الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

انتهاء ذكرى عاشوراء في العراق بسلام يقوض اعتداءات الارهابين

 

شبكة النبأ: اعتاد المسلمون الشيعة، وغيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى، على احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي (عليه السلام)، مع عدد من اهل بيته واصحابه، في واقعة كربلاء الشهيرة، في العاشر من شهر محرم الحرام، سنة 61 للهجرة، بأمر من يزيد بن معاوية، بعد ان حشد عشرات الالاف لقتالة، ويعتبر يوم عاشوراء، الذي يشارك الملايين من المسلمين (في إحصائية رسمية وصل عدد الزائرين لهذا العام لأكثر من 6 مليون زائر عراقي، إضافة الى اكثر من 50 الف زائر اجنبي)، من اهم التجمعات الدينية في العالم، والتي يشترك في احيائها، إضافة الى العراقيين، الالاف من الزوار من مختلف انحاء العالم (حيث يفد المسلمين من الخليج العربي وقارة افريقيا واسيا واوربا، إضافة الى الأمريكيتين).

وغالبا ما يتم استهداف هذه التجمعات الدينية من قبل التنظيمات المتطرفة والارهابية، التي تؤمن بالفكر المتشدد، وتكفر اغلب المسلمين من الذين لا تنسجم عباداتهم وممارساتهم الدينية مع تفسيرهم المتشدد للدين، سيما وان اغلب هذه التنظيمات التي ولدت من رحم تنظيم القاعدة تعتبر المسلمين الشيعة كفار وتطلق عليهم تسميه الروافض، وجاءت هذه الزيارة في ظل أوضاع أمنية مضطربة يمر بها العراق، بعد ان سيطر تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، في هجوم كاسح شنه في التاسع من حزيران الماضي، على مناطق شاسعة من الأراضي العراقية، انطلاقا من سوريا، وضمن خلالها، السيطرة الكاملة على محافظة الموصل (ثاني اكبر مدن العراق)، إضافة الى سيطرة على أجزاء من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى وبابل والانبار، وهدد من خلالها بالزحف نحو المدن المقدسة (كربلاء والنجف)، خصوصا وان التنظيم بات قريبا من تحقيق هذا الهدف بعد ان سيطر على مناطق قريبة من هذه المدن (جرف الصخر، عامرية الفلوجة)، الا ان القوات الأمنية، بدعم من المتطوعين من قوات الحشد الشعبي، تمكنت من استعادة هذه المناطق، وابعاد خطر استهداف الزائرين بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي عادة ما تستخدم لاستهداف المدنيين.

وشهدت كربلاء ومحيطها إجراءات امنية مشددة، بعد تنامي التهديدات الإرهابية باستهداف جموع المعزين نحو كربلاء، في وقت تحتدم فيه المعارك بين القوات الأمنية (التي شهدت العديد من الانتصارات العسكرية في الآونة الأخيرة) وتنظيم داعش، الذي يحاول استهداف المدنيين الشيعة على أساس طائفي من اجل توفير بيئة مناسبة لترويج أفكاره المتطرفة، من خلال اثارة نزاع طائفي (كما وقعت في السابق على أثر تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء عام 2006 من قبل عناصر تنظيم القاعدة)، كمدخل لإشاعة الفوضى والدمار في العراق.     

احياء ذكرى عاشوراء

في سياق متصل تفرقت تجمعات ملايين الشيعة العراقيين الذين احتشدوا في المزارات والمساجد في انحاء البلاد لاحياء ذكرى عاشوراء دون وقوع هجمات كبيرة وسط اجراءات أمنية مشددة فرضت خوفا من مفجري الدولة الإسلامية، وتفرقت بأمان بعد حلول الليل حشود من مئات الاف الاشخاص الذين غادروا مدينة كربلاء بعد يوم من العبادة والصلاة لاحياء ذكرى عاشوراء، وقالت الشرطة ومصادر اسعاف ان سبعة من الزوار العائدين الى ديارهم من كربلاء قتلوا في هجمات قنابل منفصلة على جوانب الطرق في بلدة اللطيفية التي تبعد 40 كيلومترا الى الجنوب من بغداد، وقتل عشرات الزوار في بغداد وحدها في الفترة التي سبقت احتفالات هذا العام رغم زيادة الاجراءات الامنية بعد ان اودت هجمات انتحارية وبقذائف مورتر يعتقد ان مرتكبيها من مقاتلي تنظيم القاعدة بحياة 171 شخصا اثناء احياء ذكرى عاشوراء في كربلاء وبغداد عام 2004.

لكن لم ترد تقارير عن وقوع هجمات كبيرة في العراق مع احياء الشيعة في أنحاء العالم الاسلامي ذكرى مقتل الحسين في معركة كربلاء عام 680 بعد الميلاد، وذكرت وكالة الانباء السعودية ان مسلحين قتلوا بالرصاص خمسة أشخاص على الاقل في المنطقة الشرقية بالسعودية فيما قال سكان محليون انه كان هجوما على المصلين الشيعة في اختبار للعلاقات المتوترة بالفعل بين السنة والشيعة في أنحاء الشرق الأوسط، وتقول الدولة الاسلامية التي ينظر اليها على انها أكثر قسوة من تنظيم القاعدة ان الشيعة كفار يستحقون القتل، وتعلن بانتظام الدولة الاسلامية التي استولت على اجزاء كبيرة من شمال العراق هذا العام المسؤولية عن التفجيرات الانتحارية ضد الشيعة الذين يمثلون أقلية في العالم الاسلامي لكنهم يشكلون غالبية سكان العراق، وفي كربلاء تجمعت حشود هائلة من الزوار خارج مزار الحسين وهم يرددون "حسين، حسين، حسين".

وتسلل من قبل مفجرون انتحاريون وسط جموع الشيعة كما أطلق مسلحون قذائف مورتر على الحشود من ضواحي كربلاء، وكان احياء ذكرى عاشوراء محظورا ابان حكم صدام حسين العلماني وحزب البعث وكان غالبية اعضائه من السنة، وبعد الاطاحة بصدام عام 2003 هيمن الشيعة علي الحكم في البلاد ولكن التجمعات الكبيرة لاحياء مناسبات دينية تعرض الاغلبية لخطر هجمات انتحارية تنفذها جماعات سنية متشددة، وساهمت هجمات الدولة الاسلامية على الشيعة في اعادة مستويات العنف المثيرة للقلق الى مستويات كانت سائدة في ذروة الحرب الطائفية في العراق عامي 2006 و2007، وبعد توليه منصبه قبل ثلاثة أشهر وعد رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو شيعي معتدل بمداواة الانقسامات الطائفية لتوحيد البلاد ضد الدولة الاسلامية التي اعلنت الخلافة في الاجزاء التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.

وأثناء المراسم في كربلاء أظهر الشيعة تحديا رغم المخاطر الجديدة، وقال علي عجاج (65 عاما) "لن تستطيع الدولة الإسلامية منعنا من القدوم إلى هنا بسبب أعمال العنف"، وروت زوجته أم محمد كيف قتل ضباط في عهد صدام اثنين من ابنائها وقالت ان تلك المأساة زادت من اصرارها على احياء الذكرى، وقالت "لن تمنعنا السيارات الملغومة وتفجيرات الدولة الاسلامية من القدوم"، وفي ظل الاجراءات الامنية المشددة التي فرضت لن يسمح بدخول سيارات إلى كربلاء خشية تفخيخها ويتنقل الزوار بحافلات تحت اشراف السلطات، ولم ترد انباء عن وقوع هجمات حتى حلول الليل ولكن شهد العراق مزيدا من أعمال العنف التي اعتادها في أماكن اخرى. بحسب رويترز.

رغم التهديدات

فيما أحيا مئات الاف من الشيعة ذكرى عاشوراء في بغداد ومدينة كربلاء جنوب العراق، وضاحية بيروت الجنوبية، وسط تدابير امنية مشددة خشية هجمات قد يشنها جهاديو تنظيم "الدولة الاسلامية"، ولم تشهد كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين، والتي استقبلت مئات الآلاف من الزوار، اي حادث امني يذكر حتى وقت متأخر من بعد الظهر، وذلك غداة مقتل 16 شخصا على الاقل في هجمات تبناها تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال بغداد، وغالبا ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء، وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء، ورفع مشاركون هذا العام شعار "التحدي" في مواجهة الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم "الدولة الاسلامية".

وقال سعد جبار (54 عاما) "احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين هذا العام له خصوصية ووقع خاص، كونها تمثل تحديا لداعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) لانهم اعلنوا عداءهم وتهديداتهم بقتل المسلمين وتفجير المدن والمراقد المقدسة خصوصا الشيعية"، واضاف هذا الرجل الذي يرتدي عباءة تقليدية سوداء وقدم من محافظة ذي قار (جنوب) "نقول لهم نتحداكم، فذكرى هذا العام هي ذكرى التحدي"، وقال حاتم الجبوري (30 عاما) القادم من ديالى (شمال شرق بغداد) "لن نتوقف عن احياء ذكرى الامام الحسين مهما كانت الظروف التي نمر بها"، وسارت المواكب الحسينية في شوارع كربلاء، وارتدى مئات من الرجال اثوابا بيضاء خضبت بالدماء النازفة من الرؤوس نتيجة التطبير، ومرت مواكب اخرى تضم نساء متشحات بالسواد واطفالا يلطمون رؤوسهم وصدورهم، وسط الرايات العاشورائية، مرددين "لبيك يا حسين"، كما احتشد الالاف بلباسهم الاسود يستمعون من خلال مكبرات الصوت الى سيرة واقعة الطف حيث قتل جيش الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين، ثالث الائمة لدى الشيعة الاثني عشرية، مع عدد من افراد عائلته في العام 680 ميلادية. بحسب فرانس برس.

وبعد صلاة الظهر، انطلقت "ركضة طويريج" بمشاركة الآلاف من المؤمنين المتشحين بالسواد، والتي تهرول فيها الحشود نحو مرقد الامام الحسين، ومنه الى مرقد اخيه العباس، ونشرت السلطات العراقية اكثر من 25 الف جندي وشرطي، اضافة الى 1500 من افراد "الحشد الشعبي"، وهي مجموعات شيعية تقاتل الى جانب القوات الحكومية، في كربلاء وعلى الطرق المؤدية اليها، وأتت ذكرى عاشوراء هذا العام وسط تخوف من قيام تنظيم "الدولة الاسلامية" باستهداف الزوار الشيعة، لا سيما انه توعد اثر هجومه في العراق في حزيران/يونيو، بمواصلة "الزحف" نحو بغداد وكربلاء، وشهدت مناطق في العاصمة العراقية مسيرات عاشورائية، بينها مدينة الصدر (شمال شرق) ذات الغالبية الشيعية، حيث اغلقت الطرق الرئيسية ورفعت الرايات الحسينية السوداء فوق غالبية المنازل وفي الشوارع، واتى ذلك غداة مقتل 16 شخصا واصابة 19 بجروح في هجمات استهدفت الشيعة في حي تونس ومنطقة الكاظمية في شمال بغداد، واشارت مصادر امنية وطبية عراقية الى وقوع تفجير انتحاري وسقوط قذائف في حي تونس، بينما سقطت قذائف اخرى في الكاظمية.

وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" الهجمات في بيان تداولته منتديات الكترونية جهادية، مقدما رواية مغايرة بعض الشيء للمصادر العراقية، واشار البيان "وفق الله تعالى جنوده في ولاية بغداد ليفسدوا الخطة الشاملة التي زعمت الحكومة الصفوية انها اطلقتها في اعظم مواسمها الشركية"، متحدثا عن قيام "ابو خطاب العراقي" بتفجير نفسه في حي تونس، وقيام عناصر آخرين باطلاق "خمسة صواريخ" على الكاظمية، وسبق للتنظيم ان تبنى تفجيرين بسيارتين مفخختين في بغداد، ما ادى الى مقتل 18 شخصا على الأقل،

انذار شديد

من جانب اخر وضعت القوات الامنية العراقية في حال "انذار شديد" استعدادا لاحياء مئات الآلاف من الشيعة ذكرى عاشوراء، لا سيما في بغداد ومدينة كربلاء، تحسبا لهجمات قد ينفذها تنظيم "الدولة الاسلامية"، وتسعى السلطات التي ستنشر عشرات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والامن، الى منع تكرار الهجمات الدامية التي استهدفت الشيعة في الاعوام الماضية خلال محرم وعاشوراء، ورغم تشديد الاجراءات في الايام الماضية، قتل 19 شخصا على الاقل في تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا خيمتي عزاء في بغداد، وقال عقيد في الشرطة "باتت الخطة الامنية موضع تنفيذ، والقوات الامنية في حالة انذار شديد"، واشار الى ان القوات الامنية اغلقت بعض الطرق في العاصمة، لاسيما في الاعظمية ذات الغالبية السنية والكاظمية ذات الغالبية الشيعية (شمال)، في حين تنفذ "اجراءات امنية مشددة" في مدينة الصدر (شمال شرق). بحسب فرانس برس.

وبحسب ضابط في وزارة الداخلية، تستخدم في اطار الخطة الامنية المروحيات التي شوهدت تحلق بكثافة في سماء بغداد، واشار العقيد في الشرطة الى تنفيذ "انتشار امني كثيف من بغداد الى كربلاء، لا سيما في اليوسفية والمحمودية" جنوب بغداد، وبدأ الشيعة في 26 تشرين الاول/اكتوبر احياء مراسم شهر محرم، والتي تتوج غدا بمسيرات ضخمة في بغداد وكربلاء (110 كلم جنوب) احياء لذكرى مقتل الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين، وتبلغ المراسم ذروتها في أربعين الامام بمسيرة ضخمة بين المدينتين، وفي كربلاء حيث يتواجد عشرات الآلاف من المؤمنين لزيارة مرقد الامام الحسين، قال قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي للصحافيين ان اكثر من 26 الف عنصر من القوات الامنية منتشرون داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية اليها، مشيرا الى "استخدام الطيران المروحي ومراقبة المناطق الصحراوية الغربية والبساتين المحيطة بكربلاء لكي لا تستخدم لاطلاق النيران عن بعد".

وقال مدير اعلام شرطة كربلاء العقيد احمد الحسناوي ان نقاط التفتيش المتواجدة عند مداخل كربلاء تستخدم "سيارات مجهزة بأجهزة لكشف المتفجرات، اضافة الى الكلاب البوليسية"، كما تشمل الخطة، مشاركة "1500 شرطية مهمتهن تفتيش النساء"، وغالبا ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء، وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء، وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات من دون تبن رسمي، يعتقد ان معظمها، لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون من تنظيم "الدولة الاسلامية"، ومنذ هجومه الكاسح في حزيران/يونيو، يسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، ومناطق في شمال سوريا وشرقها، وقام التنظيم خلال الايام القليلة الماضية بقتل المئات من ابناء عشيرة سنية حملت السلاح ضده في محافظة الانبار في غرب العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/تشرين الثاني/2014 - 14/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]