفين، حدث هذا مؤخرا امام مرأى العالم، وهكذا يتواصل مسلسل استهداف الشيعة من دون أن تُتخذ الاجراءات الصارمة التي تكفل سلامتهم وحمايتهم، وما يزيد الطين بلّة سياسة الكيل بالمكيال التي يتم التعامل وفقها مع حالات كهذه، فعندما يتعرض افراد من مكونات اخرى لمثل هذه الاعتداءات تهبّ المنظمات المعنية بحقوق الانسان في العالم اجمل وتستميت من اجل الحد من مثل هذه الحالات، ولكن عندما يتعلق الامر بأتباع أهل البيت من الشيعة، فالملاحظ أن احدا من المعنيين بحقوق الانسان لا يحرك ساكنا، ربما تظهر هنا وهناك اصوات خجولة رافضة، لكن لا نلمس عملا منظما يطلق الحماية الكافية ضد مثل هذه الاعتداءات.

إن المعايير الانسانية التي يجب ان تتساوى في التعامل مع قيمة الانسان، بغض النظر عن طبيعة انتمائه، ينبغي أن تكون مسارا ودليل عمل لجميع المنظمات الدولية التي تُعنى بحقوق الانسان، ولا يصح التعامل بطرق متباينة مع الامور والحالات العدائية التي تستهدف الاقليات، كما يحصل مع الشيعة في العالم، لهذا فإن العالم اجمع مدعو للقيام بواجبه كما يجب تجاه الشيعة، ونحن نعني هنا المنظمات المعنية بحقوق الانسان وكل جهة معنية بحماية الانسان من الاضطهاد والاستهداف المتواصل على مدار الساعة.

كذلك هناك دور كبير و واضح، يقع على عاتق المرجعيات الدينية كافة، فهي ايضا مسؤولة مسؤولية كبيرة عن حياة الناس الذين ينتمون للمذهب الشيعي، من الاعتداءات التي تقوم بها مجاميع وافراد ينتمون الى منظمات متطرفة تكفيرية، لذا لابد أن تقوم المرجعيات المعنية كافة بدورها في هذا الجانب، من خلال اصدار الفتاوى التي تمنع الاعتداء على الشيعة من لدن منظمات تدعي الانتماء الى الاسلام وتقتل المسلمين الشيعة بحجج واهية لا تمت للحقيقة بأية صلة، لذا لابد ان تأخذ المرجعيات دورها في هذا المجال، للحد من الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الشيعة في مناطق مختلفة من العالم.

ولا ننسى الدور الذاتي الذي ينبغي ان يقوم به الشيعة أنفسهم، فهم مطالبون بأن يتخذوا الخطوات التخطيطية والعملية التي تكفل لهم الحماية من الاعتداءات والتجاوزات التي يتعرضون لها من افراد ومجاميع المنظمات التكفيرية الارهابية، التي تمنع الآخرين من اداء طقوسهم وتمنعهم من حرية الرأي والدين الذي يكفله الاعلان العالمي لحقوق الانسان فضلا عن جميع الاديان، لاسيما الدين الاسلامي الذي شدّد على اولوية حيرية الانسان في التفكير والرأي والمعتقد، إذ تقول الآية الكريمة (لا إكراه في الدين)، لذلك لابد أن يعتمد الشيعة خطوات عملية ذكية تدرأ عنهم خطر المتطرفين، ولابد أن يكونوا مستعدين دائما لحماية أنفسهم الاخطار التي تحيق بهم في مناطق عديدة من العالم.

وعندما تتضافر جهود الجميع، المنظمات العالمية المستقلة، والمرجعيات الدينية المعنية بحماية مكانة وكرامة وحياة الانسان، وكذلك الاعلام الانساني المستقل، فضلا عن الشيعة انفسهم، وعندما يتم اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الشيعة من الاستهداف المتواصل لهم، بصورة عملية دقيقة، عند ذاك يمكن ان تتحقق نتائج جيدة في هذا المجال، وهو ما ينبغي أن يتم التخطيط له بصورة دقيقة ومن دون تعب او ملل أو كلل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الثاني/2014 - 15/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]