شبكة النبأ: كربلاء هذه الارض
التي تشرفت باحتضان الجسد الطاهر لسبط رسول الله (ص) الامام الحسين
(ع) واهل بيتة وأصحابه (رض) اصبحت بحق قبلة للمسلمين والعارفين، من
محبي وعشاق الامام الحسين (ع) القادمين لزيارة مرقد أبي الأحرار من
شتى أرجاء المعمورة، جموع تسابقت من اجل الوصول الى كربلاء التي
كرمها الله، فأصبحت من أقدس واشرف بقاع الارض وقد وصفت ببعض
الاحاديث بانها قطعة من قطع الجنة، ولزيارة الامام الحسين (ع)
الكثير من الافضال وقد ورد ذلك في نصوص كثيرة مروية عن الرسول
العظيم وأهل بيتة الأطهار (ع) نقلتها الكثير من الكتب. فقد روي في
فردوس الأخبار وبحار الأنوار ومناقب ابن شهر أشوب وإرشاد المفيد
وكشف الغمة عن يعلى بن مرّة قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(حسين منّي وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من
الأسباط).
وروى ابن قولويه في كامل الزيارات: 265 / ح 1ـ الباب 88 بإسناده
عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام، عن عمّته
العقيلة المكرّمة زينب عليها السلام، عن أمّ أيمن، عن رسول الله
صلّى الله عليه وآله، عن جبرئيل عليه السلام ـ في ضمن حديثٍ حول
مقتل الإمام الحسين عليه السلام ومدفنه ـ قال: وتَحفُّه ملائكةٌ من
كلّ سماءٍ مئةُ ألفِ مَلَك في كلّ يومٍ وليلة، ويصلّون عليه،
ويطوفون عليه، ويسبّحون الله عنده، ويستغفرون اللهَ لِمَن زاره،
ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً من أمّتك متقرّباً إلى الله تعالى
وإليك بذلك، وأسماءَ آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويُوسِمون في
وجوههم بِمِيسَمِ نور عرش الله: هذا زائرُ قبرِ خير الشهداء، وابنِ
خيرِ الأنبياء. فإذا كان يومُ القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك
المِيسم نورٌ تُغشى منه الأبصار، يَدُلّ عليهم ويُعرَفون به.
ثم قال جبرئيل: وكأنّي بك يا محمّد بيني وبين ميكائيل، وعليٌّ
أمامَنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يُحصى عددهم، ونحن نلتقط من
ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتّى يُنجيَهمُ الله مِن هول
ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمَن زار قبرَك يا محمّد،
أو قبرَ أخيك، أو قبر سِبطَيك، لا يُريد به غير الله عزّ وجلّ.
وفي تفسيره المعروف بـ تفسير فرات الكوفي(171 / ح 219 ) روى
فرات عن جعفر بن محمّد الفَزاري مُعَنْعِناً. عن الإمام الصادق
عليه السلام قال: « كان الحسين مع أمّه تحمله، فأخذه النبيّ صلّى
الله عليه وآله وقال: لعَنَ الله قاتلك.. أمَا تَرضَين أن تكون
الملائكة تبكي لابنكِ ويأسفَ عليه كلُّ شيء؟!. أما ترضين أن يكون
مَن أتاه زائراً في ضمان الله، ويكونَ مَن أتاه بمنزلة مَن حَجَّ
إلى بيت الله الحرام واعتمر، ولم يَخلُ من الرحمة طَرفةَ عين، وإذا
مات مات شهيداً، وإن بقي لم تزل الحفَظَة تدعو له ما بقي، ولم يزل
في حفظ الله وأمنه حتّى يفارق الدنيا ؟!».
وروي ايضا انه لما اخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته
فاطمة بقتل ولدها الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام وما يجري عليه
من المحن بكت فاطمة عليها السلام بكاء شديدا وقالت يأبه متى يكون
ذلك؟، فقال النبي (ص) يا فاطمة أن نساء أمتي يبكون على نساء أهل
بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد
جيل في كل سنة، فإذا كان يوم القيامة تشفعين انتي للنساء وأنا اشفع
للرجال، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه
الجنة, يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة الا عين بكت على مصاب
الحسين فإنها (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) بنعيم الجنة.
وعن جابر الجُعفيِّ قال: "دخلت على جعفر بن محمّد الصادق
(عليهما السلام) في يوم عاشوراء فقال لي: "هؤلاء زُوَّار الله
وحَقٌّ على المزور أن يُكرِمَ الزّائر، مَن باتٌ عند قبر الحسين
عليه السلام ليلة عاشوراء لقى الله ملطّخاً بدمه يوم القيامة
كأنّما قُتل معه في عَرْصَته"، وقال (ع): "مَن زار قبرَ الحسين
عليه السلام ليوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه".
وعنه (ع): "مَن زار الحسين يوم عاشوراء وجَبتْ له الجنّة".
وعنه (ع): "مَن زارَ قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام يوم
عاشوراء عارفاً بحقِّه كان كمن زار الله في عرشه". وعنه (ع): "ومَن
زاره يوم عاشوراء فكأنّما زار الله فوق عرشه". وفي الحديث عن أهل
البيت (ع): "مَن زار قبر الحسين عليه السلام يوم عاشوراء كان كمن
تشحّط بدمه بين يديه عليه السلام". وفي الحديث أيضاً: "من سقى يوم
عاشوراء عند قبر الحسين عليه السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه
السلام وشهد معه".
وفي حديث طويل عن مالك الجُهنيّ عن أبي جعفر (ع) قال: "مَن زار
الحسين عليه السلام يوم عاشوراء من المحرّم حتّى يظلَّ عنده باكياً
لقي الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفَـي ألف حَجّة وألفَـي ألف
عُمرة، وألفي ألف غَزوة، وثواب كلِّ حَجّة وعُمرة وغزوة كثواب مَن
حجّ واعتمر وغَزا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومع
الأئمّة الرَّاشدين صلوات الله عليهم أجمعين".
فقال مالك: "قلت: "جُعِلتُ فِداك لِمَن كان في بُعدِ البلاد
واقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟"، قال: "إذا كان ذلك
اليوم بَرزَ إلى الصَّحراء أو صَعد سَطحاً مُرتفعاً في داره، وأومأ
إليه بالسّلام، واجتهد على قاتله بالدُّعاء، وصلّى بعد رَكعتين
يفعل ذلك في صَدرِ النَّهار قبل الزَّوال، ثمَّ ليندُب الحسين عليه
السلام ويَبكيه ويأمر مَن في داره بالبُكاء عليه، ويقيم في داره
مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبُكاء بعضهم بعضاً في
البيوت، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه السلام، فأنا ضامِنٌ
لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزَّ وجلَّ جميع هذا الثَّواب......).
وعن عبد الله بن مسكان قال : شهدت أبا عبدالله - الإمام جعفر
الصادق - ( عليه السلام) وقد أتاه قوم من أهل خراسان فسألوه عن
اتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل؟ قال: حدثني أبي
عن جدي أنه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله من
ذنوبه كمولود ولدته أُمه، وشيعته الملائكة في مسيره، فرفرفت على
رأسه قد صفوا بأجنحتهم عليه حتى يرجع إلى أهله، وسألت الملائكة
المغفرة له من ربه، وغشيته الرحمة من أعنان السماء، ونادته
الملائكة: طبت وطاب من زرت، وحُفظ في أهله.
وعن الإمام الباقر عليه السلام انه قال: لو يعلم الناس ما في
زيارة قبر الحسين (ع) من
الفضل لماتوا شوقاً وتقطعت أنفسهم عليه حسرات. ثم قال: من أتاه
شوقاً كتب
الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء
بدر، وأجر
ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه
الله تعالى،
ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم
يحفظه من
بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه،
فإن مات
في سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له
يشيعونه إلى
قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مدّ بصره ويؤمنه الله من
ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروّعانه، ويُفتح له باب إلى الجنة
ويُعطى كتابه بيمينه، ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين
المشرق والمغرب، وينادي منادٍ : هذا من زار قبر الحسين (عليه
السلام) شوقاً إليه، فلا يبقى في القيامة إلا تمنى يومئذٍ أنه كان
من زوار الحسين بن علي).
وعن الكاهلي، عن أبي عبدالله - الإمام جعفر الصادق - (عليه
السلام) قال: من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة ، وفي
شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) ، فليكن للحسين (عليه السلام)
زائراً ، ينال من الله أفضل الكرامة وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب
عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عد رمل عالج وجبال تهامة وزبد
البحر؛ إن الحسين بن علي (عليهما السلام) قتل مظلوماً مضطهداً
نفسه، وعطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه.
من وصايا أبي جعفر (ع) لاصحابه كما عن محمد بن مسلم : (مروا
شيعتنا بزيارة الحسين (ع)، فان اتيانه يزيد في الرزق، ويمد في
العمر، ويدفع مدافع السوء، واتيانه مفترض على كل مؤمن يقر به
بالامامة من الله).
وفي نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام و فضل
زيارة الحسين عليه السلام: عن الحسن بن علي عليهم السلام ، قال:
كنّا مع أمير المؤمنين عليه السلام أنا وحارث الأعور، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ( يأتي قوم في آخر الزّمان
يزورون قبر ابني الحسين عليه السلام ، فمن زاره فكأنّما زارني، ومن
زارني فكأنّما زار الله سبحانه ، ألا ومن زار الحسين عليه السلام
فكأنّما زار الله في عرشه).
وفي كامل الزيارات والبحار والمستدرك وجامع الأحاديث: عن داود
بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إنّ فاطمة عليها
السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين
عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم).
وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله - الإمام جعفر الصادق -
(عليه السلام) قال : قال لي : يا معاوية، لا تدع زيارة قبر الحسين
(عليه السلام) ، فإن من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان
عنده. أمَا تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله
(صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)؟. أمَا
تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنة
؟. أمَا تحب أن تكون غداً ممن يخرج وليس عليه ذنب يتبع به ؟ أمَا
تحب أن تكون غداً ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام )
يقول: وكل الله بقبر الحسين( عليه السلام ) أربعة آلاف ملك شعث غبر
يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه
مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشية، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا
له إلى يوم القيامة).
وفي مصباح الزائر عن ابي فاختة قال: قال أبو عبدالله (ع): ( انه
من خرج من منزلة يريد زيارة قبر الحسين (ع) ان كان ماشياً كتب الله
له بكل خطوة حسنة ومحا عنه بها سيئة, حتى اذا صار في الحائر كتبة
الله من المفلحين, حتى اذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين, حتى
اذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: ان رسول الله يقرؤك السلام
ويقول لك:استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى).
وعن حذيفة بن منصور قال : قال أبو عبدالله - الإمام جعفر الصادق
- (عليه السلام) : من زار قبر الحسين (عليه السلام) لله وفي الله
أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ولم يسأل الله حاجة
من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه.
فالسَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي
حَلّتْ بِفِنائِكَ، وَأنَاخَت برَحْلِك، عَلَيْكًم مِنِّي سَلامُ
اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، وَلا
جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ أهْلَ
البَيتِ، السَّلام عَلَى الحُسَيْن، وَعَلَى عَليِّ بْنِ
الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ
الحُسَين... فهنيئاً لزوار الحسين (ع) هذا الفضل العظيم وهذه
المكارم الجزيلة، وجعلنا الله واياكم من زوار الامام الحسين (ع).
|